جولة لـ”درب” في محلات البقالة والسلع الغذائية الأساسية.. ارتفاع جميع الأسعار مع موجة التعويم الأخيرة.. ومواطنون: خايفين مانلاقيش ناكل
نقص كبير في الزيت والأرز وبعض المنتجات الأخرى.. والمصريون يحاولون إيجاد بدائل لمواجهة الغلاء
ربة منزل: الأسعار كل كام يوم بتزيد وخلاص بقينا مش قادرين نستحمل أكتر من كده.. وبقينا نشتري اللبن السايب عشان الأسعار
كتب- درب
جولة قام بها “درب” على بعض المحال التجارية وخاصة البقالة، كشفت عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، خاصة بعد المرحلة الأخيرة من تعويم الجنيه المصري والتي قفزت بسعره من 27 جنيها إلى حوالي 30 جنيها.
كان اللافت خلال هذه الجولة نقص بعض السلع في كثير من المحلات مثل الزيت والأرز الأبيض المصري؛ والأخير وضعت بعض المحلات الأرز البسمتي بدلا منه أو منتجات أخرى.
وصباح الأربعاء 11 يناير، فوجئ المصريون بارتفاعات كبيرة في سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، والتي أدت إلى ارتفاع الدولار إلى حوالي 32 جنيها خلال ساعات، قبل أن يعاود الانخفاض ويسجل متوسط 30 جنيها.
“خايفة منلاقيش ناكل”
قالت جيهان صالح، ربة منزل، إن «الأسعار كل كام يوم بتزيد وخلاص بقينا مش قادرين نستحمل أكتر من كده»، لافتة إلى أن آخر مرة اشترت زجاجة زيت طعام كان سعرها 36 جنيها، واليوم أصبح 42 جنيها، أما الألبان المعلبة فتوقفت تماما عن شراءها وباتت تشتري «السايب».
واستطردت: «من سنتين كنت بشتري أحسن الأنواع، لكن دلوقتي بشتري الأرخص، وخايفه يجي علينا يوم منلاقيش ناكل».
وقفز سعر الدولار مع بداية التداول في البنوك يوم الأربعاء إلى حوالي 32 جنيها، قبل أن يتراجع في نهاية اليوم إلى 29.70 جنيها. لكنه عاود صباح الخميس الارتفاع مجددا وكسر حاجز الـ30 جنيها، وهو ما يمثل زيادة تعادل 90% من سعره عما كان عليه في 11 يناير من العام 2022.
“الأسعار زادت طبعا”
اعترف محمد جابر، صاحب محل بقالة في الجيزة، برفع أسعار عدد من السلع مع صعود الدولار، صباح الأربعاء، قائلا: «الأسعار زادت طبعا لأن الدولار طلع وأنا من النهارده الحاجه هتنزلي بسعر جديد. ولو مرفعتش سعر الموجود يبقى أنا مش تاجر وهخسر واقفل المحل».
وأوضح «لو حاجه جملتها 10 جنيه وبتتباع بـ11 جنيه، بعدين بقت جملتها 13 جنيه لازم أبيع اللي عندي بـ13 جنيه على الأقل عشان مخسرش فلوسي لأن لو بعت بالسعر القديم يبقى بكرة كل حاجه جملتها زادت هشتريها هحط من مكسبي وراس مالي لحد ما اخسر فلوسي واقفل».
ورصد «درب» زيادة ملحوظة في أسعار كثير من السلع عما كانت عليه في ديسمبر الماضي، فعلى سبيل المثال وصل سعر علبة سمن كريستال 700 جرام لـ48 جنيها بعد أن كان سعرها نحو 37 جنيها. كما تخطى سعر كرتونة البيض في “كارفور” 100 جنيه بعد أن كانت 96.95 جنيها في ديسمبر.
ويتراوح ارتفاع سعر زيت الطعام ما بين 3 إلى 6 جنيهات عن سعر الشهر الماضي، مع الإشارة إلى عدم توافره في كثير من محلات البقالة.
أزمة زيوت مقبلة
وفي حديث مع «درب»، قال صاحب شركة مواد غذائية إن هناك أزمة حقيقة في الزيوت، الأسعار ارتفعت، والكميات الآتية من الموردين أصبحت أقل، وبالتالي أصبح لكل تاجر ما يشبه (الكوتة)، كميات محددة من الزيت، هذا إن وجدت بالأساس.
وأضاف صاحب الشركة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه كان معروفًا منذ مدة لدى كثير من التجار أن هناك أزمة زيوت قادمة، وبالتأكيد كانت هذه الأزمة معروفة للحكومة، لذلك فالسؤال: لماذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية؟.
واستكمل أن «المنتجين نفسهم معادش حد فيهم عايز ينتج بكامل طاقته، لأن التكاليف بقت مرتفعة جدا، ودا أدى لقلة الإنتاج.. في حاجات كتير بتحدد تكلفة الإنتاج أولها سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وأسعار الزيوت عالميا في البورصة ودي بتتغير صعودًا وهبوطًا، خصوصا إن مصر بتستورد أكتر من 90% من احتياجاتها من الزيت».
وقال مدير أحد المجمعات الاستهلاكية بحي مصر الجديدة، لـ«درب»، إن هناك تعليمات بعدم صرف أكثر من زجاجتي زيت طعام على بطاقات التموين في ظل الأزمة الحالية، مضيفًا أنه «أحيانًا لا يتم صرف زيت بالأساس».
وأضاف «في بعض الأوقات الزيت اللي عندنا بيخلص، فبنطلب من المواطنين استبداله بسلع أخرى»، مشيرًا إلى أن كثير من المواطنين يفضلون العودة بعد أيام على أمل أن يتواجد الزيت التمويني.
واستكمل أن بعض المبيعات من البقوليات مثل الشعرية والعدس، بالإضافة إلى بعض أنواع الزيت ستتواجد بالمجمعات خلال الشهر المقبل بعد إعادة تسعيرها مرة أخرى، حسبما قال.