رسالة مفتوحة من 15 فنانا احتجاجا على عرض صور تعذيب بسجن “أبو غريب” داخل معرض في ألمانيا.. ورئيس المعرض يعلن استقالته
أثار عرض عمل فني يظهر صورا لمشاهد التعذيب في أبو غريب في معرض “البيناله” في برلين ردود فعل من فنانين عراقيين ومسؤولين في المعرض نفسه، حتى أن أمين عام المعرض استقال من منصبه.
فمنذ منتصف يونيو يعرض عمل فني للفنان والناشط السياسي الفرنسي جان جاك ليبل البالغ من العمر 86 عاما، في ريكنهالن في محطة قطارات هامبورغ، أحد مواقع بينالي 12. العمل الفني هو لوحة فنية طويلة طبع عليها صور تظهر عملية التعذيب التي تعرض لها معتقلون في سجن أبو غريب من أفراد في الجيش الأمريكي، والتي عرفت بفضيحة “سجن أبو غريب” التي تكشفت في عام 2004، والعمل كان تحت عنوان “السم القابل للذوبان، مشاهد من الاحتلال الأمريكي لبغداد”.
ونقل موقع صحيفة “برلينه تسايتونغ” أن عرض هذه الصورة لم يثر في البداية ردود فعل قوية، ربما بسبب مشاهدة هذه الصور منذ أعوام على كثير من المواقع، وربما أن الصور القادمة من سوريا وأوكرانيا قد دفعت بمثل هذه الصور إلى النسيان.
لكن النقاش ظهر إلى السطح بعد اعتراض فنانين مشاركين في البينالة، من بينهم أحد أعضاء فريق بيناله وهو قادر عطية، فنان فرنسي من أصل جزائري. إضافة إلى الفنانة العراقية الأصل ريجين ساحاقيان التي اعترضت في رسالة مفتوحة موقعة من 15 فنانا على ما أعتبر إساءة إلى كرامة الإنسان، معتبرين عمل ليبل بمثابة “إعادة إنتاج قاسية لجرائم المحتل”.
وتساءل الفنانون في رسالتهم المفتوحة: “من أعطى الحق في مثل هذا الشكل من العروض”؟ وأجابوا في الوقت نفسه: ” بكل تأكيد ليس الضحايا العراقيون؟ أو الفنانون العراقيون؟ ولا الجمهور العراقي؟، الذين سيتعرضون بكل تأكيد لصدمة أخرى بمشاهدة إعادة تقديم واحدة من أسوأ جرائم الجيش الأمريكي”.
DW عربية سألت فنانا عراقيا، عن رأيه في عرض هذه المشاهد، وهو المصور العراقي الألماني إحسان الجيزاني، الذي كان له رأي مختلف، إذ قال “إن من الضروري نشر هذه الصور كي لا تضيع في غياهب النسيان، فالفنان حاول أن يذكرنا بما جرى في أبو غريب وحسنا ما فعل”.
وأضاف أن من وظيفة الفن ملاحقة الجناة، الذين “يمشون بحرية، بينما يعاني الضحايا من الألم، وهم بحاجة إلى تحقيق العدالة”. وختم بالقول “إخفاء هذه الصور، التي نشرت فعلا على المواقع ووسائل الإعلام، يعني مساعدة الجاني لا الضحية”.
إدارة البيناله ردت على اعتراض فنانين مشاركين فيه أن المعرض ليس للمتعة الفنية، بل يمكن أن يناقش قضايا سياسية صعبة، فالصور التي نشرت لحرب فيتنام أصبحت وسيلة مناهضة لحرب وإيقافها، حسب إدارة المعرض.
يذكر أن هذه الصور نشرت أول مرة عام 2004 تظهر تعذيب أفراد من الجيش الأمريكي لمعتقلين عراقيين في سجن أبو غريب. وجرى التحقيق فيها وتم عقوبة بعض من المشاركين في التعذيب وسجن بعض آخر.