تفاهمات إقليمية وتزامن مع زيارة “وفد الأسد” وموقف محرج بسبب خريطة “الخليج الفارسي”.. مشاهد من زيارة طحنون بن زايد النادرة لإيران
أثارت زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، لإيران العديد من ردود الفعل، خاصة أنها الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع لإيران منذ 2016، حيث شهدت تفاهمات إقليمية واقتصادية بين البلدين، في الوقت الذي تعرض المسؤول الإماراتي لموقف محرج حيث وضعت خلفه خريطة كتب عليها “خليج فارس” بدلا من “الخليج العربي”.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في تصريحات خلال استقباله مستشار الأمن القومي الإماراتي، اليوم الاثنين، إن إيران تدعم أمن دول الخليج، مضيفا: “العلاقات الجيدة مع دول المنطقة من أولويات سياستنا الخارجية، ويجب ألا تكون هناك عقبات أمام العلاقات بين البلدين المسلمين، إيران والإمارات، ونرفض أن تتأثر هذه العلاقات بالإملاءات الخارجية”.
ولفت إلى أن “سياسة أعداء دول المنطقة تنص على إثارة الهواجس بين الجيران، لكن هذه المؤامرة يمكن إحباطها من خلال التمسك بالحكمة التفاهم المشترك بين الدول الإقليمية”.
وتابع: “سياسة إيران القطعية تنص على حماية الشعوب الإسلامية، الصهاينة في المنطقة يسعون وراء أهدافهم المشؤومة، وأينما وجدوا موطئ قدم، فإنهم يحولونها إلى أداة للتوسع واثارة الفتن، وهذا يدعوا لحذر دول المنطقة”، معتبرا أن “أمن كل دولة في المنطقة مرتبط بأمن الدول الأخرى”.
وشدد رئيسي على أن “تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين يوفر الأرضية لازدهار العلاقات في مجالات أخرى”، في المقابل قال الشيخ طحنون بن زايد إن تنمية العلاقات مع إيران تعتبر أولوية للإمارات، مضيفاً أن الأمن والاستقرار المستدامان لن يتوفرا إلا عبر التعاون بين بلدان المنطقة، حسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
كما التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي بمستشار الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني، اليوم الاثنين، وقال شمخاني إن الاستقرار والأمن الدائم لن يتحقق إلا من خلال تعاون دول المنطقة، لافتا إلى أن “العلاقات الودية مع دول الجوار والتبادل الاقتصادي والتجاري والاستثمارات تعد من أولويات إيران في مجال السياسة الخارجية”.
كما أكد ضرورة عدم تأثر دول المنطقة بالتدخلات الخارجية، وأضاف: “يجب اعتماد الحوار والتفاهم بدل الاعتماد على النهج العسكري لحل الخلافات”.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورة لاستقبال شمخاني لطحنون بن زايد، وقد وضعت خلفه خريطة، كتب عليها “خليج فارس” بدلا من “الخليج العربي”.
وعلق الصحفي السعودي المعارض تركي شلهوب على الصورة في تغريدة عبر تويتر، قائلًا: “استقبلوه ووضعوا وراءه خريطة كتب عليها بالخط العريض “خليج فارس”.
وجاءت زيارة طحنون بعد أيام قليلة من إعلان المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن بلاده سترسل وفدا إلى إيران لبحث العلاقات بين البلدين وتحسينها.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” بأن مستشار الأمن الوطني الإماراتي سيجري مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين خلال الزيارة، التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر المستجدات الإقليمية.
وكشف أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران تأتي في سياق ما وصفه بـ”إدارة الرؤى المتباينة”.
وكتب المستشار الرئاسي الإماراتي على حسابه في “تويتر” مشيرا إلى أن زيارة كبير مستشاري الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى إيران، تأتي “استمرارا لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية”.
وأوضح قرقاش أن بلاده تسعى إلى “تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية”، وذلك من خلال ما وصفه بـ”الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة”.
وقبل يوم من زيارة طحنون، اجتمع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس الأحد، بوفد من حكومة نظام الأسد، يقوده وزير الخارجية، فيصل المقداد، ونائبه، بشار الجعفري.
وفي مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مع فيصل المقداد، قال عبد اللهيان: “لا تقبل طهران بالحضور الأجنبي في سوريا وتعتبره مزعزعا لاستقرار المنطقة، ليس لدينا أدنى شك أن سوريا لا تساوم بشأن أمنها وتتصدى للهجمات الإسرائيلية”، مرحبا بعودة العلاقات الغربية والعربية مع سوريا.