رفض شعبي لإعادة تنصيب تمثال ديليسبس في بورسعيد: إهدار لتضحيات 120 ألف مواطن مصري قضوا في أعمال السخرة
حمدين صباحي ضمن الموقعين على خطاب لرئيس الجمهورية يطالب بعدم إعادة نصب تمثال فرديناند دلسبس على قاعدته
الشاعر السيد الخميسي: المثقفون هم المنوط بهم الدفاع عن رغبة الناس المتفقة مع التاريخ والجغرافيا.. والجهل بتاريخ الوطن هو سبب كل هذا العبث
كتبت- كريستين صفوان
أثارت عملية ترميم قاعدة تمثال ديليسبس الموجودة على المدخل الشمالي لممر المجري الملاحي لقناة السويس بنطاق حي الشرق بمحافظة بروسعيد حالة من الغضب الشعبي بالمحافظة امتدت إلى خارج حدودها، حيث أعلن مثقفون وسياسيون من مختلف أنحاء الجمهورية رفضهم إعادة تنصيب التمثال على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.
ووجه عدد من المثقفين والسياسيين بينهم المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، خطاب إلى رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لحث المسئولين بمحافظة بورسعيد على تفهم الدواعي الوطنية والحقائق التاريخية والاعتبارات الأخلاقية التي تمنع كل مصري من السعي لإعادة نصب تمثال فرديناند دلسبس على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.
وقال الخطاب إن ذلك المسعى يأتى ليحدث شرخا كبيرا داخل الجماعة الوطنية في توقيت نحتاج فيه لتوسيع مساحة الإجماع الوطني والالتفاف حول جيشنا العظيم لمواجهة التهديدات المحيطة بمصر شرقا وغربا وجنوبا. كما شدد على أن هذا العمل يعد بمثابة إهدار لتضحيات 120 ألف مواطن مصري قضوا في أعمال السخرة في حفر قناة السويس وتنكر لدماء شهداء الجيش والمقاومة الشعبية الذين منحوا بورسعيد مسمى الباسلة حتى أضحت رمزا عالميا لمكافحة الاستعمار في كل دول العالم.
وأشار الخطاب إلى أن «هذا الإجراء يسبغ على هذا الآفاق شرفا لا يستحقه ولا حتى في بلده التي أدانته وابنه بتهم السرقة والنصب مثلما حكمت على حفيده بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى».
ويشار إلى أن العشرات من المستخدمين على موقع فيسبوك قد نشروا خلال الـ24 ساعة الماضية الخطاب الرافض لإعادة نصب تمثال فرديناند دلسبس على قاعدته بعدما أزاحه عنها أبطال المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي عام 1956.
من جانبه، نشر الشاعر البورسعيدي السيد الخميسي، مقطع فيديو يوثق لحظة إسقاط تمثال ديلسبس من قاعدته بمدخل قناه السويس إبان العدوان الثلاثي عام 1956، وهاجم في منشور على فيسبوك محافظ بورسعيد قائلا إن «مشكلة محافظ بورسعيد أنه يحيط نفسه بمستشارين تفصيل على مقاسه، ومستشاره الثقافي نموذج على هذا». وأضاف أن «المثقفون هم المنوط بهم الدفاع عن رغبة الناس المتفقة مع التاريخ والجغرافيا»، مشددا على أن «الجهل بتاريخ الوطن هو سبب كل هذا العبث».
وأشار الخميسي إلى أن فرنسا لم تقم تمثالا لديليسبس لأنه «لص ونصاب»، وقال: «ديليسبس بالنسبه لمصر بجانب كونه مجرما ونصابا هو قاتل استعبد المصريين بالسخرة وجعل قناة السويس دولة داخل الدولة وخان عرابي وتسبب في هزيمتة وموت كثير من المصريين على يد الإنجليز، ثم سرق أسهم القناة من الخديوي الجاهل السفيه وحرم مصر من حقها من المشروع المقام على أرضها بأيدي أبنائها وعرقهم ودمائهم».
وسخر مستخدمون على موقع التواصل الاجتماعي من فكرة إعادة تنصيب تمثال ديليسبس في الوقت الذي يشهد فيه العالم إزالة تماثيل «رموز العنصرية» احتجاجا على مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، على يد ضابط شرطة أبيض. من هؤلاء حمدي مرسي، وهو محامي من محافظة بورسعيد، الذي قال عبر فيسبوك: «من المضحكات المبكيات» نجد البعض ينادون بعوده تمثال ديلسبس الذي تمت إزالته بإرادة حرة شعبية.
يذكر أن كثير مٍن تماثيل مَن كان يُنظر إليهم كرموز وأبطال في أوروبا والولايات المتحدة، قد تمت إزالتها خلال الأسابيع الماضية فيما بدأ كاحتجاجات ضد «وحشية الشرطة» الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد، ثم توسع ليشمل ما هو أشبه بمحاكمة «شعبية» لتاريخ العبودية والعنصرية ورفض “لتفوق العرق الأبيض” من قبل المحتجين الغاضبين.
Pingback: Egypt caves in to popular pressure to display controversial French statue in museum | The New York Press News Agency