رائد سلامة يكتب : لما يجيلك مَلَك المُوت – وصية أمي المُتَوفَاة مِن زَمَانْ.. (إبداعات)
(1)
لما يجيلك مَلَك المُوتْ
إوعى تقَاوِحْ
سَلِم و إمشي معاه بِهدُوءْ
و تَأَكَدْ
إن ما حَدِش رَاح يبكيك أكتر من سَاعَة
كُله بينسى و بيجري ورا وِرث بَشَاعةْ
دَه الموت عُمرُه ما كان فَزْاعَةْ
لكن إفهم بَرضُه كَمانْ
إنك مهما تكون…….إنسان
هِيَ حَياتَك وَاحدة و بَسْ
عِيشها زَي ما إنتَ تحِسْ
إسهَر و إقرا الشِعر و غَنْي
حاول بَرضُه تكون مِستَغْنِي
إجري و خُد نَفَسَكْ بِتَأنْي
رُوح السِينِمَا و رُوح المَسرحْ
و إغضب و إفرَحْ
حَرَر قَمر القلب و طِيرْ
و إفهَم مَعنى كَعب أخَيلْ
خَللي الناس تِفتِكْرَك إنك كُنت جَميلْ
(2)
لما يجيلك مَلَك الموت
إضحك لُهْ
إوعى تْكَشَرْ
أو تِتأثَرْ
حتى إن كُنت مَريض بِتْعَانِي
و حياة النَفَس الآخرَانِي
لا تَنْسَاني
و لأننا أموات و ولَاد أمواتْ
فإعمل كُل اللي ضَميرك يهوَاه
و إوعى تسيبها إلا عَلى الله
خَليك صَلب، جَدَع و أصيلْ
خَللي الناس تِفتِكْرَك إنك كُنت جَميلْ
(3)
لما يجيلك مَلَك الموت
خَللي دماغك دايمًا مَرفُوعْ
فيه ناس في زمانكُم بتموت م الجوعْ
لَكِنْ المُوت اللي بجَدْ
بيكون م الذُل و مِنْ نَقص الأحلامْ
و مِنْ الأوهامْ
الناس بتموت لما بتنقِطِع الذكرى
و إن جيت للحَقْ
إياك تِحكي غير الحَقْ
و كلام الرِجالَةْ
إياك و الذكرى البطَّالةْ
و لإن الدُنيا دَوْامَة
خليك فِ النَفْس اللَوْامَة
شوف الشيطان خَبى إبنُه فين
و رُوح و هاتُه
إفرِد بُساطَك مِش بُساطُه
و إياك توَلِف ع الرَغَد
إياك يا إبني و الغرورْ
خَليك خِشِن
خليك صَبُورْ
علي رأي جِدَكْ لما قال
ده في النَهَار بيكون ظُهورْ
ماءٌ طَهُورْ
و طيور كتير مالهاش عَدَدْ
و لتسألَنَ عَن البلَدْ
ده مافيش يا إبني ليل طَويل
و لأنك مَكتوب لَك مِ الأرض رَحيل
خَللي الناس تِفتِكْرَك إنك كُنت جَميل
(4)
إياك يا ابني تخاف من بُكرة
ما هو أصل بُكرة بَرضُه جَيّ
شايل ضَياق، شايل بَراحْ
لَكِنُه جَيّ
و حَيّ حَيّ
علي الفَلَاحْ
و علي الصَلاحْ
و علي السَماحْ
و بدون صِيَاحْ
أهو بُكرة جَيّ علي الطريق
و فجأة تِلقَى الفجر لاحْ و الوَرد فَاحْ
مِنُه العطور
رَاحة و حُبُور
رَبك يا إبني مِش بَخيلْ
خَللي الناس تِفتِكْرَك إنك كُنت جَميلْ
