«درب» تواصل رصد أوضاع اللاجئين في ظل كورونا: عمر وصديق وصالح لاجئون وعمال يومية أيضا (ضحايا لم يصبهم الفيروس)
صالح: الوباء تسبب بعزوف الناس عن العمالة.. وأذهب يومياً للبحث عن العمل.. وعمر: نعاني معاناة شديدة
كتب- إسلام الكلحي
منذ نحو شهرين، لا يجد عبدالجليل عمر، لاجىء سوداني، عملا، بعد أن
كان يعمل بـ«اليومية»، ويحمل
فوق همّ أبناءه الثلاثة، همّ جنين في رحم زوجته، التي تعاني من مشكلة صحية بالرحم.
مع ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في مصر، والإجراءات التي
اتخذتها الحكومة لمواجهة المرض وآخرها فرض حظر التجوال، تتعرض بعض الفئات لمخاطر
مضاعفة تمس القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية وأهمها الغذاء والمأوى؛ ومن أبرز
هذه الفئات عمال اليومية واللاجئين.. فما بالك بعامل يومية هو بالأساس لاجئ، كيف
يكون الوضع؟.. هذا ما نحاول رصده في هذا التقرير.
يقول عبدالجليل عمر، 37 عاما، وهو لاجئ سوداني في مصر، إنه عاجز
تماما عن وصف حالته، مشيرا إلى أنه في الأصل يعاني من إصابة برجله اليمنى؛ ورغم
ذلك كان يعمل ما يجده أمامه من عمل بـ«اليومية».
منذ نحو شهرين، أصبح عمر، وهو أب لثلاثة أطفال، بلا عمل، نتيجة
تفشي فيروس كورونا.. «نعاني معاناة شديدة»، هكذا يقول ملخصا حالة، لافتا إلى أنه
لم يستطع سداد إيجار الشقة التي يعيش بها، ويجد صعوبة في توفير الطعام والشراب
لأبناءه، خاصة أنه لا يحصل على أي مساعدات مالية من أي جهة، حسبما يذكر لـ«درب».
يحمل عبدالجليل عمر بجانب همّ إطعام أبناءه وتوفير إيجار شقته، هما
آخرا، حيث يقول «زوجتي حامل
ولديها أكياس في الرحم»، مشددا على أنه لا يعرف كيف يتجاوز هذه الأزمة وهو بدون
عمل وعليه الكثير من الالتزامات.
مثل عمر، يشكو عبدالرحيم صديق، 40 عاما، وهو لاجئ سوداني، يعمل
باليومية في شركة حديد، من عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته، نتيجة توقف عمله،
بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويقول صديق لـ«درب» أسرتي مكونة من 4 أفراد، وزوجتي حامل في الشهر
السابع وأنا بلا عمل الآن ولا احصل على أي مساعدات مالية من مفوضية اللاجئين أو
الجهات العاملة معها.. فقط «مساعدات الشتوية».
في هذا السياق نشير، إلى أن «درب» أجرى منذ أيام استطلاعا عن أوضاع
اللاجئين السودانيين في مصر، شارك فيه أكثر من 70 لاجئا، أكد 98.6 بالمائة منهم
تأثر عملهم بشدة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وقال 95.8 بالمائة ممن شاركوا في
الاستطلاع، إنهم لا يقدرون على توفير الطعام والشراب لأنفسهم وأسرهم.
«تسبب لنا الوباء بعزوف الناس عن العمالة»، يقولها عبده صالح، ٣٣
عاما، لاجئ سوداني يعمل باليومية لـ«درب».
ويضيف: «كنت أعمل بالأجرة اليومية بالمنطقة الصناعية في السادس من
أكتوبر حيث كنا نذهب باكراً حتى نجد نصيبنا من العمل اليومي الشاق»، مشيرا إلى أن
«الأجرة تتراوح ما بين ٧٠ إلى ١٠٠ يوميا ولمدة ١٢ ساعة».
لكن مع تفشي فيروس كورونا تغير الحال، حسبما يؤكد صالح، الذي بات يواجه
صعوبة في إيجاد عمل يوفر نفقاته هو وزوجته.. «أذهب يومياً للبحث عن العمل..
أحياناً أجد وأحياناً لا».
صالح، الذي يؤكد أنه لا يحصل على «أي مساعدة مادية كانت أم
تموينية» من أي جهة، يشير إلى أن كورونا «أثر في مصروفي اليومي للمعيشه ودفع
الإيجار وفواتير الكهرباء والماء والغاز وحتى أبسط احتياجاتي».
ويقول في ختام حديثه لـ«درب»:«أصبح مصيرنا مجهولاً في ظل حالة الطوارئ
حسب قانون الدولة المضيفة لنا كلاجئين».
يذكر أن مكتب حق للمحاماة والدعم القانوني والنفسي للاجئين
الأفارقة، قد وجه في شهر مارص الماضي، نداءً للكيانات الاجتماعية والسياسية داخل
السودان وخارجه، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، والمنظمات
العاملة في مجال دعم اللاجئين، أو في مجال المساعدات الإنسانية في العموم، إلى
تقديم المساعدات إلى اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في مصر عموما، والسودانيين
والجنوب سودانيين بشكل خاص، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، باعتبارهم
الأكثر عددا واحتياجا بين جنسيات اللاجئين الأخرى، وسرعة العمل على ابتكار
المخططات العاجلة والحلول من أجل توفير الغذاء والمأوى لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين.
وأوضح المكتب، في بيان صحفي، أنه في ظل الأوضاع التي تمر بها مصر
والعالم، بسبب فيروس كورونا تتعرض الفئات الأضعف في المجتمع المصري لمخاطر مضاعفة
تمس القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للإنسان كي يبقي حيا وإهمها الغذاء
والمأوى، وتأتي فئة اللاجئين والمهاجرين الأفارقة وبالتحديد السودانيين والجنوب
سودانيين ضمن أكثر الفئات المعرضة لتلك المخاطر.
وأشار البيان إلى الآلاف من أسر اللاجئين والمهاجرين تعاني مصاعب في توفير احتياجاتهم الغذائية والعلاجية، ويتوقع مع بداية الشهر انعدام قدرتهم على دفع الإيجار الشهري لمساكنهم.