توترات القوقاز| مخاوف من تحول قره باغ لسوريا جديدة.. وإيران تدخل على خط الصراع.. وتحركات روسية فرنسية لوقف إطلاق النار

حذر الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، من إمكانية تحول القوقاز إلى “سوريا أخرى” في حال استمر الوضع على ما هو عليه في إقليم قره باغ.

وقال سركيسيان، في مقابلة مع قناة “cnbc middle east” إنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه ستظهر مشكلة جديدة أمام المجمتع الدولي، يمكن أن نتخيل “سوريا جديدة” في القوقاز.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه المعارك بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم قره باغ المتنازع عليه، وسط تبادل اتهامات باستجلاب مرتزقة من سوريا للمشاركة في القتال.

وأعلنت أذربيجان، اليوم الخميس، أن المعارك التي تشهدها المنطقة منذ نهاية الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل 16 مدنيا وإصابة 55 آخرين في الجانب الأذربيجاني.

وقال مكتب المدعي العام الأذربيجاني، في تقرير، اليوم،  إن “الوحدات العسكرية الأرمنية تواصل إطلاق نيران المدفعية الثقيلة بشكل مكثف على المناطق (الأذربيجانية) المكتظة بالسكان”.

وأضاف أنه تم استهداف “البنية التحتية المدنية، والمباني السكنية، والمستشفيات، والمراكز الطبية، والمدارس ورياض الأطفال، والمباني الحكومية والمزارع”.

وقال التقرير إن القصف التي تنفذه القوات الأرمنية ألحق أضرارا بـ163 مبنى سكنيا و36 منشأة مدنية.

كذلك أعلن مكتب المدعي العام عن مقتل مدني أذربيجاني واحد صباح اليوم الخميس نتيجة قصف استهدف محطة قطارات في تارتار الواقعة داخل الحدود الأذربيجانية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية اليوم الخميس عن إسقاط ثلاث مروحيات تابعة لجيش أذربيجان، خلال الأعمال القتالية المتواصلة بين الطرفين في المنطقة المتنازع عليها.

وأعلن عسكريو جمهورية قره باغ، المعلنة من جانب واحد، عن إسقاط دفاعاتهم الجوية مروحية حربية تابعة لجيش أذربيجان وتحطمها في الأراضي الإيرانية المجاورة.

وذكرت وزارة الدفاع في الجمهورية المعلنة ذاتيا ولم تعترف بها أي دولة، في بيان لها أن الحادث وقع اليوم الخميس في القطاع الجنوبي من خط التماس مع القوات الأذرية.

ولفتت الوزارة إلى أن تحطم المروحية المنكوبة في أراضي إيران لم يكن حادثا متعمدا، مضيفة أن مثل هذه الحوادث “لا مفر منها” لكون الأعمال القتالية في قره باغ تجري على مقربة مباشرة من حدود الجمهورية الإسلامية، ونفت وزارة الدفاع الأذرية نفيا قاطعا إسقاط أي من مروحياتها وطائراتها في قره باغ.

ووصف المتحدث باسم الوزارة، فاغيف درغاهلي، في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية، إعلان جمهورية قره باغ المعلنة ذاتيا بأنه ليس سوى الكذب، قائلا: “كافة وسائل الطيران التابعة لنا حيز التنفيذ بالكامل وفي حالة الاستعداد القتالي القصوى”.

وقال رئيس جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد أرايك هاروتيونيان، إن الحرب الدائرة ضد جمهوريته، هي حرب ضد إيران أيضا.

وفي موجز صحفي عقده في مدينة ستيباناكيرت عاصمة جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد، قال هاروتيونيان: “أود أن أعلن أن إحدى الجهات المستهدفة بهذه الحرب هي إيران، لأن الحرب موجهة ضد هذا البلد أيضا”.

وأضاف أن حكومة الجمهورية على علم بالمشكلات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في شمال إيران، دون الخوص في التفاصيل.

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أن بلاده لن تسمح مطلقا في أن تحول الجماعات الإرهابية مناطق مجاورة لإيران إلى مراكز لتهديد الأمن القومي الإيراني.

كما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوقف فوري لإطلاق النار الدائر بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني كاراباخ، وعبرا عن مخاوفهما من إرسال تركيا مرتزقة من سوريا وليبيا للقتال في أذربيجان.

وقال الكرملين في بيان إن بوتن وماكرون بحثا في اتصال هاتفي الخطوات المستقبلية التي يمكن أن تتخذها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، للمساعدة في خفض التصعيد في الإقليم، وطالبا بحل الصراع بالطرق الدبلوماسية.

وقال مصدر بالرئاسة الفرنسية إن الرئيسين عبرا عن مخاوفهما بشأن إرسال مرتزقة سوريين إلى الإقليم ذي الغالبية الأرمنية، وفق “رويترز”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت، الأربعاء، إن مقاتلين سوريين وليبيين من جماعات مسلحة غير قانونية يجري إرسالهم إلى إقليم ناغورني كاراباخ، ذي الغالبية الأرمنية.

واشتعلت المواجهة منذ الأحد الماضي في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتجاوزت المعارك حدود الإقليم، مما ينذر بحرب شاملة بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، ودخلت تركيا على خط المعارك سريعا، وأعلنت دعمها صراحة لحليفتها أذربيجان.

 ولم تمض أيام حتى تواردت الإشارات عن إرسال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرتزقة إلى أراضي حليفته للمشاركة في المعارك. وقالت أرمينيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا بعثت بمرتزقة إلى أرض المعارك.

 ويقع الإقليم في قلب أراضي أذربيجان وعاصمته سيتبان كيرت، لكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ الحرب التي اندلعت بداية التسعينيات. ويقطن الإقليم نحو 150 ألف نسمة، ويمثل الأرمن حاليا نحو 95% من عددهم.

وأعلن الإقليم عام 1992 انفصاله عن أذربيجان من دون أن يحظى ذلك باعتراف أي دولة حتى أرمينيا، لكن الأخيرة لا تبخل في تقديم الدعم له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *