«خضعت لابتزاز الكرملين».. آبل وجوجل يزيلان «تطبيق نافالني» الداعم للمعارضة الروسية في الانتخابات
اختفى تطبيق أنشأه حلفاء زعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني، من متاجر تحميل البرامج التابعة لآبل وجوجل، يوم الجمعة، بالتزامن مع فتح مراكز الاقتراع في جميع أنحاء روسيا لمدة ثلاثة أيام للتصويت في الانتخابات البرلمانية، بحسب «أسوشيتد برس».
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه السلطات الروسية إلى قمع استخدام التصويت الذكي، وهو مشروع صممته نافالني للترويج للمرشحين الذين من المرجح أن يتغلبوا على المرشحين المدعومين من قبل الكرملين.
على نطاق واسع ينظر إلى الانتخابات التشريعية الروسية التي ينتهي التصويت فيها الأحد المقبل، باعتبارها جزء مهم من مساعي الرئيس فلاديمير بوتين لتعزيز قبضته على السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة 2024، والتي تعد السيطرة على البرلمان مقدمة أساسية لها.
وتعرضت شركتا آبل وجوجل لضغوط على مدى الأسابيع الأخيرة، إذ حث مسؤولون روس الشركتين على إزالة التطبيق، الذي يشمل نظام التصويت الذكي، وزعموا أن عدم الامتثال سوف يفسر بأنه تدخل في أعمال الانتخابات، وهددوا بفرض بغرامات.
كانت الخارجية الروسية استدعت السفير الأميركي جون سوليفان الأسبوع الماضي، لإيضاح الموقف. كما وجهت دعوة أمس الخميس، لممثلين عن شركتي أبل وجوجل، لحضور اجتماع في «مجلس الاتحاد» الغرفة العليا في البرلمان الروسي.
وقال المجلس في بيان بعد الاجتماع، إن شركة آبل وافقت على التعاون مع السلطات الروسية. ولم ترد آبل وجوجل على طلب للتعليق.
وشنت السلطات الروسية حملة قمع واسعة ضد حلفاء نافالني وأنصاره في الأشهر الأخيرة، في محاولة لقمع التصويت الذكي.
بعد تعافيه من التسمم بغاز الأعصاب العام الماضي، حكم على نافالني بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة انتهاك شروط الإفراج عنه في إدانة سابقة. ويقول نافالني إن واقعة التسميم والإدانة التي أعقبته كانا بدوافع سياسية – وهي اتهامات ينفيها الكرملين.
كما وجهت السلطات الروسية اتهامات جنائية لكبار حلفائه، وفرضت حظرا على المؤسسة التي أنشأها لمكافحة الفساد، علاوة على شبكة من المكاتب الإقليمية، باعتبارها منظمات متطرفة.
تلك الإجراءات عرضت المئات من الأشخاص المرتبطين بالمؤسسة للملاحقة القضائية، وغادر العديد من كبار مساعديه البلاد. فقد تم حجب نحو خمسين موقعا إلكترونيا يديرها فريقه، وأغلقت العشرات من المكاتب الإقليمية.
كما تحركت السلطات لحظر موقع التصويت الذكي أيضا، غير أنه ما زال بإمكان بعض مستخدمي الإنترنت الولوج إليه.
ونشر إيفان غدانوف حليف نافالني المقرب، صورة على شاشة حاسب لما تبدو رسالة إلكترونية، من شركة آبل تشرح فيها أسباب ضرورة إزالة التطبيق من متجرها الإلكتروني.
وتعلل الرسالة بتصنيف مؤسسة مكافحة الفساد التي يرأسها نافالني، كمؤسسة متطرفة، ومزاعم أخرى بالتدخل في الانتخابات. وكتب غدانوف: «جوجل وآبل ترتكبان خطأ كبيرا».
وكتب ليونيد فولكوف، أحد أبرز حلفاء نافالني وكبير المحللين الاستراتيجيين في مجموعة المعارض الروسي، عبر فيسبوك أن الشركات «خضعت لابتزاز الكرملين».