تقرير لـ”واشنطن بوست”: إسرائيل تفتقر إلى “استراتيجية ما بعد الحرب” في غزة.. و”تسليح حماس” و”محور فيلادلفيا” و”الرهائن” أزمات تؤرق تل أبيب
وكالات
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأربعاء، تقريرًا أكد أن الكيان الصهيوني يفتقر إلى “استراتيجية ما بعد الحرب” في غزة.. ونقل التقرير عن جيش الاحتلال قوله إنه يبتعد عن تكتيكات القصف واسع النطاق، وإنه ينتقل إلى حملة أكثر تركيزًا من الغارات والاغتيالات المستهدفة، بغية القضاء على القيادة العسكرية لحركة حماس.
وقالت الصحيفة إنها تحدثت مع 7 مسؤولين وجنود احتياط حاليين وسابقين إسرائيليين، بشأن التقدم المحرز في الحرب وأهدافها النهائية. وطلب معظم المصادر عدم الكشف عن هويتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، يواصل الإصرار على أن القضاء التام على حماس يظل هو هدف الحرب، إذ قال، الخميس: “الأمر لا يتعلق فقط بضرب حماس، فهذه ليست جولة أخرى معها، بل نسعى لتحقيق نصر كامل”.. لافتة إلى أنه منذ بداية الصراع، كان القادة العسكريون يتبنون وجهة نظر أكثر واقعية، معتقدين أنه في ظل الظروف الحالية، يمكن إضعاف الحركة، لكن لا يمكن تدميرها.
وحسب “واشنطن بوست” فإنه في حين باشرت إسرائيل في تقليص عملياتها في غزة، فإن هذا التوتر غير المعلن بشأن استراتيجية ما بعد الحرب، بدأ ينتشر في الرأي العام، وفق الصحيفة.
واتهم غادي آيزنكوت، القائد الأعلى السابق للجيش الذي قُتل ابنه في غزة الشهر الماضي، نتانياهو في مقابلة أجريت معه مؤخرا، بسرد “حكايات طويلة” عن الحرب دون “االتوصل إلى إنجاز استراتيجي”.
لكن، حسب الصحيفة، فإن مسئول عسكري قال إن العملية البرية والجوية في غزة “فككت بشكل فعال غالبية ألوية حماس الخمسة (المكونة من 24 كتيبة تضم كل منها ما يصل إلى 1400 مقاتل)”، لافتا إلى أن (أكثر من 100 من القادة قتلوا)”، بالإضافة إلى مزاعم تقول إن 9000 مقاتل من حماس قد سقطوا خلال المعارك.
إلا أن الصحيفة تشير إلى أنه لا يزال زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، وكبار مساعديه طلقاء، في حين أن الحركة الفلسطينية لا تنشر أرقاما لعدد قتلاها في الحرب.
ونفى مسؤول في حماس الأرقام الإسرائيلية. وقال للصحيفة الأمريكية، متحدثاً بشرط عدم الكشف عن هويته، وتماشياً مع القواعد التي وضعتها جماعته: “أعتقد أن الإسرائيليين يحاولون تجميل إنجازاتهم”.
وطرحت واشنطن بوست سؤالا حول كيفية منع حماس من إعادة بناء قواتها، ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الوجود الأمني طويل الأمد، الذي من شأنه أن يجعل إسرائيل “مسؤولة عن المدنيين الفلسطينيين، ويعرض القوات لتهديدات مستمرة”، تم رفضه باعتباره “سيناريو كابوسي” من قبل معظم المؤسسة الأمنية.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، إنه “بدون جهد دولي منسق للحد من قوة حماس في غزة ما بعد الحرب، فإن خطر إعادة تجميع مقاتليها سيظل قائما إلى الأبد”.
وأضاف: “تم التعامل مع الجناح العسكري لحماس، وليس عناصرها السياسية، بكفاءة حتى الآن، لكن ماذا سيحدث الآن في قطاع غزة، وكيف سيكون رد فعل حماس سياسيا وعسكريا، وكيف ستعيد الحركة تنشيط قواتها.. كل ذلك لم يتضح بعد”.
وألمحت الصحيفة إلى الرغبة الصهيونية في السيطرة على محور فلاديلفيا لمنع تسليح الفلسطينيين، لكنها أضافت أن المسئولين المصريين يقاومون بالفعل خطة إسرائيلية للسيطرة على المنطقة العازلة على طول الحدود، التي تقول القاهرة إنه “انتشرت أنفاق التهريب فيها في الماضي”، حسب نص الصحيفة.
وفي شأن الأسرى تقول “واشنطن بوست”، إن هناك أيضاً القضية الملحة المتعلقة بأكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، حيث أقامت عائلات الرهائن مخيما في نهاية الأسبوع خارج منزل نتناياهو، ودعوا الحكومة إلى القيام “بكل ما هو ضروري لضمان إطلاق سراحهم”.. وفي الشهر الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ 3 إسرائيليين فروا من خاطفيهم.
وتعليقا على أزمة الرهائن، قال هين أفيغدوري على منصة إكس، الأحد، إنه “إذا تخلت دولة إسرائيل عن رهائنها، فإن 1200 جندي ومواطن قتلوا في 7 أكتوبر سيكونون قد قضوا عبثًا”.
وكانت زوجة أفيغدوري، وابنته البالغة من العمر 12 عاما، قد احتجزتا في قطاع غزة لمدة شهرين تقريبا قبل إطلاق سراحهما خلال هدنة إنسانية قصيرة الأمد في أواخر نوفمبر.. واختتم أفيغدوري تدوينته بالقول: “لا نصر دون عودة بقية الرهائن”.