خلال جلسة “سد النهضة” بمجلس الأمن| روسيا قلقة من “الخطاب التهديدي” والنرويج تدعو للامتناع عن تقويض المفاوضات.. وكينيا تختار الحل الوسط: نقف مع الدول الثلاث
كتب – أحمد سلامة
أكد مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولى دميترى بوليانسكى أن بلاده تتابع تطورات الأوضاع حول ملف سد النهضة الاثيوبى، مشيرا إلى أهمية المشروع على كافة الأصعدة، ويوفر المياه للإثيوبيين الذين يعانون من انقطاع المياه، مشيرا إلى تفهم روسيا لقلق مصر والسودان حول السد، وهو ما يتطلب ضرورة التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.
وشدد مندوب روسيا لدى مجلس الأمن على أهمية الحل السياسي بين الدول الثلاثة في إطار إعلان الخرطوم، مشيرا إلى إحراز الكثير بين الدول الثلاث حول بعض الخلافات، مؤكدًا أن موسكو قلقة من تنامي الخطاب التهديدي، وتؤكد ضرورة ألا يتم تهديد السلم والأمن.
ودعا مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولى إلى ضرورة التفاوض بين دول حوض النيل حول المياه، مشيدا بدور الاتحاد الافريقى في المفاوضات لحل أزمة سد النهضة، داعيا رئيس الاتحاد الافريقى لممارسة المزيد من الجهود، وإشراك أي وسطاء آخرين لن يحقق أي جديد.
وتقدم مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولى باقتراح بضرورة أن يتم إجراء مشاورات جانبية مع رئيس الاتحاد الأفريقى للتوصل لحل في ضوء المبادئ الافريقية، مؤكدا استعداد بلاده لحل الأزمة بين البلدان الثلاثة.
في غضون ذلك، دعت مندوبة النرويج بمجلس الأمن، الأطراف الثلاثة الامتناع عن اتخاذ أي خطوات تقوض المفاوضات بشأن ملئ وتشغيل السد.
من جانبه، قال مندوب كينيا بجلسة مجلس الأمن الدولى بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبى: “إننا نعترف جميعا بالأمور المشروعة التى دفعت إلى عقد اجتماع مجلس الأمن اليوم، ونقف مع الدول الثلاث ونعترف بحقوق شعوبها بالتنمية والازدهار”، مؤكدا دعم الوساطة الإفريقية لحل الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي.
وكان مندوب دولة تونس لدى مجلس الأمن الدولي، طارق الأدب، قد قال إن حضور وزيري خارجية مصر والسودان إلى مجلس الأمن يؤكد رغبتهما في تجاوز الخلافات في قضية سد النهضة، مؤكدًا أن مجلس الأمن تطرق لقضية سد النهضة العام الماضي دون التوصل لحلول، مشددا على أهمية أن تسهم الجلسة الحالية في الدفع لاستئناف المفاوضات للتوصل لاتفاق قانوني ملزم يحفظ حقوق الدول الثلاث.
وأكد الأدب أن نهر النيل يمثل مصدرا مهما للعيش في مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا لضرورة وجود آلية تنسيق وتعاون لبحث كيفية استغلال المياه دون الإضرار بحقوق ومصالح دول المصب، مشددا على ضرورة وجود إرادة سياسية للتوصل حول القضايا الفنية الخاصة بسد النهضة تحت رعاية الاتحاد الافريقى، وأهمية التوصل لاتفاق قائم على حفظ المصالح المشتركة للدول.
وأشار مندوب تونس لدى مجلس الأمن الدولي إلى أهمية أن توجه الأمم المتحدة رسالة هامة لتشجيع الدول الثلاث لاستئناف المفاوضات والتوصل لاتفاق قانوني ملزم، وهو ما يؤكد عليه مشروع القرار الذي تم توزيعه، مشيدا بدور الرئيس السابق للاتحاد الإفريقى رئيس جنوب إفريقيا وكذلك جهود الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي رئيس دولة الكونغو الديمقراطية.
بينما قال ممثل الكونغو الديمقراطية والاتحاد الإفريقى بالأمم المتحدة بول إمبول إيلامبى خلال جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة الإثيوبي، إن سد النهضة يمثل مشكلات لدولتي المصب مصر والسودان، مُطالبًا الأطراف الثلاثة بالعمل على توفير آلية لفض أي خلاف في المستقبل.
وبدأت، قبل قليل، جلسة مجلس الأمن الدولي والخاصة بشأن سد النهضة، بمشاركة سامح شكري وزير الخارجية، وتترأسها فرنسا رئيس المجلس خلال شهر يوليو الحالي.
يعقد مجلس الأمن جلسته حول سد النهضة، بناء على طلب مصر والسودان، انطلاقًا من مسؤولية المجلس، وفق ميثاق الأمم المتحدة، عن حفظ الأمن والسلم الدوليين.
ويلقى وزير الخارجية سامح شكري كلمة مصر، كما تشارك في الجلسة وزيرة خارجية السودان، الدكتورة مريم الصادق المهدي، ومن المقرر أن يؤكد شكري على الموقف المصري الثابت تجاه قضية سد النهضة والقائم على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد يراعي مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية.