د.جودة عبد الخالق: بدأ يساورني شك حول جدية الحوار الوطني.. هذا الجو الضبابي لا يوفر جو الثقة المطلوب لاستمراره ونجاحه
الحكومة تتخذ إجراءات اقتصادية سياسة تزيد من إرباك المشهد وتدفع الأمور باتجاه اللاعودة ليصبح ما سيسفر عنه الحوار غير ذي جدوى
تطالعنا أنباء متعددة عن حالات القبض على مواطنين بذرائع غريبة بحيث تفسد على الناس فرحتهم بالافراج مؤخرًا عن بعض سجناء الرأى
بعض قوى المعارضة تجد ارتباكا شديدا وترددا بين نقيضين “المشاركة أو الانسحاب”.. وموقفي من الحوار تحت المراجعة المستمرة
كتبت: ليلى فريد
أكد الدكتور جودة عبد الخالق، المفكر الاقتصادي، ووزير التموين الأسبق، أنه بدأ يساوره شك حول جدية الحوار الوطني، وأن هذا الجو الضبابي لا يوفر جو الثقة المطلوب لاستمراره ونجاحه.
وقال إنه رغم كل دعاوى التشكيك في جدية الحوار الوطني وجدواه، فقد تحمس له منذ البداية. وأعلن في يوليو الماضى عند قبوله عضوية مجلس أمناء الحوار، ردا على المشككين والمتشككين، أن الحوار فرصة لا يجوز أن نضيعها وعملية يجب على كل وطنى أن يستميت لإنجاحها.
وتابع في مقال له بصحيفة الأهالي اليوم الأربعاء، بعنوان: (الحوار وأسئلته ومشواره): “كان موقفي الإيجابى هذا إيمانا منى بأهمية الحوار في تلك اللحظة التاريخية، وتقديرى أنه يمكن أن يؤدي إلى حلحلة الأوضاع الصعبة والبائسة التى يعيشها مجتمعنا، ولكني أيضا أكدت في حينه، وأعدت التأكيد أكثر من مرة، أن هذا الموقف سيكون تحت المراجعة المستمرة، ويمكن أن يتغير في ضوء المستجدات”.
وأضاف: “الآن، فقد بدأ يساورنى شك حول جدية الحوار. صحيح أنه لم يبلغ بعد حدَّ اليقين، لكنه يتزايد، لماذا تساورنى الشكوك الآن حول جدية الحوار؟ السبب هو تلك الشواهد التي توحى بأن عديدا من الأطراف المشتركة في هذا الحوار ليست حريصة بالقدر المطلوب لإنجاحه”.
وأوضح: “الحكومة من جانبها تتخذ إجراءات على الصعيد الاقتصادى والصعيد السياسى تزيد من إرباك المشهد وتدفع الأمور في اتجاه اللاعودة، بحيث يصبح ما سيسفر عنه الحوار الوطنى غير ذي جدوى. وفي المحور الاقتصادى الأمثلة كثيرة. لكن سأكتفى فقط بذكر إجراءات مثل تعويم (أقسد تفطيس) الجنيه، واتخاذ قرارات غير مدروسة تجلب المشكلات لخلق الله جميعا: مستثمرين ومنتجين ومستهلكين”.
وواصل: “وفى المجال السياسى، تطالعنا أنباء متعددة عن حالات القبض على مواطنين بذرائع غريبة، بحيث تفسد على الناس فرحتهم بالافراج مؤخرا عن بعض المحبوسين وسجناء الرأى. وفى جانب بعض قوى المعارضة المتكتلة تحت لافتة توحى بأشياء طيبة تجد ارتباكا شديدا وترددا بين نقيضين: المشاركة أو الانسحاب”.
واختتم: “هذا الجو الضبابى لا يوفر جو الثقة المطلوب لاستمرار الحوار ونجاحه، هذا بيان للرأي العام وكل من يعنيه الحوار الوطني”.