حفظ للأمن أم مخطط طرد؟ المستشار الألماني يؤيد طرد اللاجئين “الخطرين” لسوريا وأفغانستان 

وكالات 

أبدى المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الخميس 6 يونيو 2024، تأييده لطرد من وصفهم بللاجئين الخطرين “حتى لو كانوا من سوريا وأفغانستان”، بعد ستة أيام على هجوم بسكين استغله المعسكر اليميني لإعادة إطلاق هذا الجدل في البلاد. 

وتجدد الجدل حول استئناف عمليات الطرد بعد اتهام أفغاني يبلغ 25 عاما بمهاجمة أشخاص بسكين خلال مسيرة مناهضة للإسلام في مدينة مانهايم في غرب البلاد الجمعة (31 مايو). وتوفي الشرطي (29 عاما) متأثرا بجراحه الأحد بعد تعرضه للطعن المتكرر أثناء محاولته التدخل كما أصيب خمسة أشخاص كانوا يشاركون في المسيرة التي نظمتها جماعة “باكس أوروبا” المناهضة للإسلام المتطرف. 

وأثار الاعتداء الذي وقع الجمعة النقاش حول الهجرة مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي ودعوات إلى توسيع الجهود لطرد المجرمين. 

ودخل المشتبه به بالاعتداء على التظاهرة واسمه سليمان عطائي كما ورد في وسائل الإعلام، إلى ألمانيا كلاجئ وهو في ال14 من العمر عام 2013، وفقا للتقارير. وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أنه تم رفض طلب اللجوء في البداية، لكنه لم يُرحَّل بسبب سنّه. 

وبعد ذلك ذهب عطائي إلى المدرسة في ألمانيا وتزوج امرأة ألمانية من أصل تركي عام 2019 وأنجب منها طفلين، بحسب صحيفة “دير شبيغل” الأسبوعية. وبحسب ما ورد، لم تعتبر السلطات أن عطائي يمثل خطراً ولم يبدو لجيرانه أنه متطرف. وتولى ممثلو نيابة مكافحة الإرهاب الاثنين التحقيق في الحادث، في مسعى لتحديد الدافع. 

في خطاب ألقاه أمام النواب في البوندستاغ، قال شولتس، “أشعر بالاستياء حين يرتكب شخص ما طلب الحماية في بلادنا، جرائم خطيرة (…) المجرمون الخطرون والارهابيون الخطرون لا مكان لهم هنا”. 

وأضاف المستشار الاشتراكي الديموقراطي “في مثل هذه الحالات، مصلحة ألمانيا في مجال الأمن تتفوق على مصلحة المنفذ” قائلا “لن نتسامح أيضا بعد الآن مع تمجيد الأعمال الإرهابية والاحتفاء بها”. 

وتم تعليق طرد مرتكبي الجرائم الى أفغانستان، في المانيا منذ عودة حركة طالبان الى السلطة في أغسطس 2021. أصدرت برلين أيضا منذ 2012 قرارا بتعليق عمليات الطرد نحو سوريا بسبب النزاع الدموي في هذا البلد لكنها فكرت عدة مرات بالسماح بذلك. 

وارتفعت عدة أصوات معظمها من اليمين واليمين المتطرف، ولكن أيضا من حزب أولاف شولتس في الأيام الأخيرة للمطالبة بتشديد القواعد بعد هجوم بسكين نفذه أفغاني يبلغ من العمر 25 عاما في مانهايم أدى الى مقتل شخص، هو شرطي يبلغ من العمر 29 عاما فيما أصيب خمسة بجروح. 

هذا الهجوم الذي وقع قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية، جاء في مناخ من تصاعد العنف ضد شخصيات عامة في ألمانيا. 

في خطابه، أكد شولتس أن وزارة الداخلية “تحاول جعل ترحيل الأشخاص الخطرين إلى أفغانستان ممكنا” مضيفا أن “الوزارة على اتصال مع دول مجاورة لافغانستان بشأن تطبيقه”. 

وتصطدم هذه الرغبة السياسية بعراقيل عملية كبرى. على غرار دول غربية أخرى، قطعت برلين علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق ولا تعترف بحكومة طالبان التي استولت على السلطة بالقوة في 15 أغسطس 2021 في أفغانستان. 

وأشارت وزيرة الشؤون الخارجية أنالينا بيربوك وهي من حزب الخضر، الى التحديات الأمنية المرتبطة باحتمال استئناف عمليات الطرد، مع فرضية على سبيل المثال أن يتم إطلاق سراح المجرمين المطرودين في أفغانستان. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *