تفاصيل لقاء وفد جبهة الحفاظ على النيل بممثلي السفارة الروسية (صدمة من موسكو.. وخطاب موقف)
عبدالغني: الإعلان عن اتفاقات عسكرية بين موسكو وأديس أبابا، في ظل تفاقم أزمة سد النهضة “،رسالة سلبية”
الزاهد يحذر من توظيف السد لإضعاف مصر وتسليع المياه: مصر لا تسكب الزيت على النار بل تتعرض لتهديد وجودي
كتب- محمود هاشم:
التقى أمس الأربعاء وفد من الجبهة الشعبية للحفاظ على نهر النيل بمكسيم روبن، القائم بأعمال السفير الروسي، وعدد من الدبلوماسيين في السفارة الروسية لشرح موقف الجبهة الشعبية من أزمة سد النهضة، واستيضاح موقف المندوب الروسي في مجلس الأمن الذي صدم الشعور الشعبي المصري.
وسلم المتحدث باسم الجبهة وعضو مجلس النواب السابق محمد عبدالغني، خطابا يتضمن موقف الجبهة من التطورات الأخيرة، شاملة تحفظاتها على الموقف الروسي، وقدم عرضا وافيا لموقف الجبهة الشعبية وطبيعة الأزمة وعدالة الموقف المصرى وهو ما أجمع عليه كل أعضاء الوفد.
وأكد عبدالغني عمق العلاقات المصرية الروسية في العديد من مجالات التعاون والتفاهم، موضحا في الوقت ذاته أن الإعلان عن اتفاقات عسكرية بين موسكو وأديس أبابا، في ظل تفاقم أزمة سد النهضة، قد يبعث برسالة سلبية إلى مصر، ينبغي توضيحها بشكل يحدد الموقف الروسي من الأزمة بشكل أدق.
وشدد رئيس حزب التحالف الشعبي مدحت الزاهد، على موقف الجبهة الشعبية للحفاظ على النيل وموقف حزب التحالف الشعبى الاشتراكى الرافض للهيمنة والاحتكار، واعتزازه بانتسابه الإفريقي والعربي والجنوبي، معربا عن صدمة الشعب المصري من موقف المندوب الروسي في كلمته خلال مناقشة أزمة سد النهضة في مجلس الأمن.
وأضاف أن تصريحات المندوب الروسي التي رفض فيها ما اسماها “لغة التهديدات وسكب الزيت على النار”، تجاهلت التهديد الوجودي الذي تتعرض له مصر نتيجة تعنت حكام أديس أبابا الذين رفضوا أى حلول توافقية تحقق مطالبهم في الطاقة والمطالب المصرية في المياه في إطار تعاون وتكامل إقليمي يعمق العلاقات بين شعوب القارة وحكوماتها.
وتابع: “مصر تعتز بانتمائها الإفريقي وتساند مشروعات التنمية، ولكن سد النهضة طرأت عليه تحولات زادت سعته من ١٤ مليار متر مكعب إلى ٧٦ مليار، بزيادة عدة أضعاف، كما غيرت طبيعته من سد كهرومائي إلى سد تخزين، فضلا عن شكوك كثيرة تتعلق بمعامل الأمان، ورفض أديس أبابا مبدأ الإدارة المشتركة للأنهار الدولية وللاتفاقيات التاريخية ذات الصلة”.
وأكد رئيس التحالف الشعبي أنه لم يحدث أبدا أن عارضت مصر إقامة مشروعات لتوليد الطاقة لا تلحق بها والسودان الأضرار، وأن الجبهة الشعبية تدعو لحلول للأزمات في إطار صيغ التعاون الإقليمي، لكن عقدا من الزمان كشف عن رفض إثيوبيا لمثل هذه الحلول وإصرارها على إغلاق الأبواب رغم كل ما قدمناه من تنازلات، مع أن إثيوبيا خلافا لما ذكره المندوب الروسي في مجلس الأمن لا تعاني أزمة مياه.
ولفت إلى أن معيار العدالة في توزيع المياه لا يتعلق بحصة كل دولة من مياه نهر ما، بل من كل مواردها المائية واحتياجات شعبها، وأن إثيوبيا لديها فائض مياه وفير، لذا فإن مشابهة سد النهضة بالسد العالي مغرضة، لأن مصر دولة المصب والسد العالى لا يحجز المياه عن أي دولة ولا يخصم من حصة أي طرف.
كما حذر من توظيف سد النهضة لإضعاف مصر وتسليع المياه، خاصة أن حكام إثيوبيا لا يخفون رغبتهم فى تسليع المياه وتسعيرها.
واستطر الزاهد: “الاتحاد السوفيتي ووريثه الروسي يحظيان بتقدير ورصيد كبير لدى الشعب المصرى نتيجة الدعم والتعاون المشترك لفترات طويلة وهو رصيد ينبغى أن نحافظ عليه، حتى لو كانت هناك خلافات مكتومة بين الحكومات ولا يجوز مواجهتها بمواقف ثأرية تبدد هذا الرصيد وتشوه الحقائق”.
واستكمل: كلنا امل ان تقوم روسيا بدور نشيط على اساس مبادىء العدالة ، لأن مواصلة حكومة اثيوبيا لمحاولات الهيمنة على النهر وتحويل النيل الأزرق لبحيرة اثيوبية هو بمثابة اعلان حرب ولا يجوز لأى طرف أن يرى نصف الحقيقة وأن تختلط عنده حالة الثانى والمجنى عليه الذى ترتب له كل الشرائع حق الدفاع عن النفس.
بدورها استعرضت النائبة أميرة صابر، ممثلة الحزب المصري الديمقراطي، عددا من النقاط في كلمة المندوب الروسي بمجلس الأمن خلال جلسة مناقشة أزمة سد النهضة، موضحة أنه ركز على ما أسماها حاجة ملايين الإثيوبيين للمياه، على الرغم من أن إثيوبيا هي بلد المنبع، كما تحظى بالنصيب الأكبر من مياه النهر وموارد المياه بشكل عام.
وأبدت النائبة رفض الجبهة للخطاب الروسي بمجلس الأمن، الذي ادعى تهديد مصر باستخدام القوة، متجاهلا الخطاب المصري بالالتزام بالمسار التفاوضي نحو اتفاق ملزم، ومتجاهلا المخاوف المصرية من تأثيرات السد على حياة الشعبين المصري والسوداني.
وأكدت د. كريمة الحفناوي عمق العلاقات المصرية الروسية التاريخية والصداقة التي تشهد عليها المشروعات الوطنية مثل السد العالي ومحطة الضبعة، قائلة إن أي فشل للحل السلمي سيؤدى لصراعات خطيرة في المنطقة.
وقالت أمينة عبدالرحمن، من جبهة نساء مصر، إن المرأة المصرية لديها تخوفات شديدة من محاولة إثيوبيا وقف تدفق مياه النيل، ما يعني تهديد حياة ملايين السودانيين والمصريين، مضيفة أننا لا نعتدي على احد ولكن من حقنا الدفاع عن الحق فى الوجود والحياة.
وضم وفد الجبهة الشعبية للحفاظ على النيل، د. محمد عبدالغني المتحدث الرسمي للجبهة، مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عضوة الحزب المصري الديمقراطي أميرة صابر ، مصطفى الحجري نائب رئيس حزب الدستور، معتز قنصوة نائب رئيس حزب المحافظين، د. كريمة الحفناوي نائب رئيس الحزب الاشتراكي المصري، آمنة عبد الرحمن – جبهة نساء مصر.