توترات القوقاز| اشتباكات حدودية بين أرمينيا وأذربيجان في “قره باغ”.. و”يريفان” تعلن الأحكام العرفية.. وتضارب حول الخسائر ومصدر الهجوم
اندلع قتال عسكري بين أرمينيا وأذربيجان، اليوم، حول منطقة قره باغ الانفصالية، اتهم فيه كل طرف الآخر ببدء الحجوم، وسط تضارب الأنباء حول حجم الخسائر من الطرفين والمدنيين، وتحركات دولية لإنهاء النزاع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، إن القوات الأرمنية أسقطت طائرتي هليكوبتر وقصفت 3 دبابات أذربيجانية، وأضافت أن القتال بدأ بهجوم أذربيجاني، لكن باكو قالت إن الجانب الأرميني هاجم وأن أذربيجان شنت هجوما مضادا.
وأعلنت الحكومة الأرمنية، الأحكام العرفية في البلاد والتعبئة العامة على خلفية التصعيد العسكري، وكتب رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان على صفحته في “فيسبوك”: “المواطنون الأعزاء، تم الآن بقرار من الحكومة إعلان الأحكام العرفية والتعبئة العامة في أرمينيا، أدعو جميع أفراد الاحتياط للحضور إلى مقرات المفوضيات العسكرية”.
وحذر باشينيان، في كلمة مسجلة ألقاها اليوم ، من أن التصعيد في قره باغ قد يخرج عن حدود المنطقة ويهدد الأمن الدولي، داعيا مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي على وجه العموم إلى التركيز على خطورة الوضع.
وقال: “أصبحنا على وشك حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز، ما يهدد بعواقب غير قابلة للتنبؤ. قد تخرج الحرب عن حدود المنطقة وتمتد إلى نظام أوسع. أدعو المجتمع الدولي إلى استخدام جميع آليات الضغط ومنع أي تدخل تركي في النزاع”.
بدوره، قال وزير الدفاع الأرمني دافيد تونويان إن “ردنا هذه المرة سيكون أكثر شدة من أي وقت مضى”، مؤكدا أن “الجيش الأرمني يمتلك كل الوسائل اللازمة لسحق عدونا مرة أخرى”.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان، أن آلاف المواطنين يريدون التسجيل كمتطوعين للذهاب إلى جبهات قره باغ، مضيفة في الوقت نفسه أنه ليست هناك حاجة حاليا لتجنيد متطوعين.
واتهم باشنيان في وقت سابق اليوم أذربيجان بشن هجوم على قره باغ، في حين أعلن رئيس أذربيجان، إلهام علييف: أن “القوات المسلحة الوطنية تشن عملية ناجحة لرد هجوم القوات الأرمنية على خطوط التماس في الإقليم”.
وقال علييف في خطاب بثه التلفزيون الحكومي: “الجيش الأذربيجاني يشن هجوما مضادا ناجحا، أسفر عن تكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلى جانب تحرير عدد من البلدات”.
وأعرب رئيس أذربيجان عن ثقته بأن تضع العملية العسكرية “حدا لاحتلال الأراضي الأذربيجانية”، وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية، بأن أرمينيا بدأت قصفا عنيفا لمواقع جيش أذربيجان، مضيفة أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرجي لافروف يجري اتصالات مكثفة لحث الطرفين على وقف إطلاق النار وبدء محادثات من أجل إعادة الوضع إلى استقراره، بعد تصاعد النزاع.
وفي وقت سابق من اليوم، دعت موسكو طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار، وسط تقارير عن تدهور الوضع الأمني في المنطقة بشكل حاد وسقوط ضحايا جراء القصف الذي يتعرض له الإقليم من كلا الطرفين.
ودعت فرنسا كلا من يريفان وباكو إلى وقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار على الفور بعد أن أعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون ديرمول، في بيان: “تشعر فرنسا بقلق بالغ بسبب المواجهة”، وتتشارك فرنسا والولايات المتحدة وروسيا في رئاسة مجموعة مينسك التي تتولى جهود الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان.
يذكر أن قره باغ هي منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.