جراند أوشن.. قصة منتجع قرر الحفاظ على عامليه ودفع مستحقاتهم كاملة .. والعضو المنتدب لـ درب: حق سنوات قضوها معنا
بيان إدارة المنتجع للعاملين: لا نية في الاستغناء عن أي موظف أو تقليل الرواتب.. وخالد أبو علي لـ”درب”: القرار ليس وراءه أي غرض دعائي
أخصائي الموارد البشرية: أردنا أن نقول نحن أسرة واحدة حتى في المواقف الصعبة ونتواصل مع جميع العاملين
البدري يرد على تصريحات الاستغناء عن العمالة: نجاح أى شركة يتوقف على موظفيها هم من يصنعون ازدهارها ويوفرون لها أرباحا بالملايين
محمود هاشم
في الوقت الذي تصاعدت فيه دعوات رجال أعمال للاستغناء عن عدد من العمالة لديها وخفض أجور بعضها، لتقليل حجم خسائرها من تداعيات فيروس كورونا الجديد، قررت إدارة أحد المنتجعات في منطقة العين السخنة مكافأة عامليها بصرف مستحقاتهم كاملة، مؤكدة عدم نيتها التضحية بأي منهم، وفاء لفترة عملهم لديها.
“السادة الموظفون، تحية طيبة من القلب، نظرا لما نمر به من أحداث في هذه الأيام من وجود فيروس أدى إلى توقف حركة السياحة والعمل بشكل عام، وأدى إلى أن يجول بخاطركم الكثير من الأسئلة وشيء من الخوف، ومن تجاه مسئوليتنا المجتمعية تجاهكم، نود أن نخطركم بأنه لا نية لدينا في الاستغناء عن أي موظف، أو تقليل الرواتب الخاصة بكم في ظل هذه الظروف العصيبة، فنحن جميعا أسرة واحدة، كما تعودنا وقت الشدة قبل أي شيء”.
كانت هذه رسالة تقدير إدارة فندق Grand Ocean للعاملين لديها، للتخفيف من آثار الأزمة على أسرهم، على الرغم من الخسائر التي تكبدها المكان جراء انعدام نسبة الإشغال، نتيجة سفر جميع زبائن المكان إلى بلادهم بعد انتشار كورونا في جميع أنحاء العالم، آملة أن تنتهي الأزمة سريعا ويعود العمل إلى طبيعته في القريب العاجل.
يقول العضو المنتدب المفوض بإدارة المنتجع خالد أبو علي، لـ”درب”، إن القرار ليس وراءه أي غرض دعائي، حيث إنه صادر من مجلس الإدارة أمس الأول، كمنشور داخلي بين الموظفين على مجموعة خاصة بهم على “فيسبوك”، قبل أن ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير
الفندق ليس به أي إشغال حاليا، شأنه شأن جميع الأماكن السياحية المشابهة، والعمل المطاعم وحمامات السباحة، والفعاليات مثل الأفراح والمناسبات والاجتماعات جميعها مغلقة، إلا أن الموظفين ما يزالون على قوة المكان، منهم من حصل على إجازات لزيارة أسرته، والآخر موجود في انتظار عودتهم للحصول على إجازاتهم بالتبديل، يوضح أبو علي، مضيفا: “كل شخص يجلس في منزله مع التخوفات من انتشار الفيروس في التجمعات، والجميع معذورون في ظل هذه الظروف الصعبة”.
ويقول العضو المنتدب إن السبب وراء قرارهم رغم غياب الزبائن وتزايد الخسائر بسبب الأزمة: ” هذا حق سنوات قضوها معنا وقررنا مكافأتهم تقديرا منا لهم ، وإرسال رسالة طمأنة بعدما وجدنا أن لدى البعض شكوك ومخاوف من احتمالية الاستغناء عنهم أو خفض مرتباتهم، على غرار شركات أخرى”.
المبادرة لاقت ترحيبا كبيرا من العاملين بالمنتجع، الذين شكروا الإدارة على القرار، الذي يصعب على الكثيرين اتخاذه في ظل الظروف الحالية، بحسب تأكيد عدد منهم.
قبل أزمة كورونا كان الوضع طبيعيا داخل المنتجع، الإشغال لا ينقطع، القاعات محجوزة بشكل شبه كامل لمؤتمرات شركات، حفلات الزفاف شبه دورية، قبل أن يتبدل الحال إجباريا لظروف الوباء.
المنتجع الذي يضم ما يقارب 280 موظفا، بحسب أحمد البدري أخصائي الموارد البشرية، كانت قوة العمل لديه في الفترات الطبيعية 80% في مقابل 20% إجازات، قبل تقلصها لظروف ضعف الإقبال.
ويقول البدري: “نتواصل مع جميع العاملين داخل المكان وفي الإجازات، وجميعهم ما يزالون على قوتنا، لم يتم الاستغناء عن أحد، ولم يقرر أحد ترك العمل في الفترة الحالية، ورسالتنا نحن أسرة واحدة حتى في المواقف الصعبة”.
وبشأن رده على دعوات مستثمرين للاستغناء عن عدد من العمالة أو تخفيض أجورهم لتغطية حجم الخسائر، قال: “نجاح أى شركة يتوقف على موظفيها، هم من يتحملون المسئولية ويساهمون في ازدهارها، ويوفرون لها أرباحا بالملايين”.
وتابع: “لا يجب أن يكون هذا جزاؤهم بعد كل ما أفنوه من عرق، خاصة أنهم لا يمتلكون مصدر دخل إضافي لأسرهم، فما يحدث الآن ليس لأي منهم ذنب فيه، لذا نناشد جميع رجال الأعمال للسير على نهج مبادرتنا ومساعدة العاملين لديهم لحين انتهاء الأزمة على خير”.