حملة هجوم وتحريض من مذيعين بالجزيرة والإخوان على بلال فضل بسبب «كوميكس» عن أردوغان.. والكاتب: هيعملوا إيه لو حكموا الدولة؟
بلال: السخرية من الزعماء وأصحاب النفوذ مالهاش حدود ولا تمارس طبقا لرغبات الممول بل لما يمليه عليك ضميرك
أحمد منصور: أين يعمل بلال ومن أين يتقاضى راتبه؟.. والكاتب يرد: راجل أرزقي وعلى باب الله بس مش مرتزقة
هشام جعفر: الانتصار الحقيقي للمستبد أن تتتبني منطقه.. كثيرون يقعون في فخ الاستبداد حين يخونون ويكفرون من يختلف معهم في الرأي
سعد عبد الحفيظ لـ بلال: كل طرف للأسف عايزك على مقاسه متفصل على مواقفه وانحيازته.. وعيد: كل الحب والاحترام والفخر بيك
عبد الرحمن بدر
تعرض الكاتب الصحفي والسيناريست بلال فضل لحملة تحريض وهجوم من مذيعي الإخوان وقناة الجزيرة القطرية بسبب السخرية من صورة رئيس تركيا رجب أروغان على خلفية أزمة مسجد آيا صوفيا، وفي المقابل دافع كتاب ومفكرون عن بلال، معتبرين أن الإخوان لا يقبلون أي اختلاف في الرأي.
المذيع الإخواني أحمد منصور كان رأس حربه الهجوم، وكتب في حسابه على “تويتر”: “بلال فضل وكلكم تعلمون أين يعمل ومن أين يتقاضى راتبه يسخر من كبير علماء تركيا رئيس الشؤون الدينية الدكتور على أرباش وسيفه الذى حمله على غرارأجداده الذين حافظوا على الخلافة الإسلامية قرونا، والأكثر من ذلك يزوّرصورة للرئيس أردوغان ويتطاول عليه”.
الفتنة التي بدأها أحمد منصور لقت رواجًا بين عدد من الإخوان وأتباعهم من أبرزهم محمد الصغير، الداعية الإسلامي المقيم بالخارج، والذي لم يكتف بالهجوم على بلال لكنه طالب بفصل الصحفي تامر أبوعرب من عمله بقناة العربي.
وفي أول تعليق له قال عباس ناصر، رئيس قناة العربي، بعد تحريض منصور على بلال: ” أرجو العلم بأن بلال فضل لا يعمل في العربي. قدم برنامجا في وقت سابق وتوقف برنامجه منذ ما يزيد عن السنة. تحياتي”.
وفي سياق متصل أعاد المذيع الإخواني أيمن عزام نشر تدوينة سابقة لبلال ينتقد فيها مرسي الرئيس الإخواني المعزول، وعلق عليها ساخرًا: ” عنده بُعْد نظر من زمان”.
الإخواني محمد الشنقيطي قال في حسابه على “تويتر”: “ما يجمع أبواق السلطة السعودية من أمثال منذر آل الشيخ مبارك، وفلول اليسار العلماني العربي من أمثال بلال فضل ومن وراءه، في نقدهم لرفع السيف على منبر آيا صوفيا، هو البحث عن إسلامٍ منزوعِ الدسم، لا ينصر مظلوما ولا يزعج ظالما، ولا يزاحمهم على قيادة مجتمعات دمروها بالجهالة والعمالة”.
حملة الهجوم على بلال قابلتها حملة دفاع عن الكاتب ومواقفه وإدانة لتحريض الإخوان ودفاعهم المستميت عن رئيس تركيا، وأكد مغردون أن الإخوان لا يقبلون الرأي الآخر، ويسعون في تشويه كل من يخالفهم.
الباحث والصحفي هشام جعفر، قال: “أحد الدروس التي تعلمتها من تجربتي في السجن لثلاث سنين ونصف؛ أن الانتصار الحقيقي للمستبد ليس بسجنك وإن طال، ولكن بأن تتتبني منطقه وتتصرف كما يتصرف، وللأسف كثير ممن يناهضون المستبدين يقعون في فخ الاستبداد حين يخونون ويكفرون من يختلف معهم في الرأي، ويتهمونه في نيته برغم أننا أمرنا ألا ننقب في النيات، ويطالبون بالمنع والرقابة كما يفعل كل طاغية، ويقدسون وينزهون رموزهم كما يفعل أتباع كل مستبد، ويقطعون أرزاق الناس برغم أنها في السماء وليست في الأرض”.
وأضاف: “يمارسون ذلك من غير سلطة في أيديهم ولكنهم يمارسون ما هو أخطر وأضل حين يقدمون أنفسهم حراسا للقيم والمعايير التي ينبغي أن نحتكم إليها إدعاء بتمثيل الأخلاق أو الدين أو القيم الأسرية”.
واختتم: “أخطر الأمور في تجربة أي استبداد أن تحافظ علي إتساقك القيمي، وإلا فأنت والمستبد سواء، وعند ذلك فأنت تفقد المبرر الأخلاقي لموقفك ويكون ذلك بداية انكسارك النفسي قبل الواقعي”.
محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وجه رسالة لبلال قال فيها: “كل طرف للأسف عايزك تبقى على مقاسه، متفصل على مواقفه وانحيازته”.
وكتب جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: “كل الحب والاحترام والفخر بيك يا بلال”.
وفي رده على الهجوم الذي تعرض له قال الكاتب الصحفي بلال فضل: “أحمد منصور وبلطجية الإسلامجية اللي شغالين في الإعلام القطري والتركي متخيلين إنك لازم تكون مرتزقة زيهم، لكن أنا على رأي أستاذنا محمود السعدني راجل أرزقي وعلى باب الله بس مش مرتزقة، وعشان كده بافهم إن السخرية من الزعماء وأصحاب النفوذ مالهاش حدود، ولا تمارس طبقا لرغبات الممول، بل لما يمليه عليك ضميرك”.
وأضاف بلال: “لو باتأمل الخناقة الإسلامجية بتاعة كوميكس الخليفة أردوغان من بعيد، هاطلع بعدة دروس مستفادة أهمها إن أي حد هيعتمد على الإسلامجية هيغرّقوه بغباءهم، يعني دولة قطر صرفت مليارات الدولارات عبر السنين عشان تطلع بسمعة إن إعلامها هو إعلام الرأي والرأي الآخر، وإن الجزيرة منبر من لا منبر له، وعشان كده بتجيب في نشراتها إسرائيليين ومؤيدين للأنظمة العربية اللي القناة بتهاجمهم عشان تقدم تغطية متوازنة، فيقوم الإسلامجية اللي زي أحمد منصور والشنقيطي يجيبوا من الآخر ويقولوا بصريح العبارة: لأ يا جماعة إحنا عايزين كل اللي يشتغل في إعلامنا يبقوا مرتزقة، يصحوا الصبح يقولوا يا ترى مصلحة قطر إيه عشان نكتب عنه أو نقوله، ولو حد منهم زعلنا وداس لنا على طرف هنقول إزاي ده يكتب في إعلام قطري، اشمعنى يعني بيكتبوا اللي على مزاجهم من غير ما ياخدوا إذن، طيب “سنسحقهم بأحذيتنا” طبقا لنص التعبير اللي كتبه أحمد منصور اللي عامل فيها معارض شرس للأنظمة الديكتاتورية، طيب ما تعتبروهم إسرائيليين زي اللي بيطلعوا معاك على الجزيرة يا احمد يا منصور، واللي بالمناسبة لا تجرؤ إنك تكتب عن حد فيهم (سنسحقهم بأحذيتنا)”.
وتابع: “طبعا الكلام ده في رأيي بيكشف عن عقليات اتعودت على ثقافة الكفيل الوضيعة، لكن أي حد بيحترم نفسه ومهنته عارف إنه لو اشتغل في مؤسسة تمولها دولة أو مؤسسة أو رجال أعمال، في عصر للأسف بقت فيه فكرة الإعلام المستقل عن أي تمويل من أي نوع والمعتمد فقط على دعم القارئ فكرة صعبة ولسه بتتطور وقدامها تحديات كتيرة، خصوصا لو حد زي حالاتي معتمد في رزقه على الكتابة وتقديم البرامج، والكلام في ده شرحه يطول، وبالتالي أقصى ما يمكن فعله إن الكاتب يحترم القواعد المهنية للمكان اللي هيكتب فيه، ولو عنده رأي هيصطدم بالقواعد دي يقوله على صفحته الشخصية، ولو ده هيعمل له مشكلة فيسكت يعني ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأنا شخصيا اتبعت القاعدة دي في كل الأماكن اللي اشتغلت فيها، أكتب طبقا للسقف المتاح، وأعبر عن رأيي اللي لا يحتمله السقف على السوشيال ميديا أو في مطبوعات أخرى”.
وقال بلال: “سبق وهاجمت السيسي ونظامه وأنا في مصر في مقالات كتيرة في الشروق وموقع المدن وكلها متاحة على الإنترنت لغاية آخر فرصة أتاحتها لي الظروف، وبالتأكيد ما فيش حد يتمنى يسيب بلده إلا إذا اضطر إلى ذلك، وبالنسبة لي كان الاختيار واضح: يا تسافر يا تتسجن، وكان في ناس بتشكك في حقيقة ده في الأول، لكن أظن الحكاية بقت واضحة زي الشمس، ويمكن لحسن حظي إني سافرت قبل ما أدفع تمن مواقفي، زي ما ناس كتيرة بتدفع تمن مواقفها دلوقتي، ولا عمري باطيل في الشكوى من الغربة ولا من وقف مشاريعي في السينما والتلفزيون، والتفاصيل في المساحة دي تعمل مادة لفصل دسم في كتاب، بس خليها لوقتها، وأنا راضي بكل اللي بيحصل، ده تمن اختياري والحمد لله إنه جه على قد كده.”
وواصل: “أنا بمنتهى الواقعية والبعد عن المواقف العنترية بابص لنفسي بوصفي كاتب محترف يحترم نفسه وقلمه، وبالتالي سبق وكتبت واشتغلت في الجزيرة وانتقدتها على أكثر من موقف رفضته، وكتبت في العربي الجديد ضد السيسي وضد أردوغان وضد الإخوان اللي قطر بتعتبرهم حليف، وما فيش حد عاتبني أو قالي لا يا عم انت مالكش شغل معانا، وباعتبر إن ده شيء محترم يستحق التحية، وفضلت علاقتي بكل اللي اشتغلت معاهم محترمة، وفيها تقدير للاختلاف في الرأي خصوصا إنهم ناس مهنيين محترمين مش مرتزقة، وهتلاقيني باتعامل في أي مكان باشتغل فيه بنفس أخلاقيات العمل، وسبق لي وكتبت واشتغلت في صحف وقنوات ومواقع مصرية وسعودية وإماراتية وكويتية ولبنانية ومغربية وأوروبية، ويقدر أي حد يراجع اللي كتبته أو ساهمت في عمله فيها أعتقد إنه مهما اختلف معاه هيحس إن فيه حرص على الاستقلالية وتقديم شيء مختلف وجديد، وبالمناسبة رفضت عروض كتيرة إني أقدم برامج سياسية تهاجم اللي بيحصل في مصر، ومقابل فلوس بالهبل، لإني يستحيل أحرض على شيء مش هادفع تمنه، وغاية ما هنالك إني باكتب وباقول رأيي للمتابع المهتم، على أمل إن مصر حالها ينصلح، مش عشان ينبسط مني الشيخ أو الجنرال أو الخليفة أو الأمير، وأتمنى إن ده يفضل حالي بقدر الإمكان”.
واختتم بلال فضل: “الأهم بقى من كل ده، وده سؤال الليلة وكل ليلة: لمّا كل القلق والتشنج والزياط اللي عاملينه الإسلامجية واللي واصل لمرحلة “سنسحقهم بأحذيتنا”، حصل بسبب كوميكسين لا راحوا ولا جم عن رئيس دولة بيأيدوه، تخيل بقى كانوا هيعملوا إيه لو بقوا هما اللي حاكمين الدولة؟ ده بقى السؤال الأهم من كل اللي أنت قريته فوق ده”.