رئيس الوزراء: ندرس مقترحات لمواجهة تحديات الطقس السيئ.. ووزير الإسكان: تكلفة إنشاء شبكة صرف الأمطار تصل إلى المليارات
وزير الإسكان: معظم المدن الجديدة تعتمد على روافع لمياه الصرف للوصول إلى محطات المعالجة الصرف وعند انقطاع الكهرباء ترتد وتخرج من المطابق في الشوارع
«الجزار» عن عدم تنفيذ شبكات صرف في المدن الجديدة: لم يكن من المألوف عمل ذلك «في الصحراء» من وجهة نظر فقه الأولويات ومحدودية الموارد
كتب- علي ناصر
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهمية وضع خطة تستهدف رفع كفاءة الأداء فى التعامل مع الظروف الجوية التى تواجه البلاد، والاستفادة مما تم من جهود فى مواجهة التحديات المتعلقة بهذا الأمر.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس مجلس الوزراء، الأحد، لاستعراض عدد من التحديات التى واجهت قطاعات الإسكان والكهرباء والاتصالات، خلال التعامل مع موجة الطقس السيئ التى شهدتها مصر مؤخرا؛ بحضور كل من وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
وخلال الاجتماع، أشار مدبولى، إلى أن هناك تكليفات من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بحصر ودراسة التحديات التى واجهت مختلف الجهات التى تعاملت مع السيول والأمطار الغزيرة التى حدثت مؤخراً، وإعداد مقترحات بسبل مواجهتها والتغلب عليها، خاصة فى ظل ما نشهده من تغيرات مناخية عالمية.
وتناول الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، الموقف الخاص بتعامل الوزارة بمختلف أجهزتها مع تداعيات حالة الطقس السيئ، والجهود التى تمت في هذا الصدد.
وأشار الجزار إلى أن ما شهدته بعض المناطق والتجمعات السكنية الجديدة من تواجد كميات كبيرة من المياه، يرجع إلى زيادة نسبة الطرق التي تبلغ مساحتها أكثر من ٢٥% من مساحة المجتمع العمراني الأمر الذي يؤدي عند سقوط الأمطار الغزيرة إلى زيادة معدلات الجريان السطحي للمياه على الأسطح الملساء الاسفلتية، ومع عدم وجود شبكة تصريف مياه أمطار وعدم وجود مجاري مائية محيطة نظراً للطبيعة الصحراوية للمدن الجديدة فإن الأمر يؤدي لتراكم كميات كبيرة من المياه التي تنجرف على الأسطح الملساء، وتتجمع في المناطق المنخفضة.
وأضاف وزير الإسكان، أن معظم المدن الجديدة تم بناؤها في مناطق ذات تضاريس طبوغرافية متباينة، وأنها تعتمد على وجود روافع لمياه الصرف الصحي للوصول إلى المحطات النهائية لمعالجة الصرف، مشيراً إلى أنه عند حدوث انقطاع فى التيار الكهربي عن تلك الروافع نتيجة الظروف المناخية أو لأي أسباب أخرى، فإن مياه الصرف الصحي ترتد مرة أخرى إلى الشبكة وتخرج من المطابق في الشوارع الأمر الذي يزيد من تراكم المياه في الطرق بتلك المدن الجديدة.
وأوضح وزير الإسكان أنه مع إنقطاع التيار الكهربائي عن رافع مياه الصرف الصحي لمدة دقيقة واحدة يفقد الشبكة قدر رفع مياه الصرف الصحي، ويزيد من ارتفاع منسوب مياه الصرف في الواقع السابق له بأكثر من مترين في حالة القاهرة الجديدة (هذه المياه تخرج من مطابق الصرف إلى الشوارع مما يعقد الأمر)، مؤكداً فى الوقت نفسه على وجود مولدات كهرباء في كل رافع تعمل عند انقطاع التيار، ولكن بمجرد فصل التيار وعمل المولدات تكون كمية المياه المرتدة هائلة نتيجة حجم المياه الكبير في الشبكة والقادم لها من الأمطار، مع الأخذ في الاعتبار أن المولدات الاحتياطية تشغل المحطة بنسبة ٥٠٪ فقط من إجمالي الطاقة التصميمية للرافع.
وأشار الجزار إلى أن كميات المياه التي سقطت على تجمعات شرق القاهرة في 6 ساعات تساوي ما يقارب 7 أضعاف اجمالي الطاقة الاستيعابية لشبكات وروافع محطات الصرف الصحي القصوى بتلك المدن ذات الطبيعة الصحراوية، إلا ان مسألة استيعاب تلك الكميات من المياه في شبكة الصرف الصحي مستحيل ووجود شبكات صرف أمطار منفصلة أمر مكلف جداً، ولا تقل تكلفته عن شبكة الصرف الصحي.
وتابع أنه نظراً للطبيعية الصحراوية لجمهورية مصر العربية التي تقع في اكثر المناطق جفافاً على مستوى العالم إلا الوادي والدلتا، والتي لا تزيد فيها معدلات سقوط الأمطار عن ١٠ مليمترات مكعبة على السنتيمتر المربع في اكثر مناطقها تعرضاً للأمطار بالساحل الشمالي الغربي، الامر الذي لم يكن من المألوف معه التفكير في تصميم وتنفيذ شبكات صرف أمطار «في الصحراء» من وجهة نظر فقه الأولويات ومحدودية الموارد.
وأوضح الجزار، أن تكلفة إنشاء شبكة صرف الأمطار تصل إلى المليارات، وذلك لتجنب موجات التغير المناخي التي يمكن أن نعاني من تأثيراتها لعدة أيام على مدار العام، في حين يعاني ملايين المصريين من سكان الريف من عدم توافر خدمة الصرف الصحي.
وأختتم وزير الإسكان حديثه بالتأكيد على أن ما تتعرض له مصر حالياً من تغيرات مناخية، يستدعى وضع تصورات وحلول عاجلة، لم يكن يتم التطرق لها فى الماضى، وهو ما تعمل الوزارة عليه حالياً، للتعامل مع تداعيات وآثار هذه التغيرات المناخية، خاصة الأمطار الغزيرة على المدن الجديدة.
بدوره، تطرق الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء إلى ما قامت به الوزارة من جهود للتعامل مع تداعيات حالة الطقس السيئ التى شهدتها البلاد مؤخراً.
وقال وزير الكهرباء إنه تم التعامل مع مختلف الشكاوى والبلاغات الواردة من المواطنين فيما يتعلق بقطاع الكهرباء. وأشار شاكر إلى أن الظروف الجوية كانت صعبة للغاية، وهو ما أثر على شبكات التوزيع، مؤكداً أنه يتم حالياً حصر المشكلات والتلفيات التى حدثت نتيجة الأمطار الغزيرة، ووضع تصور شامل يعمل على عدم تكرارها فى المستقبل عند تعرض البلاد لحالة طقس مماثلة.
من جانبه، أشار الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى بعض الأعطال التى حدثت فى قطاع الاتصالات، نتيجة لما شهدناه من أمطار غزيرة وشدة الرياح، مؤكداً أن الوزارة قامت بالتعامل الفورى للتغلب على تداعيات وآثار هذه الاحداث
وفى ختام الاجتماع، أكد رئيس الوزراء على أهمية وضع خطة متكاملة تتضمن مختلف الجوانب، تستهدف رفع كفاءة الأداء فى التعامل مع الظروف الجوية التى تواجهنا، والاستفادة مما تم من جهود فى مواجهة التحديات المتعلقة بهذا الأمر.