حصاد العام.. إلهامي الميرغني يكتب: شخصية 2021.. أمهات وزوجات وبنات وأبناء سجناء الرأي السلميين
شخصيات العام هم: إكرام يوسف والدة زياد العليمي و د. ليلي سويف والدة علاء وسناء سيف ونجلاء محمد فتحي والدة حسام مؤنس وكل أمهات سجناء الرأي السلميين
تحية وتقدير لكل الأمهات والزوجات والبنات والابناء المحرومين من احبابهم قصراً.. ومهما طال السجن سيأتي يوم ليعودوا
مع مطلع العام 2022 فكرت من يستحق ان يكون شخصية العام 2021. ووجدت انه ليس شخص واحد بل مجموعات من النساء والأطفال غير المشهورين هم أسر وعائلات سجناء الرأي. فسجناء الرأي السلميين المتهمين بنشر أفكارهم على صفحات التواصل الاجتماعي هم عيون ثورة يناير ويدفعون الضريبة عن كل الشعب المصري والأمل في رؤية مصر أكثر حرية وعدل. لذلك تقيد حريتهم انتقاماً من ثورة يناير التي أرادت تغيير حقيقي ولكنها حوصرت وتم إفشالها ليستمر مبارك ونظامه مع اغلاق كل منافذ الحرية المحدودة التي كانت متاحة.
شخصية العام هي الأستاذة إكرام يوسف والدة زياد العليمي والدكتورة ليلي سويف والدة علاء وسناء سيف وهي السيدة نجلاء محمد فتحي والدة حسام مؤنس وكل أمهات سجناء الرأي السلميين وهي مني سيف الموزعة بين سجن علاء وسجن سناء. من ينسي خلال الاغلاق وكورونا ووقف الزيارات وحملة ليلي سويف وإكرام خليل “عايزين جواب” من أجل الاطمئنان على الأحباب المغيبين والممنوع زيارتهم. والجلوس لساعات أمام السجن في انتظار خطاب. والتعنت في طمأنة الأمهات ولنقارن المميزات التي يتمتع بها بعض الجنائيين المحكومين قضائياً وبعض المتهمين في قضايا الفساد والمعاملة التي يتعرض لها سجناء الرأي السلميين وأسرهم لنعرف لمن تنحاز السلطة الحالية وما هو مفهومها الحقيقي لحقوق الإنسان.
شخصية العام هي الأستاذة مديحة حسين الصحفية زوجة الصحفي هشام فؤاد وهي الأستاذة عزة الجزار زوجة الباحث المتميز أحمد همام وهي أم ملك زوجة النقابي السويسي رشاد كمال الذين يتكبدون مشقة تحضير وتجهيز الزيارات التي يتم التعنت في دخول العديد من الأشياء البسيطة إمعاناً في تعذيب نفسي للمسجونين أسرهم واهدار لموارد الأسر التي يعلم الله وحده كيف دبرت تكلفة الزيارة التي تجبر على عدم دخولها.
شخصية العام هي نديم زياد العلمي المحروم من حضن ابيه وهي ابن علاء عبدالفتاح الذي حرم من ابيه لسنوات منذ ولادته دون سبب واضح وهي زيزو أبن أحمد تمام وهي بيبرس أبن صديقنا محمد رمضان محامي الغلابة فهؤلاء الأطفال الذين حرموا حنان الأب واحضانه ورعايته هم أبطال رغم أنفهم ورغم صغر أعمارهم. وما يلاقونه من تعنت على أبواب السجون وما يحدث خلال دقائق معدودة للزيارة الذين حلموا بها لأسابيع ويستمر الفراق والألم ولينضج هؤلاء الأطفال مبكراً.
شخصية العام ليست سجناء الرأي فهم تاج فوق رؤوسنا جميعا وفي قلوبنا وعقولنا لأنهم يدفعون عنا ضريبة المشاركة في ثورة 25 يناير التي أرادت انهاء الفساد والتبعية وحاصرها الفاسدون وتمكنوا منها ليبدأ التنكيل بكل ما له علاقة بهذه الثورة لكي يظل الشعب منكس الرأس فها هو يشاهد ما حدث مع من تحملوا عنا الأعباء وحاولوا البحث عن الحرية وأرادوا مصر وطن أفضل.
إن أمهات وزوجات وبنات وأبناء سجناء الرأي السلميين هم شخصية العام 2021 لأنهم يتحملون ضريبة عن كل الشعب المصري، حرموا من الأبن والزوج والأب بلا جريمة حقيقية سوي الحلم بمصر أكثر عدلاً وأوسع حرية. في ظل انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار تكون زيارة الأحباب لدقائق والاطمئنان انهم بخير هو أمل يعيشون عليه ما بين الزيارات. هذه الزيارات التي تتم في ظل حراسة مشددة ولدقائق معدودة. انها رسالة لا تخص سجناء الرأي وأسرهم فقط ولكنها رسالة لكل من يفكر في المقاومة والدفاع عن الحقوق المشروعة في حياة كريمة حقيقية وليست مجرد إعلانات تليفزيونية.
تحية وتقدير لكل الأمهات والزوجات والبنات والابناء المحرومين من احبابهم قصراً. ومهما طال السجن ومهما زاد فُجر السجان سيأتي يوم ليعود زياد الي نديم ويعود الشرفاء إلى وظائفهم وعائلاتهم ليشاركوا في بناء الوطن الذي يحاصره الفساد والاستبداد.
إلهامي الميرغني