حقوقيون: أكثر من 370 قتيلا في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات ضد وفاة مهسا أميني
أ ف ب
أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران (IHR) أن 378 شخصا قتلوا، بينهم 47 طفلا، في الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أكثر من شهرين، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وأشارت المنظمة، التي مقرها في أوسلو، إلى أن القتلى المذكورين قضوا في 22 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان و32 في محافظة كردستان، مسقط رأس أميني.
وأعلنت منظمة “هنكاو” غير الحكومية المدافعة عن أكراد إيران أن ثلاثة متظاهرين على الأقل قتلوا يوم السبت (19 نوفمبر 2022) برصاص قوات الأمن الإيرانية في كردستان بشمال غرب البلاد خلال احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني.
وقالت هنكاو ومقرها في النرويج لوكالة فرانس برس إن “القوات الحكومية القمعية فتحت النار السبت على المتظاهرين في بلدة ديفانداره فقتلت ثلاثة مدنيين على الأقل”.
وقالت هنكاو لوكالة فرانس برس إن “قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية زادت بشكل كبير من استخدام أسلحة فتاكة في الهجمات على المتظاهرين في الأيام الخمسة الماضية”. وأفادت المنظمة الحقوقية أن قوات الأمن قتلت 25 شخصا على الأقل في كردستان منذ الثلاثاء، عندما احتشد متظاهرون في الشوارع مع ذكرى حملة القمع الدامية لتظاهرات نوفمبر 2019.
“حملة أكاذيب”
وتواجه السلطة في إيران بقيادة آية الله علي خامنئي أكبر تحدٍّ منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، يتمثّل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، إثر وفاة الشابة الكردية جينا مهسا أميني في 16 سبتمبر. وردّت السلطات على هذه الاحتجاجات بحملة قمع أدّت إلى مقتل مئات الأشخاص، وفقا لمنظمات حقوق إنسان، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام وأوقف أكثر من 15 ألفا.
واتهمت طهران مجددا دولاً غربية بينها ألمانيا “بالتأثير على الوضع في إيران”. وبحسب منظمة IHR ، فإن القيادة في طهران تشن “حملة أكاذيب” بهدف عقد جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
وقال محمود العامري مقدم، رئيس منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الحكومة تعزو مقتل المتظاهرين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، وتريد استخدام ذلك “ذريعة لاستخدام الذخيرة الحية على نطاق أوسع”.
وأعلن الزعيم الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم السبت “معاقبة” من يرتكبون “جرائم القتل” والتخريب خلال الاحتجاجات. ونقل التلفزيون الحكومي عنه قوله إن قوى أجنبية تحاول “إخراج الناس إلى الشوارع وإرهاق السلطات لكنها فشلت”.
وتتهم إيران بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة، من بين دول أخرى، بتأجيج الاحتجاجات. وانتقدت الخارجية الإيرانية اليوم السبت “الصمت المتعمد للمروجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران في مواجهة (…) الأعمال الإرهابية في عدة مدن إيرانية”. واضافت أن “من واجب المجتمع الدولي” إدانة “الهجمات الإرهابية الأخيرة في إيران وعدم توفير ملاذ آمن للمتطرفين”.
وقالت وسائل إعلام رسمية ومستشفى إن عشرة أشخاص، بينهم امرأة وطفلين ومسؤول أمني، قتلوا في هجومين منفصلين في مدينتي إيسي وأصفهان يوم الأربعاء. وبحسب وكالة الأنباء الحكومية “إرنا” ، قُتل عضوان من ميليشيا الباسيج الموالية للحكومة طعناً حتى الموت في مدينة مشهد شمال شرق البلاد عندما حاولا التدخل ضد “مثيري الشغب”. وقال موقع السلطة القضائية على الإنترنت إنه تم القبض على مشتبه به منذ ذلك الحين.
في غضون ذلك، كرر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الاتهامات بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تحاول ممارسة “أقصى قدر من الضغط” على طهران. وقال في الأيام والأسابيع الماضية “حاول أعداء الجمهورية الإسلامية التأثير على الوضع في إيران”.