حملة المليون توقيع| عريضة تطالب بإلغاء مشروع “توتال” لمد خط نفط بإفريقيا: يهجر عشرات الآلاف ويدفع الكوكب لأزمة مناخية شاملة
محمود هاشم
وقع ما يقرب من 800 ألف شخص على مستوى العالم على عريضة دولية للمطالبة إلغاء مشروع شركة “توتال” الفرنسية مد خط أنابيب النفط الخام في شرق أفريقيا وإيقاف التنقيب في المحميات الطبيعية.
وقال القائمون على العريضة، التي تستهدف مليون توقيع، والمنشورة على موقع “أفاز” لحملات المجتمع، إن خطط الشركة الفرنسية تهدد بتدمير أهم المواقع لناحية التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية للحياة البرية، وتتسبب في تهجير عشرات آلاف المزارعين، كما يقوض المشروع الالتزام باتفاقية باريس المناخية وخفض انبعاثات الكربون.
وتعمل شركة النفط العملاقة “توتال” على إنشاء أطول خط أنابيب نفط يعمل بنظام التسخين الحراري في العالم مباشرة في قلب أفريقيا، وسيمتد الخط عبر محميات طبيعية هامة لبقاء بعض الأجناس كالفيلة والأسود وقردة الشمبانزي، وسيؤدي إلى تهجير عشرات الآلاف من عائلات السكان المحليين، فضلاً عن الأثر البيئي المميت الذي سيدفع الكوكب بأسره نحو أزمة مناخية شاملة، بحسب الحملة.
ويمر خط الأنابيب في المشروع الضخم عبر أكثر من ٢٠٠ نهر و١٢ غابة محمية، وتعد هذه المساحات موطناً لحياة برية مذهلة، إلا أنها كانت مهددة بالفعل قبل هذا المشروع، لكن تسرب نفطي واحد من أحد هذه الأنابيب سيؤدي إلى كارثة بكل ما للكلمة من معنى.
وتابعوا: “تبذل المجتمعات المحلية ما في وسعها لمواجهة هذا المشروع، لكنهم لن يتمكنوا وحدهم من مواجهة واحدة من أكثر الشركات نفوذاً في عالمنا، لذا، هم بحاجة إلى مساعدتنا لجعل هذه المواجهة شبيهة بتلك التي حدثت في الولايات المتحدة في مدينة ستاندينغ روك ضد مد خط أنابيب للنفط، والتي أضحت معركة من أجل حقوق المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، وحراكنا قادر على تقديم هذه المساعدة”.
واستكملوا: “رغم أنه يعمل على وضع مخططات مد الأنابيب حالياً، إلا أن المدير التنفيذي لشركة توتال الفرنسية يحب أن يروج لشركته على أنها شركة رائدة بيئياً، دعونا نحاسبه على هذا الأساس من خلال عريضة ضخمة — عندما نجمع عدداً كافياً من التواقيع، سنعمد إلى تسليمها من خلال حملة إعلانية وإعلامية ضخمة في فرنسا، لكي نحول هذا المشروع إلى أسوأ كوابيس شركة توتال، وقعوا على العريضة للوقوف إلى جانب المجتمعات الأفريقية التي تواجه المشروع على الأرض ودعمها قبل فوات الآوان”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة النفط الأوغندية تعليق جميع الأنشطة على خط أنابيب تصدير النفط الخام، بعد فشل صفقة شراء حصة في مشروع نفط أوغندا الرئيسي.
وتم التخطيط ليكون خط أنابيب تصدير النفط الخام من شرق إفريقيا بطول 1443 كيلومتر (897 ميلا) وبقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن ينقل النفط من أوغندا إلى ميناء طنجا في تنزانيا.
وأعلنت شركة “تولو” للنفط أن اتفاقها لبيع جزء من حصتها في مشروع بحيرة ألبرت إلى شركة “توتال” الفرنسية وشركة CNOOC الصينية باء بالفشل لأن “هيئة الإيرادات الأوغندية وشركاء المشروع المشترك لم يتمكنوا من الاتفاق على الإعفاء الضريبي للشركتين المعنييتين بصفة المشتري”.
وبدأت “تولو” عملية بيع جديدة لتخفيض حصتها التي تعمل بنسبة 33.33 % في المشروع، الذي يحتوي على أكثر من 1.5 مليار برميل من الموارد القابلة للاسترداد التي تم اكتشافه، ومن المتوقع أن تنتج أكثر من 230 ألف برميل يوميًا في ذروة الإنتاج.
وقالت وزيرة الطاقة إيرين مولوني، إن أوغندا تتوقع بدء ضخ النفط في عام 2022، بعد أن كان الهدف السابق بدء ضخ النفط في عام 2021، بسبب نقص البنية التحتية والخلافات حول الضرائب والخطط مع المشغلين.
وفتحت صفقة الاستحواذ الأخيرة التي نفذتها “توتال” على “مشروع تطوير بحيرة ألبرت” يتضمنه من إقامة خط أنابيب لنقل النفط الخام في شرق إفريقيا، فصلاً جديداً لصناع الطاقة في شرق القارة الإفريقية.
وأثارت الصفقة موجة من النقاش بين المعنيين بصناعة النفط في القارة السمراء، وهو ما دعا “غرفة الطاقة الإفريقية” إلى عقد منتدى إلكتروني دعت إليه لفيفا من الخبراء والمعنيين بصناعة الطاقة إقليمياً ودولياً، لرصد أصداء صفقة توتال الأخيرة وتأثيراتها الإجمالية على صناعة النفط والطاقة في القارة وشرقها على وجه الخصوص، بحسب تقرير سابق لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
واستقطب المنتدى، الذي عقد في كينيا عبر الفيديو كونفرنس واختتمت أعماله اليوم، شخصيات بارزة وممثلين عن “سانبيك بنك”، و”ستاندرد بنك”، وشركة “شل”، و”بيكر هوفز”، و”شركة النفط الوطنية الكينية”، دعتهم إليزابيث روجو مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة شركة “ستافو” لخدمات آبار النفط بمشاركة رئيس وحدة شرق إفريقيا في غرفة الطاقة الإفريقية، للمشاركة في أعمال المنتدى.
وبموجب اتفاق الصفقة المعلن أخيراً، سيبلغ إجمالي ما تدفعه “توتال” إلى “تولو” 575 مليون دولار، من بينها 500 مليون دولار نقداً عند إتمام الصفقة، علاوة على سداد 75 مليون دولار عندما يتخذ الشركاء قرار الاستثمار النهائي لإطلاق المشروع.
وتتضمن بنود الاتفاق، استحواذ “توتال” على الحصة الكاملة لشركة “تولو”، والتي تبلغ 33.3334% من كل تراخيص “مشروع بحيرة ألبرت” (إي إيه 1، وإي إيه 1 إيه، وإي إيه 2، وإي إيه 3 إيه)، علاوة على منظومة خطوط أنابيب النفط المقترحة لشرق إفريقيا (إي إيه سي أو بي).
وتقدر الطاقة الإنتاجية لـ”مشروع تطوير بحيرة ألبرت”، الذي يطلق عليه أيضاً “مشروع تيلينجا” في أوغندا، بأكثر من 230 ألف برميل يوميا من الزيت الخام، وهو ما سيرفع أوغندا لتصبح بين الدول الخمس الأكثر إنتاجاً للنفط في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، كما اشتملت بنود التعاقد على تكرير النفط الخام بطاقة 60 ألف برميل يوميا علاوة على مشروعات طموحة أخرى.
للتوقيع على العريضة أضغط هنا