حرب باردة على الأبواب| روسيا تحذر الناتو من المواجهة.. وأمين الحلف يهاجم سياسة موسكو “العدوانية”.. ويفتح ملف اغتيال زعيم المعارضة
قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن الناتو يسعى للعودة إلى مواجهة الحرب الباردة، منوها بأن حلف الناتو يطور البنية التحتية العسكرية ويواصل نشر نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية.
وقال شويجو للصحفيين، في ختام دورة الألعاب العسكرية 2020: “في الأساس، يسعى الحلف للعودة إلى المواجهة التي كانت سائدة في حقبة الحرب الباردة”.
وأكد الوزير أن سبب ذلك واضح: “روسيا تنتهج سياسة مستقلة وتشارك بنشاط وفاعلية في حل المشاكل العالمية، وتعمل كوسيط في تسوية النزاعات”.
وفقا له، فإن الدور المتنامي لروسيا حفز ليس فقط تطوير الاتحادات الأوروبية- الآسيوية، لكن أيضا جمعيات التكامل العالمية مثل “بريكس”.
وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن “كل هذا يعتبره الغرب تحديا لقيادته، وكمحاولة لتدمير النظام العالمي أحادي القطب الذي تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.
في سياق متصل، حذر الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، ينس ستولتنبرج من أن “السياسة العدوانية” لروسيا تجاه جيرانها والغرب تهدد باندلاع حرب باردة جديدة.
وقال ستولتنبرج في حديث إلى صحيفة “تليجراف” البريطانية أن سلوك موسكو ودأبها لتوسيع مجال نفوذها يتطلب ردا من الناتو، مؤكدا في الوقت ذاته عدم رغبة الحلف الأطلسي في خوض حرب جديدة أو الدخول في سباق تسلح جديد.
لكنه أكد أن حلف الناتو يجب عليه أن يتلائم ويتكيف مع الأوضاع الجديدة التي يشهدها العالم، ما يتطلب حسب قوله الرد على ما تقوم بها روسيا.
وطلب ستولستبرج من موسكو أن تجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بشأن ما يشاع عن محاولة تسميم زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالي بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”، متسائلا: “كيف يمكن أن يحدث هذا وكيف يمكننا أن نرى مرارًا وتكرارًا تعرض زعماء المعارضة لمحاولات اغتيال، هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها استخدام السم ضد الأشخاص المعارضين للنظام الروسي وهذا يجعل الأمر أكثر خطورة.”
واعتبر رئيس أكبر تحالف عسكري في العالم أن استخدام غاز “نوفيتشوك” في محاولة قتل المعارض الروسي البارز يعد انتهاكا للقانون الدولي، ويتطلب ردا دوليا.
وشدد على ضرورة تقديم روسيا “كشف حساب كامل” عن برنامج نوفيتشوك إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة محاسبة المسؤولين على عن الهجوم الذي استهدف نافالني”، مضيفًا: “وهذا بالضبط ما نقلناه بوضوح إلى السلطات الروسية”.
وأصر رئيس وزراء النرويج الأسبق على أن “الناتو مبني على بعض القيم الأساسية ، والتي تشمل سيادة القانون ، واحترام الحقوق الديمقراطية الأساسية، لذلك، سنواصل دعوة روسيا ، وسنواصل توضيح رسالتنا بأن يسمح النظام للمعارضين بانتقاده”.
ولدى سؤاله عما إذا كان يخشى اندلاع حرب باردة أخرى، قال: “هذا وضع مختلف، خاصة لأنه خلال الحرب الباردة كان لدينا كتلتان عسكريتان تواجهان بعضهما البعض، وكانت أوروبا منقسمة، وألمانيا منقسمة”.
واستدرك: “في الوقت نفسه، نرى روسيا مسؤولة عن الأعمال العدوانية ضد جيرانها، وروسيا تحاول إعادة تأسيس نوع من مجال النفوذ، لقد رأينا ذلك في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا، وهذا يتطلب ردًا من الناتو، وهذا هو بالضبط سبب قيامنا الآن بتنفيذ أكبر تعزيز لدفاعنا الجماعي منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأكد أنه “بعد سنوات من مع خفض الإنفاق الدفاعي، فإن جميع حلفاء الناتو يزيدون الآن الإنفاق الدفاعي ونقوم بتحديث قواتنا المسلحة، لذا فإن الناتو يرد بطريقة دفاعية متناسبة”.