دعوا المصريين إلى “الصبر في المحن” و “الرضاء بالقدر”.. أسئلة لم يطرحها مشايخ الفضائيات: ما السبب في الأزمة الاقتصادية وأوجاع المواطن؟
رمضان عبدالمعز يتجاهل السؤال عن سبب ارتفاع السلع التموينية ويطالب المصريين بالصبر: بيحاولوا يخوفوكم من بكرا.. اسكت بيقولك السلع التموينية هتغلى
خالد الجندي يلتزم الصمت على “الإسراف في الإنفاق الحكومي”.. ويدعو إلى ربط الجنيه بالإيمان: أعوذ بالله من بوم وغربان الخراب اللي بيحاولوا يخوفونا
أحمد كريمة: لا أشغل نفسي بسعر الزيت والدقيق وفي عام الرمادة لم يخرج دعاة سوء يثيرون إحباطًا .. والمواطنين يصرخون: خايفين يجي علينا يوم منلاقيش ناكل
كتب – أحمد سلامة
يفاجئنا المشايخ والدعاة كل يوم بمستوى جديد من مستويات “التغييب”، حسب وصف البعض، في ظل ما يعانيه المواطن من أزمات اقتصادية طاحنة وارتفاع في أسعار جميع السلع والمنتجات.. مع كل ظهور لأحدهم، يطل الداعية عبر شاشات الفضائيات، يرغي ويزبد ويستخدم من الدين فقط ما يدعو به إلى “الصبر”، ويستشهد بآيات وأحاديث ووقائع تاريخية مقتطعة من سياقها وبعيدة كل البُعد عن مدلولاتها.
لا يتحدث المشايخ عن “سفه الإنفاق”، ولا عن “فشل الإدارة”، ولا عن “ظلم العباد”، ولا عن “حقوق الفقراء والمُعدمين”.. وإنما ارتبط حديثهم فقط بضرورة الصبر في المحن والرضاء بمقسوم القدر.
– محدش بينك إنك بتتألم لكن أوصيك بالصبر
“محدش بينكر إنك في شدة محدش بينكر أنك بتتألم، ومحدش بيستهين بجرحك، الدعاء للمريض بالصبر لا يعني أنك تستهين بألمه”، هكذا قال الداعية رمضان عبدالمعز في أحد البرامج التي يقدمها عبر شاشات التلفاز.. وإذا سرنا مع المثل الذي ضربه الداعية فيمكن القول أنه مَثَل أعرج فالدعاء بالصبر للمريض لا يعني التسليم بعدم محاسبة المسئول عن الجُرح ولا القصاص من فاعله.
الخلط بين “المسببات” و “الأقدار” -وهو خلطٌ يراه بعض المتابعين مُتعمدًا- دائم التكرار على ألسنة المشايخ، يُصر كثيرٌ منهم على مزج الأوراق وتغليفها بغلاف ديني.
يعود رمضان عبدالمعز ليقول “السواد العظيم اللي هيدخل الجنة من غير حساب دول ناس على باب الله، لا بيتشائم، ولا بيتطّير، يقولوا له الدنيا هتخرب بكرا ولا يهمه، يحاولوا يخوفوه من بكرا (اسكت دا بيقولك السلع التموينية هتغلى بكرا) لو سمحت أسكت وتوقف، لي ربٌ أمرني بعبادته وأمشي في مناكب الأرض ووعدني بالرزق، ربني وعدني بكدا، طالما هاخد بالأسباب وبتوكل على الله فأنا مش خايف من بكرا، هذا ما علمني إيه رسول الله من آي الذكر الحكيم”.
يقول الإمام محمد عبده “إن الدين أنزل لمصلحة الناس وغيرهم، وأن من أصوله منع الضرر والضرار”، لكن الداعية رمضان عبدالمعز يُنكر ذلك تصريحًا أو تلميحًا.. فتخوف المواطن من ارتفاع السلع التموينية هو تخوف في محله وتقتضيه الطبيعة الإنسانية ولم ينكرها الدين الذي من أصوله منع الضرر والضرار كما قال الإمام محمد عبده.
يتجاهل الشيخ استمرار ارتفاع السلع منذ فترة ليست بالقصيرة، ويجدر هنا أن نذكره بتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع معدل التضخم على أساس سنوي بنهاية شهر ديسمبر 2023، والذي كشف وصول التضخم إلى 21.9%.
وبحسب التقرير، وصل معدل التضخم في المدن إلى 21.3% مقابل 18.7%، كما جاء فيه أن أسعار الحبوب والخبز زادت بنسبة 58.3%، الألبان والجبن والبيض: بنسبة 48.9%، الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 44.2%، الخضروات بنسبة 38.8%، وأسعار اللحوم والدواجن زادت بنسبة 35.5%، والسكر والأغذية السكرية بنسبة 31%، وسجلت الزيوت والدهون زيادة بنسبة 21.8%، والفاكهة بنسبة 15.7%.
والسؤال الذي لم يُجب عنه الداعية رمضان عبدالمعز، أو بالأحرى تجاهل ذكره.. هل الأزمة الاقتصادية هي نتاج “أقدار الله” أم “سياسيات اقتصادية خاطئة”؟
نلجأ في الرد على ذلك إلى بيان أصدره خبراء الاقتصاد بحزب التحالف الشعبي، قالوا فيه “إن هذه السياسات الحالية قد عرضت قيمة العملة المصرية للتآكل عبر موجتين كبريين لتعويم أو خفض سعر، صرف الجنيه المصري في خلال ست سنوات فقط في عام ٢٠١٦ ، ثم ٢٠٢٢- ٢٠٢٣، وفقد الجنيه المصري في الموجة الأخيرة ما يقرب من ٧٠ % من قيمته في تسع أشهر فقط منذ مارس الماضي”.
واستكمل البيان “وارتبط بذلك زيادة معدلات التضخم والغلاء بما تجاوز ٢٠ % وفق البيانات الرسمية، بينما زادت أسعار الطعام والمشروبات الأساسية بالنسبة لعموم المواطنين بنسبة ٣٠.٩ % والخبز والحبوب بنسبة ٥٠.١ %، وبما يفوق ذلك في تقديرات واقعية أخرى، وكل هذا يكشف عمق الأزمة التي يعاني منها المواطن المصري والتي أصبحت تمس الاحتياجات المعيشية الضرورية للغاية وتؤدي لزيادة معدلات الفقر والفقر المدقع”.
وشدد البيان بالقول “إننا نحمل السياسات الحكومية المتبعة المسؤولية الكاملة عن هذا التردي. فقد تمادى الحكم في سياسة الاستدانة الواسعة وتبديد الموارد كلها على مشروعات ترفية غير مدروسة وغير منتجة، ورهن في النهاية مقدرات البلاد للدائنين وممثلهم الأول صندوق النقد الدولي”.
لكن “مشايخ الفضائيات” لا يرون تلك السياسات التي أسفرت عن الأزمة الاقتصادية الحالية، وبطبيعة الحال لا يرون الفقراء، ولا يعايشون أوجاعهم ولا آلامهم ولكنهم برغم ذلك يطالبونهم بـ”الصبر” على ما يزعمون أنه “فقط من أقدار الله”.
يقول رمضان عبدالمعز “اسكت دا بيقولك السلع التموينية هتغلى بكرا”.. ولعلنا نسأل السؤال الذي لم يطرحه الشيخ من السبب في ارتفاع الأسعار الحادث والمحتمل؟
– اربط الجنيه بالإيمان.. أنت ايه علاقتك بالدولار؟
يمر المشايخ على شق واحد في الحديث عن الأزمة الاقتصادية ويتجاهلون الشق الآخر، فهم إذا ما تحدثوا عن أزمة الدولار رفضوا الحديث عن أسباب ذلك أو تأثيره لكنهم قصروا الحديث على أمور أخرى كـ”جشع التجار” أو “ضرورة التحمل”.
الداعية خالد الجندي، على سبيل المثال لا الحصر، يقول في برنامجه “لعلهم يفقهون”، “كله دلوقتي بيتكلم عن الدولار، بقى حديث الشارع، طيب ما تكلمونا عن شوية عن الصبر والاجتهاد والتحمل والشغل، وعن التضامن الاجتماعي، وعن إننا نتقي الله في الأسعار وأحوال الناس، إحنا كل هذه الأمور، أكثروا من التوكل على الله، والله المستعان على ما تصفون”.
في سياق تعليقه على سعر صرف الدولار والذي ارتفع خلال الأيام الأخيرة يقول الجندي “حكاية سعر الدولار مأثرة على ناس ملهمش علاقة بالدولار، اللي خالك تاخد بالك منها إنك بتتكلم مع ناس إنت بتستغرب إيه علاقتهم بموضوع الدولار زاد ولا نقص، مفيش أدنى علاقة ليهم بالموضوع”.
يُنكر خالد الجندي من طرف خفي أثر الدولار على زيادة الأسعار، وهو ما يناقض ما أصبح معلومًا من الاقتصاد بالضرورة حتى لدى البسطاء، لذلك يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن شعبان إن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على أسعار السلع والمنتجات داخل السوق المصري، موضحًا أن نقص العملات الأجنبية، يترتب عليه نقص في استيراد المواد الخام ومواد التعبئة والسلع الأساسية، وكل هذه العوامل تؤدي لارتفاع الأسعار.
ويضيف أن “السبب في تفاقم الأزمة الأيام الماضية جاء بسبب قلة المعروض التي أدت إلى ارتفاع الأسعار في السوق، وهذا الارتفاع لا يرجع فقط إلى خفض قيمة الجنيه، لأن الإصلاح النقدي لن يحل بمفرده المشكلة الاقتصادية، بل يجب أن تكون هناك هيكلة كاملة للاقتصاد، حتى تتمكن الدولة من زيادة العرض والإنتاج”، مؤكدًا أن الأمر يؤدي إلى خفض الأسعار، مهما كان سعر الصرف.
تصريح الجندي ليس جديدًا، ففي تصريحات سابقة وصفت بـ”العجيبة” يقول الداعية “محافظ البنك المركزي نوه إلى خطأ جسيم الناس تقع فيه وهو ربط الجنيه بالدولار، مفيش حاجة اسمها كده، الجنيه عملة مستقلة لها سيادتها وكرامتها وكيانها، علينا ألا نربط العملة بتاعتنا بالدولار ولا الذهب، وإنما بإيماننا بالله، كلما كان الإيمان قويًا بالله، كان الاعتماد على الله أنه، ييسر الأرزاق، ويخفض الأسعار، ويصنع الاستقرار والحياة، ويجلب الخير والسلام، نحن نظن بالله خيرًا، وأعوذ بالله من بوم وغربان الخراب، اللي بيحاولوا يخوفونا ويرعبونا ويحاولوا يقولوا لنا بكرة وحش وهنروح وهنضيع”.
إلى جانب الطرح الاقتصادي الجديد والمتمثل في “ربط الجنيه بالإيمان”، فهناك خيطٌ آخر يتبدى في حديث خالد الجندي، إذ أنه بالضرورة أصبح كل من ينتقدون الأوضاع الحالية هم “بوم وغربان خراب يحاولون تخويف الشعب وإرعابه”.
لم يتوقف الجندي لحظة ليتفكر في الأسباب الحقيقية وراء خوف الشعب من الأوضاع الاقتصادية، ليس ارتفاع الأسعار فحسب، وإنما انعدام الرؤية الإصلاحية قصيرة أو بعيدة المدى، حسب كثير من الخبراء، بالإضافة إلى “الإسراف في الإنفاق” وهو ما لم يتحدث عنه الشيخ.
ذلك الإسراف، الذي لم يتطرق إليه أي من المشايخ، تحدث عنه طلعت خليل، الأمين العام لحزب المحافظين، حين طرح عدة أسئلة بشأن بند واحد فقط منه وهو البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية الجديدة البالغ طوله 385 مترا بواقع 84 دورا، أهمها ما يتعلق بقيمة القروض التي حصلت عليها شركة العاصمة مع الشركة المنفذة للمشروع، والجهات المانحة لها، وهل حصيلة البيع والايجار المتوقعة تفي بتغطية جميع عناصر التكلفة وسداد القروض وفوائدها وخاصة القروض المتحصل عليها بالدولار؟
الأمين العام لحزب المحافظين قال إنه “حسب ما يقال تبلغ تكلفة تنفيذ البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية ٣ مليار دولار، في منطقة الأعمال المركزية في حي المال والأعمال”.. ويبلغ طول البرج الأيقوني 385 مترًا مما يجعله أطول برج في إفريقيا وثاني أطول برج في الشرق الأوسط بعد برج خليفة وأهم برج في العاصمة الإدارية.
وأضاف: ممكن نسأل شركة العاصمة والشركة المنفذة للبرج بعض الأسئلة: نسبة المكون المصري بالجنيه فى تكلفة إنشاء البرج، ونسبة المكون الأجنبي المستورد بالدولار؟ قيمة القروض التي حصلت عليها شركة العاصمة مع الشركة المنفذة بالجنيه والدولار، ونسبة الفوائد، وفترة السماح، وسنوات السداد، وما هى الجهات المانحة للقروض وما هى الجهة الضامنة لسداد تلك القروض؟ ما هي عدد الوحدات المباعة والمؤجرة في البرج حتى الآن، وحصيلة البيع وماهى القيمة المتوقعة للبيع لكل وحدات البرج والوحدات المؤجره سواء بالجنيه والدولار، وهل حصيلة البيع والايجار المتوقعة تفي بتغطية كافة عناصر التكلفة وسداد القروض وفوائدها وخاصة القروض المتحصل عليها بالدولار ، حين يحل اجل السداد وذلك من واقع دراسة الجدوى المعدة فى ذلك؟ أين القوائم المالية لشركة العاصمة الإدارية ومن هم مراقبي حسابات الشركة وإقرارها الضريبي حيث بحثت كثيرا ولم أجد معلومة فى ذلك؟
وقال خليل إنه ضرب مثل بالبرج الأيقوني “لأنه كما يقال هو درة العاصمة الإدارية”، مشيرا إلى أنه لن يتحدث عن “بقية المنشآت التى لن تدر دخل وتكلفتها عالية جدا وخاصة المكون الاجنبى فيها والمستورد بالدولار ليس بالقليل مثل مبنى البرلمان.
لم يطرح خالد الجندي أسئلة عن الإسراف في الإنفاق، إنما كان له سؤال واحد فقط وجهه إلى المواطنين المطحونين بين شقي الرحى “انتوا ايه علاقتكم بالدولار؟!”.
– لا تشغل بالك بسعر الزيت والدقيق والصابون
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يقول إن الناس في “عام الرمادة”، عام المجاعة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أكلوا الزيت والخل لعدم وجود أقوات تكفيهم، مضيفا “لم يخرج دعاة سوء يشيرون ويثيرون شائعات وإحباطًا وتهييجًا، تلك الأمور لا علاقة لها بنظام معين، إنما سنن كونية وقدر”.
وتابع كريمة، “لا أشغل نفسي بسعر الزيت والدقيق والصابون، لا أقول ألا نأخذ بالأسباب، لكن تفاءلوا بالخير تجدوه، نقول اللهم خفف عنا الغلاء، واصرف عنا الوباء، ونعوذ بك من درك الشقاء، يجب أن يكون عندنا حسن ظن بالله، وألا نهيج ونبث اليأس”.
لكن حتى “الزيت” الذي أكله الناس قبل أكثر من 1400 سنة في عام الرمادة أصبح شحيحًا في مصر في 2023، وإن كان الشيخ أحمد كريمة لا يشغل باله بارتفاع أسعار الزيت والدقيق والصابون فإن هذه الأسعار هي في الحقيقة كل ما يشغل بال المواطن البسيط.
جولة قام بها “درب” على بعض المحال التجارية وخاصة البقالة، كشفت عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، خاصة بعد المرحلة الأخيرة من تعويم الجنيه المصري والتي قفزت بسعره من 27 جنيها إلى حوالي 30 جنيها، كان اللافت خلال هذه الجولة نقص بعض السلع في كثير من المحلات مثل الزيت والأرز الأبيض المصري؛ والأخير وضعت بعض المحلات الأرز البسمتي بدلا منه أو منتجات أخرى.
تقول جيهان صالح، ربة منزل، إن “الأسعار كل كام يوم بتزيد وخلاص بقينا مش قادرين نستحمل أكتر من كده”، لافتة إلى أن آخر مرة اشترت زجاجة زيت طعام كان سعرها 36 جنيها، واليوم أصبح 42 جنيها، أما الألبان المعلبة فتوقفت تماما عن شراءها وباتت تشتري “السايب”، واستطردت: “من سنتين كنت بشتري أحسن الأنواع، لكن دلوقتي بشتري الأرخص، وخايفه يجي علينا يوم منلاقيش ناكل”.
ويعترف محمد جابر، صاحب محل بقالة في الجيزة، برفع أسعار عدد من السلع مع صعود الدولار، حيث يقول “الأسعار زادت طبعا لأن الدولار طلع وأنا من النهارده الحاجه هتنزلي بسعر جديد. ولو مرفعتش سعر الموجود يبقى أنا مش تاجر وهخسر واقفل المحل”.
وأوضح “لو حاجه جملتها 10 جنيه وبتتباع بـ11 جنيه، بعدين بقت جملتها 13 جنيه لازم أبيع اللي عندي بـ13 جنيه على الأقل عشان مخسرش فلوسي لأن لو بعت بالسعر القديم يبقى بكرة كل حاجه جملتها زادت هشتريها هحط من مكسبي وراس مالي لحد ما اخسر فلوسي واقفل”.
وفي حديث مع «درب»، قال صاحب شركة مواد غذائية إن هناك أزمة حقيقة في الزيوت، الأسعار ارتفعت، والكميات الآتية من الموردين أصبحت أقل، وبالتالي أصبح لكل تاجر ما يشبه (الكوتة)، كميات محددة من الزيت، هذا إن وجدت بالأساس.
وأضاف صاحب الشركة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه كان معروفًا منذ مدة لدى كثير من التجار أن هناك أزمة زيوت قادمة، وبالتأكيد كانت هذه الأزمة معروفة للحكومة، لذلك فالسؤال: لماذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية؟.
واستكمل أن “المنتجين نفسهم معادش حد فيهم عايز ينتج بكامل طاقته، لأن التكاليف بقت مرتفعة جدا، ودا أدى لقلة الإنتاج.. في حاجات كتير بتحدد تكلفة الإنتاج أولها سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وأسعار الزيوت عالميا في البورصة ودي بتتغير صعودًا وهبوطًا، خصوصا إن مصر بتستورد أكتر من 90% من احتياجاتها من الزيت”.
وقال مدير أحد المجمعات الاستهلاكية بحي مصر الجديدة، لـ”درب”، إن هناك تعليمات بعدم صرف أكثر من زجاجتي زيت طعام على بطاقات التموين في ظل الأزمة الحالية، مضيفًا أنه “أحيانًا لا يتم صرف زيت بالأساس”، مضيفا “في بعض الأوقات الزيت اللي عندنا بيخلص، فبنطلب من المواطنين استبداله بسلع أخرى”، مشيرًا إلى أن كثير من المواطنين يفضلون العودة بعد أيام على أمل أن يتواجد الزيت التمويني.
واستكمل أن بعض المبيعات من البقوليات مثل الشعرية والعدس، بالإضافة إلى بعض أنواع الزيت ستتواجد بالمجمعات خلال الشهر المقبل بعد إعادة تسعيرها مرة أخرى، حسبما قال.
كل تلك الشكاوى يئن بها المواطنون وهي في الواقع غيضٌ من فيض، لكن الشيخ كريمة ومن قبل الجندي وعبدالمعز لم يلتفتوا إلى تلك الشكاوى وصموا آذانهم عن تلك الصرخات، فهل سيسمعون الحق يومًا؟.