رئيس هايتي يحذر من زيادة جوع والبطالة في بلاده بسبب كورونا.. والـ”فاو”: كورونا سيؤدي لزيادة الفقر في دول أمريكا اللاتينية
كتب – أحمد سلامة ووكالات
توقع رئيس هايتي، جوفينيل مويس، انتشار الجوع في بلاده، إذا لم تتخذ إجراءات للتغلب على الأزمة التي سببها وباء فيروس كورونا.
وقال في خطاب للأمة، نقلته صحيفة “هايتي هايير”: “من الواضح أنه سيكون هناك جوع. لدينا بالفعل الكثير من العاطلين عن العمل. العالم كله يمر بحالة ركود، ستسعى جميع البلدان إلى إعادة رسملة الأعمال. إذا لم نبدأ في اتخاذ تدابير للتحضير للوضع بعد انتشار فيروس كورونا اليوم، فإننا سنواجه العديد من المشاكل”.
وكمساعدة للسكان، وعد الرئيس بدفع 3000 غورد (حوالي 30.5 دولار) للمواطنين، وأشار إلى أن سكان أربع مقاطعات بالدولة (من أصل 10) سيتلقون مدفوعات في بداية هذا الأسبوع، كما بدأت السلطات المحلية في حرث الأراضي في عدة مناطق من البلاد، بينما طلب الرئيس البدء بحراثة الأراضي في مناطق جديدة، وأعلن الرئيس إلى جانب ذلك، أنه سيطلب من رئيس وزارة الزراعة تزويد المزارعين بالبذور.
ووفقا لوزارة الصحة في البلاد، تم تأكيد إصابة 76 شخصا بالفيروس التاجي في هايتي، وتعافى ثمانية أشخاص وتوفي ستة، كما تم فرض حالة طوارئ صحية، وحظر التجوال ومنع التجمع.
ووفقا للبنك الدولي، تعد هايتي أفقر بلد في نصف الكرة الغربي، وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقريرها في وقت سابق، إن هايتي شهدت واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في عام 2019.
وبحسب الخبراء، أثرت الأزمة على ما يقرب من نحو 3.7 مليون شخص في هايتي، أو 35% من سكان البلاد.
وفي تحذير جديد قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، إن وباء كورونا “كوفيد-19” سيؤدي إلى زيادة الجوع والفقر في دول أمريكا اللاتينية.
تحذيرات أممية من زيادة الجوع والفقر في أمريكا اللاتينية جراء وباء كوروناالأمم المتحدة: عدد المعرضين للجوع في العالم قد يتضاعف بسبب تفشي كورونا
وقالت المنظمة في تقرير صدر أمس الثلاثاء، إن “الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطير على بعض البلدان والمناطق”.
وأوضحت المنظمة في التقرير الذي أعد بطلب من المكسيك، الرئيسة الدورية لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، أن عددا من دول المنطقة تعاني بالفعل من انعدام أمن غذائي حاد بسبب عوامل اقتصادية ومناخية، وهي: فنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وهايتي.
وقال التقرير إن الخطر الأكبر يكمن في حصول نقص في الغذاء “لدى السكان الذين يحترمون تدابير السلامة الصحية لمنع انتشار الفيروس، والذين في كثير من الحالات، فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي”، وناشدت المنظمة الأممية حكومات هذه الدول إعلان الغذاء والزراعة أنشطة استراتيجية ذات مصلحة عامة وطنية.
وأعلن الممثل الإقليمي لـ”الفاو”، خوليو بيرديغو، في بيان أصدرته الحكومة المكسيكية أنه “من الضروري الحفاظ على ديمومة النظام الغذائي كي لا تتحول الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية”.
وقالت “الفاو” في تقريرها إنه في سبيل “ضمان إمدادات الغذاء يتعين تيسير النقل والوصول الاقتصادي إلى المدخلات الإنتاجية (البذور والأسمدة والأعلاف الحيوانية…) بالإضافة إلى الآلات والبنى التحتية”.
وتخطى عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا في دول أمريكا اللاتينية 175 ألف شخص توفي منهم أكثر من 8700.
وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن عدد المعرضين للنقص الحاد بالغذاء قد يتضاعف هذا العام ليصل إلى 265 مليونا، بسبب التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا.
وقال كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث والتقييم والمراقبة في برنامج الأغذية العالمي، عارف حسين، إن “كوفيد-19 يمثل كارثة محتملة لملايين الفقراء الذين يعيشون على المحك بالفعل”.
ومن المتوقع أن يتسبب انخفاض عائدات السياحة والتحويلات والسفر وقيود أخرى ترتبط بتفشي جائحة فيروس كورونا، في دفع نحو 130 مليونا نحو الجوع الشديد هذا العام ليضافوا إلى نحو 135 مليونا ضمن هذه الفئة.
في غضون ذلك، رسم تقرير للأمم المتحدة صورة متشائمة للاقتصاد العالمي، على خلفية تفشي عدوى الفيروس التاجي، متوقعا مستوى غير مسبوق للبطالة والفقر في العالم.
ورجح تقرير الأمم المتحدة لشهر أبريل، أن يفقد في الربع الثاني من العام الجاري 195 مليون شخص في أرجاء العالم وظائفهم بسبب جائحة الفيروس التاجي.
وتوقع الخبراء الأمميون أن “تغرق أزمة كوفيد -19، الاقتصاد العالمي في ركود بمستويات تاريخية من البطالة والفقر”.
ورصد التقرير أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمزارعين، والمواطنين العاملين لحسابهم الخاص، واللاجئين والمهاجرين، هي الجهات والشرائح، الأكثر تضررا من هذه الأزمة.