حاكم ولاية تكساس الأمريكية يحاول التبرؤ من تأييده قنص المهاجرين (تفاصيل)
كتب: محمد البطاوي ووكالات
حاول حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، التبرؤ من تأييده إطلاق النار على المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين تكساس والمكسيك، وذلك بعدما أدلى بتصريحات تليفزيونية أثارت ضجة واسعة ضده واتهامات بالتمييز العنصري.
وتمتلك ولاية تكساس (جنوب الولايات المتحدة) حدودا طويلة مع المكسيك، وتعتبر أحد أهم منافذ الهجرة غير القانونية التي يعبر من خلالها آلاف المهاجرين من دول وسط وجنوب أمريكا الحدود نحو بقية الولايات.
وتعد إجراءات منع الهجرة والتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين أحد أبرز ملفات الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين، فبينما يؤيد الجمهوريون اتخاذ إجراءات صارمة في معالجة ملف الهجرة غير الشرعية، فإن الديمقراطيين يرفضون التدابير القاسية التي يريدها الجمهوريون باعتبارها غير إنسانية.
وادعى أبوت (جمهوري) أن تصريحاته كانت تتناول الجانب القانوني فقط بقوله: “لقد طُرح علي سؤال للتمييز قانونيًا بين ما تتمتع تكساس بالسلطة القانونية للقيام به وما قد يكون غير قانوني للقيام به”.
وأضاف: “شرحت بالتفصيل جميع الأشياء المختلفة التي تفعلها تكساس والتي لدينا السلطة القانونية للقيام بها، وأشرت إلى ما سيكون غير قانوني القيام به.”
وكان أبوت صرح في مقطع صوتي مدته 38 ثانية، تم نشره على موقع X، تويتر سابقًا، بواسطة Heartland Signal، (برنامج حواري محافظ) إن المسؤولين في تكساس لا يطلقون النار على الأشخاص الذين يعبرون الحدود لأن إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ستوجه تهم القتل.
وهاجم حقوقيون وديمقراطيون أبوت (الجمهوري الذي تولى المنصب لثلاث فترات) عقب تلك التصريحات مشيرين إلى أنها تعني أنه يريد إطلاق النار عليهم لولا اعتراض إدارة بايدن. واعترف جريج أبوت بأنه يتعرض لانتقادات شديدة بسبب تصريحاته تلك.
وكان جريج قد قال في ذلك البرنامج لمضيفه دانا لوش أن تكساس “تستخدم كل أداة” بدءًا من بناء الحواجز الحدودية وحتى سن قانون الولاية الذي يجعل دخول تكساس دون تفويض (إذن) قانوني جريمة.
وأضاف أبوت للوش: “الشيء الوحيد الذي لا نفعله هو أننا لا نطلق النار على الأشخاص الذين يعبرون الحدود، لأن إدارة بايدن، بالطبع، ستتهمنا بالقتل”.
و تصجاءتريحات الحاكم الجمهوري متزامنة مع مسيرة أطلقها مجموعة من المهاجرين من فنزويلا يوم الاثنين على طول نهر ريو غراندي باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية أملا في تجاوز حرس الحدود.
لكنه عاد ليدافع عن تصريحاته في مؤتمر صحفي يوم الجمعة في أوستن (عاصمة الولاية) إن تصريحاته تلك لم تكن وقحة ولا ينبغي لأحد أن يفسرها على أنها تعني أنه يجب إطلاق النار على المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور نهر ريو غراندي
لكن بعض الديمقراطيين أشاروا إلى أن التصريحات التي تحمل دلالات عنيفة يمكن أن يستغلها الأشخاص المعرضون للعنف مما يؤدي إلى عواقب مأساوية.
ووصف رئيس الحزب الديمقراطي في تكساس، جيلبرتو هينوخوسا، هذا التصريح بأنه “نهج متعطش للدماء في الحكم”.
وشبه تعليق أبوت بتصريح قاله الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في الأشهر التي سبقت حادث إطلاق النار الجماعي المميت في 3 أغسطس 2019 في إل باسو الذي استهدف ذوي الأصول الأسبانية، إن الأمة “تعرضت للغزو من قبل مئات الآلاف من الأشخاص القادمين عبر المكسيك”.
وشن أبوت هجوما مضادا بالقول إن حدود ولايته مع المكسيك أصبحت قابلة للاختراق بشكل لا يطاق خلال السنوات الثلاث التي قضاها الرئيس جو بايدن في منصبه.
وأضاف أبوت: “تكساس لديها السلطة القانونية للتحكم في الدخول والخروج إلى أي موقع جغرافي في ولاية تكساس”. “ويجري تأكيد هذه السلطة فيما يتعلق بالمتنزه الواقع في إيجل باس بولاية تكساس للحفاظ على السيطرة التشغيلية”. ويعتبر ذلك المتنزه (إيجل باس) نقطة عبور رئيسية للمهاجرين.
وزارة العدل رفعت دعوى قضائية ضد حاكم ولاية تكساس أبوت بسبب قانون الولاية الذي يسمح باعتقال المهاجرين وترحيلهم دورية الحدود الأمريكية من الوصول إلى المناطق الحدودية في ذلك المتنزه الواسع، وهو ما أثار مخاوف من أن ذلك الإجراء ربما يهدف للتعمية على جرائم بحق المهاجرين.
وطلبت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يوم الجمعة من المحكمة العليا إجبار ولاية تكساس على السماح لمسؤولي الحدود الفيدراليين بالعمل في المتنزه وفي القسم المجاور من نهر ريو غراندي، قائلة إن الحرس الوطني في تكساس يعرقل عمليات دورية الحدود الأمريكية.