جيش الاحتلال يعتقل آخر أسيرين فارّين من سجن جلبوع ويمدد اعتقال الآخرين.. ووالد كممجي يروى تفاصيل الاتصال الأخير مع نجله
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، أن قوات من جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام «الشاباك» ألقت القبض على آخر سجينين هاربين من سجن جلبوع، في جنين، بعد حوالي أسبوعين من المطاردة.
وأضافت الشرطة في بيان صحفي أنه تم القبض على المطلوبين وهما على قيد الحياة «دون مقاومة» وتم اقتيادهما للاستجواب من قبل جهاز الأمن العام، فيما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على موقع «تويتر» اشتباك مسلح خلال عملية إعادة اعتقال الأسيرين.
وعرّف بيان للمتحدث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي عن السجينين الذين تم القبض عليها بأنهما أيهم كممجي ومناضل نفيعات.
وقال المتحدث إن جهاز الأمن العام «الشاباك» أصدر توجيها، وصلت بموجبه قوات من وحدة مكافحة الإرهاب «اليمام» التابعة لحرس الحدود في شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام- الشاباك إلى المنزل الذي كانا يقيمان فيه وقاموا بإلقاء القبض عليهما.
وأشار جيش الاحتلال إلى أنّ كممجي ونفيعات «يخضعان للاستجواب حاليًا»، من دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل بشأن العمليّة الخاصّة التي أدّت إلى اعتقالهما.
وبحسب تقارير إعلامية عبرية، حاصرت قوات الاحتلال، منزلا في جنين وطالبت جميع الموجودين فيه بالخروج من المبنى والاستسلام قبل أن تبدأ اشتباكات مسلحة تم نتيجتها اعتقال الأسيرين.
وأفادت مصادر عبرية بأن العسكريين الإسرائيليين اعتقلوا كذلك اثنين من مساعدي الأسيرين.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن العملية لم تسفر حتى الآن عن إصابات في صفوف قوات الاحتلال لكنها تعرضت لاعتداءات من قبل السكان المحليين الذين رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.
من جانبه، قال والد الأسير الفلسطيني، أيهم كممجي، أن ابنه هاتفه قبل اعتقاله وأبلغه أنه سيسلم نفسه لقوات الأمن الإسرائيلية، حرصًا على حياة المواطنين في المنزل الذي كان بداخله.
وبحسب موقع «RT» أوضح الأب بانه تلقى اتصالا هاتفيا في الساعه 1:45 بعد منتصف الليل من رقم غريب، وكان على الهاتف ابنه أيهم الذي أخبره بأنه محاصر بأحد المنازل بمدينة جنين، وأنه مضطر لتسليم نفسه حفاظا على حياه أهل البيت والفلسطينين في المنطقة.
وينحدر كممجي من بلدة كفر دان قرب جنين، وكان اعتُقل في العام 2006 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة خطف المستوطن الإسرائيلي إلياهو أشيري وقتله.
أمّا نفيعات فاعتُقل في العام 2020 بحسب حركة الجهاد الإسلامي، وكان ينتظر نطق الحكم بحقّه. وهو كان سُجن مرّات عدّة في السابق، بسبب نشاطه في هذه الحركة المسلّحة.
على صعيد متصل، كشف يحيى الزبيدي، شقيق الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، تمديد حبس شقيقه صاحب العقل المدبر لملحمة «نفق الحرية» في سجن جلبوع الإسرائيلي 10 أيام.
وقال يحيى عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تم تمديد أخي زكريا عشرة أيام والتنين يرفض جميع التهم الموجهة إليه»، مضيفا: «الحرية لأسرى الحرية. عاش التنين».
ووفقا لوكالات إخبارية، فإن سلطات الاحتلال مددت أيضا اعتقال الأسرى الآخرين المعاد اعتقالهم في وقت سابق لمدة 10 أيام على ذمة التحقيق.
وجنّدت إسرائيل كلّ أجهزتها الأمنيّة لمطاردة الأسرى الستّة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع. واعتقلت شرطة الاحتلال في بادئ الأمر اثنين منهم هما يعقوب قادري المسجون منذ 14 عاماً ومحمود العارضة أقدم المعتقلين الستّة الذي أمضى 26 عاماً في السجن، والاثنان محكومان بالسجن مدى الحياة.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على زكريا الزبيدي القائد السابق في «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح في مخيّم جنين، الذي لا يزال غير محكوم عليه، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة وقد أمضى منها 22 عاماً.
وأثارت عمليّة الفرار موجة انتقادات في إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيليّة إلى اتّخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق وإعادة فحص كلّ السجون الإسرائيليّة التي تضمّ حوالى 4650 معتقلاً فلسطينيًا، بينهم 200 طفل وقاصر.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد ألقت القبض في وقت سابق على 4 من السجناء الأسرى الفارين من سجن جلبوع، ليصبح جميع الفارين قيد الاعتقال الآن.
وكان الفلسطينيون الستة الذين هربوا من السجن في السادس من سبتمبر قد حفروا حفرة في زنزانتهم في السجن. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم سيحققون في أي ثغرات سمحت لهم بالفرار.