توقيع بروتوكول تعاون بين الصحفيين وجمعية الصحفيين العمانية.. والبلشي: هدفنا صحافة حرة وقادرة تجمع ولا تفرق
عمرو موسى: لا ننسى رفض عمان قطع علاقاتها مع مصر في ظروف سياسية سابقة.. وسياستها الخارجية إيجابية طول الوقت
نقيب الصحفيين: توقيع البروتوكول بداية تدشين لأنشطة مشتركة تخدم شعبينا الشقيقين وأبناء المهنة الواحدة بكل ما فيها من مشاق وتحديات
كتبت: ليلى فريد
انطلقت فعاليات الملتقى الصحفي العماني المصري، والذي تنظمه جمعية الصحفيين العُمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، في المتحف القومي للحضارة المصرية.
وخلال الفعاليات، قام الدكتور محمد بن مبارك العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العمانية، والكاتب خالد البلشي، نقيب الصحفيين المصريين، بتوقيع بروتوكول تعاون مشترك في مجال التدريب والأنشطة الثقافية والفنية، ودعم الحريات الصحفية في البلدين الشقيقين.
وقال البلشي، إن نقابة الصحفيين المصريين التي احتفلت قبل أسابيع بمرور 88 عاما على تأسيسها الرسمي وبمرور 130 عامًا على أول دعوة لتأسيسها، يسعدها أن تشارك في الملتقى الصحفي العُماني المصري، والذي يأتي في إطار التعاون المشترك للنهوض بمهنة الكلمة بما يليق بأحلام وطموحات الشعبين المصري والعماني من أجل صحافة حرة وقادرة، صحافة تجمع ولا تفرق، تكون صوتا للشعوب ورغبتها في التطور والارتقاء.
وأوضح البلشي خلال كلمته أن اللقاء لا يعدو فقط كونه لقاء مهنيًا على مستوى الصحافة والإعلام ولكنه لقاء بين أشقاء وبين حضارتين، مضيفا: “مثلما تضرب الحضارة المصرية بأسسها في عمق التاريخ الإنساني بكل تنوع تاريخها المجيد منذ العصر الفرعوني، فإن سلطنة عمان كانت عبر التاريخ محطة مهمة تتقاطع فيها القوافل التجارية القادمة من بلاد آسيا والشرق الأقصى إلى الوطن العربي وأوروبا، ما جعلها جسرا مهما بين حضارات متعددة”.
وتابع أن عمان كانت موطنا لحضارات تركت آثارًا وإرثًا إنسانيًا تم وضعه على لائحة التراث العالمي، وكان لسلطنة عمان دور مهم في التواصل العربي الإفريقي عندما امتد حكم سلطنة عمان إلى زنجبار بالشرق الإفريقي سنة 1832 ميلاديًا، وكان هذا ربما الامتداد العربي الأهم للأرض العربية خارج الجزيرة وديار العرب التقليدية.
وأضاف أن الصحافة المصرية والعمانية من بين الأقدم في العالم العربي فبينما بدأت الصحافة المصرية منذ نهاية القرن الثامن عشر قبل قرنين وربع من الزمان فإن النصف الثاني من القرن التاسع عشر شهد ميلاد الصحافة العمانية، والتي بدأت مع جلب مطبعة سلطانية إلى زنجبار سنة 1872، لذا فإننا نسعي من خلال لقاءنا اليوم أن نُحيي جسر التعاون بين أبناء المهنة في البلدين وفي البلدان العربية، بأنشطة نخطط لها بشكل مشترك، لنستكمل معا رحلة طويلة من نضال الصحفيين في البلدين من أجل الارتقاء بمهنتنا.
وتابع: “ونحن نتذكر هذا الدور فنحن نقدر لجمعية الصحفيين العمانية أن تكون القاهرة ونقابة الصحفيين المصريين أول ما تبدأ به نشاطها الخارجي في الدول العربية بما يشير لوضع خاص للعلاقات بين الصحافة في البلدين الشقيقين”.
وقال نقيب الصحفيين: “نحن نستلهم هذا الدور التاريخي لعمان ولصحافتها يسرنا أن نتشارك ونمد يد العون لهذا الجهد الكبير، وأن يكون توقيع بروتوكول التعاون مع جمعية الصحفيين العمانية بداية تدشين لأنشطة مشتركة تخدم شعبينا الشقيقين وأبناء المهنة الواحدة بكل ما فيها من مشاق وتحديات”.
بدوره قال عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية الأسبق: إنني سعيد جدا أن أشارك في هذا اليوم الذي يجمع الصحفيين من البلدين الشقيقين، كما استمعت لكلمات بليغة من الحضور.
وتابع: في الحقيقة نجد هناك أجيالا متتابعة في أرجاء العالم العربي استمتعت بقوة أدبية وقوة ناعمة مصرية تجمعت حولها الشعوب العربية الشقيقة، واليوم نحتفل بملتقى الصحافة المصرية العمانية، وهي خطوة أخرى نحو صياغة المسيرة المشتركة في هذه الفترة الحرجة في تاريخ الأمة العربية.
وأضاف: هناك آفاقا واسعة تفتح الآن، بين الشعبين وتطرح آفاقا إيجابية لهذه العلاقات وتبني علاقات استراتيجية بين الدولتين، وسط تقارير تفيد بازدهار العلاقات التجارية، وعلى المستوى الثقافي كان النشاط واضحا، وبصفة خاصة هذا النشاط الذي تقوده السفارة العمانية في مصر.
واستكمل: في المجال السياسي نجد أن تاريخ التآخي بين مصر وعمان تاريخ لامع ومضيء، ولا ننسى رفض عمان أن تقطع علاقاتها مع مصر مهما كانت الضغوط في ظروف سياسية سابقة، وكانت رمزا للاستثناء تأبى أن تبعد مصر عن محيطها العربي، وكانت السياسة الخارجية العمانية، إيجابية طول الوقت، فإذا بها تقوم بعمل مهم في إزالة الخلافات العربية، وقد شهدته خلال العقدين اللذين عملت فيهما بالخارجية المصرية، فضلا عن دور عمان وجهودها في فتح صفحات إيجابية بين الدول العربية، ونحن لا نحتاج إلى وساطات وسماسرة خارجيون يبحثون عن أعلى مكسب من الخلافات المشتركة.