خالد البلشي يكتب: عن دعاوى الحوار ووالدة كريم ابراهيم و3 سنوات حبس وحلم بالزيارة .. كل سنة وغيرنا طيب
كنت أستعد لكتابة أمنيات لعام أفضل لكن تليفونها كان كفيلا بأن أتوقف؟ تليفون بسيط مع نهاية العام كتب حقيقة ما يسمى بعام الحوار الوطني
كانت على الطرف الآخر تتكلم عن أبسط حقوقها أن ترى ابنها الصحفي المحبوس منذ أبريل 2019 بلا زيارة.. بينما لا أملك إلا كلمات عاجزة وحبال دائبة تعبت هي من سماعها والتعلق بها وتعبت أنا من تكرارها.. فهل من حق والدة الزميل الصحفي كريم إبراهيم أن تراه بعد ما يقرب من ٣ سنوات حبس بلا زيارة أو رؤية.
اتصال والدة الزميل الصحفي كريم إبراهيم هذه المرة جاء بطلب وحيد خال من الأمل وصوت أنهكه المرض “طيب لو خروجه من الحبس صعب على الدولة كده.. هل ممكن أشوفه… مش عايزة غير إني أشوفه بس هل دا كتير عليا كتير على نقابة الصحفيين.. كتير على الدولة إني بس أشوف ابني.. والله يا ابني حاسة إن فيه حاجة هتحصل ومعدش ليا أي أمنية غير إني أشوفه هل دا كتير؟”.
منذ ثلاثة أشهر تخرج والدة كريم من المستشفى والعناية المركزة لتعود إليها.. جاء ذلك بعد سنتين وثمانية أشهر من الاختفاء والحبس والآمال والوعود التي لا تتحقق بخروجه.. كل هذه المدة وكريم ممنوع من الزيارة سواء في سجن شديد الحراسة ٢ أو بدر ٣ الذي تم نقله إليه مؤخرًا.
في أكتوبر الماضي أكمل كريم عامين بالحبس الاحتياطي دون محاكمة بعد شهور الاختفاء الستة.. ومع عدم خروجه سقط الأمل الأخير الذي كانت تتساند عليه والدته لينهار جسدها وتبدأ رحلة المستشفيات.. كان الأمل وحده بخروجه أو رؤيته هو عكازها لمواجهة الانهيار الصحي بسبب حبسه، لكنه انهار مع نهاية العامين فسقطت.
بينما كنت أستعد لكتابة تهنئة وتمنيات العام الجديد جاء تليفون أم كريم وصوتها المتهدج بالبكاء ليحمل أمنية وحيدة تلخص كل أوضاعنا أن ترى أم ابنها .. فهل هذا كثير؟!
تهم كريم هي نفس التهم المكررة لكن مكان إقامته كتب له معاناة إضافية، ولكن مهما كانت الاتهامات هل هناك مبرر في العالم يحرم أم من رؤية ابنها لثلاثة سنوات ويحرم متهم من الزيارة طوال هذه الفترة.
كريم كان يعمل بصحيفة البوابة نيوز وحصل على عضوية النقابة بعد حبسه بفترة طويلة فهل كثير على نقابة الصحفيين ونقيبها المسئول الأول عن الحوار الوطني أن يحقق أمنية والدة كريم برؤيته مجرد رؤيته؟ وهل هناك معنى لأي دعوة للحوار أو حديث عنه ولدينا حالات مثل كريم ولدينا محبوسين لسنوات ممنوعين من الزيارة.
بعد مكالمة والدة كريم صارت أمنيتي الأولى أن ترى والدة كريم وكل من يماثلها أبناءهم.. هكذا صغرت أحلامهم وأحلامنا فهل هذا كثير .. هل هذا كثير على العدالة.. كثير على نقابة الصحفيين.. كثير على من يشاركون فيما يسمى بالحوار وهل هناك معنى لكل جلساتكم وحالات مثل كريم وغيره كثيرون محرومون من الحد الأدنى لحقوق عتاة المذنبين فما بالكم بشاب صغير التهم الموجهة إليه هي نفس التهم المكررة بينما تجاوزت فترة حبسه الحد الأقصى لقوانينكم..
هل تتحق أمنية والدة كريم وكل كريم
الحرية لكريم إبراهيم وكل المعتقلين
الصحافة مش جريمة
وكل سنة وغيرنا طيب
وآسف على أن تكون هذه رسالتي مع بداية العام الجديد