ردود الفعل الدولية| ترحيب كبير بقرار وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله
كتب – أحمد سلامة ووكالات
رحب المجتمع الدولي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ بعد شهور من التصعيد العسكري المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. فقد عبرت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن ارتياحها لهذا الاتفاق، مؤكدة أنه خطوة هامة نحو تخفيف حدة التوتر في المنطقة خاصة في مناطق جنوب البلاد التي شهدت نزوحًا جماعيًا بسبب القصف الإسرائيلي.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتفاق بـ “الخطوة الإيجابية نحو استقرار المنطقة”، قائلاً في تصريحات صحفية: “إننا نرحب بأي مبادرة تهدف إلى وقف التصعيد العسكري، وستواصل الولايات المتحدة دعمها للجهود الرامية إلى تعزيز الأمن في المنطقة”. وأضاف بايدن أن إسرائيل ستبدأ في سحب قواتها تدريجياً من لبنان على مدار 60 يوماً، مع التأكيد على أن الجيش اللبناني سيكون المسؤول عن ضمان عدم تجدد أنشطة حزب الله على الحدود.
في السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أنه “يجب أن تظل العودة إلى الحياة الطبيعية في المناطق الحدودية مرهونة بالحفاظ على الهدوء والأمن”، مشددة على أهمية أن يواصل الطرفان احترام الاتفاق الذي وقع تحت إشراف دولي.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة بالاتفاق، معتبرة إياه “خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة”. وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قائلاً: “نأمل أن يسهم هذا الاتفاق في تخفيف معاناة المدنيين ويسهم في تحقيق استقرار دائم في لبنان.” وأضاف: “من المهم أن تقوم قوات حفظ السلام الدولية بمراقبة الحدود لضمان الالتزام الكامل بهذا الاتفاق.”
وفيما رحبت الأمم المتحدة بالاتفاق وقالت إنه يتطلب “الكثير من العمل”، قال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، إن بلاده وحلفاءها سيواصلون تصدّر الجهود الرامية إلى كسر دائرة العنف المستمرة سعياً لتحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.
من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في اتصال هاتفي مع بايدن، إن “اتفاق وقف النار يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم”. وقال ميقاتي: “أقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل إلى هذا التفاهم”، مجدداً تأكيد التزام الحكومة اللبنانية تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش اللبناني في جنوب لبنان والتعاون مع قوات يونيفيل في الجنوب. وطالب ميقاتي بالتزام الاحتلال الإسرائيلي قرار وقف إطلاق النار بالكامل والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والتزام القرار 1701 كاملاً.
أما في إيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، فقد عبرت طهران عن دعمها الكامل للاتفاق، معتبرة إياه “انتصاراً للمقاومة” في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، اليوم الأربعاء، إن بلاده ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدًا دعم إيران الثابت للحكومة والشعب والمقاومة اللبنانية.
رحبت مصر، على لسان وزارة الخارجية، بالإعلان عن دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة من خفض التصعيد في المنطقة.
وأعربت مصر عن دعمها الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يدعو إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال العدائية، فيما تسيطر السلطات اللبنانية على الأراضي اللبنانية من أجل تأكيد الاستقرار في الجنوب اللبناني.
وأكد بيان وزارة الخارجية أن هذا الاتفاق يتماشى مع الجهود المصرية الرامية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، حيث أكدت مصر على أهمية الالتزام بالسيادة اللبنانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.. مشددة على ضرورة أن يكون هذا الاتفاق في إطار احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، مع ضرورة تواصل المساعدات الإنسانية إلى لبنان في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.
كما جددت القاهرة دعمها الكامل لفلسطين، مع التأكيد على أن الحلول العادلة تشمل احترام حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار دعمها الثابت لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
كذلك رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بإعلان وقف إطلاق النار في الجمهورية اللبنانية برعاية أميركية-فرنسية، معتبرة أنها خطوة مهمة يجب أن تستتبع بجهد دولي يساهم في وقف العدوان على قطاع غزة، وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان، دعم الأردن للبنان الشقيق، وأمنه، واستقراره، وسيادته، وسلامة مواطنيه، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، ودعم تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية، وضمان إعمار ما دمرته الحرب، وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للبنان. وشدد السفير القضاة على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة خطوةً أولى نحو خفض التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع.
أما حركة حماس، فقد قالت في بيان إن قبول الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق مع لبنان دون تحقيقه شروطه التي وضعها “محطة مهمة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة”، مؤكدة أن “الاتفاق لم يكن ليتم لولا صمود المقاومة، والتفاف الحاضنة الشعبية حولها”.
وأشادت الحركة بـ”الدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، إسناداً لقطاع غزَّة والمقاومة الفلسطينية، والتضحيات الجِسام التي بذلها حزب الله وقيادته، وفي مقدّمتهم الأمين العام حسن نصر الله”، مثمنة صمود الشعب اللبناني، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه.وبينما رحبت غالبية الأطراف الدولية باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تبقى بعض التساؤلات حول مدى استدامة هذا الاتفاق في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة. وبينما يشير العديد من المسؤولين إلى ضرورة بناء الثقة بين الأطراف المعنية من خلال الحوار السياسي، يشكك البعض في إمكانية الوصول إلى حل دائم دون معالجة القضايا الجوهرية في النزاع بين الطرفين.