تفاصيل أزمة إعدام الكتاكيت.. شعبة الدواجن: العجز في مستلزمات تربية الدواجن وصل لـ50%.. والزراعة: حالة فردية.. ونائب يتقدم بطلب إحاطة
نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن: ندفع تكاليف عمالة وأدوية ونفقات تربية والعلف غير متوافر..وإعدام الكتاكيت هدفه إنقاذ دورة الإنتاج
عبدالعزيز السيد: نقص مستلزمات الإنتاج أدى لعدم وجود الأعلاف وعدم تشغيل المصانع.. الأزمة الحالية أكبر من أنفلونزا الطيور
محسب: النقص سيتسبب في تراجع إنتاج الدواجن وارتفاع أسعارها وزيادة استنزاف العملة الصعبة لاستيراد اللحوم البيضاء
هشام الحصري: ملف أزمة صناعة الدواجن واستيراد الأعلاف على مكتب رئيس الجمهورية وسيكون هناك حل جذري خلال الساعات المقبلة
كتبت: ليلى فريد وصحف
شغلت أزمة إعدام الكتاكيت الرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لإعدام صغار الدواجن “الكتاكيت” في بعض المزارع، لعدم توافر الأعلاف، معتبرين إياه كارثة تهدد قطاع الدواجن في البلاد.
وقال ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن: “للأسف المشاهد حقيقية، بسبب عدم وجود أعلاف لإطعامها”.
وأضاف، أن إنتاج مصر كبير من الدواجن في وقت انعدمت فيه الأعلاف كالذرة والصويا بسبب تراكمها في الموانئ في انتظار الإفراجات الجمركية.
وعن دوافع التخلص من “الكتاكيت”، أوضح أن منتجي الدواجن يدفعون تكاليف عمالة وأدوية ونفقات تربية دجاج وفي الوقت ذاته العلف غير متوافر، ما دفعهم إلى إعدام الكتاكيت بهدف إنقاذ الدورة الإنتاجية.
وأعرب عن تمنيه سرعة الإفراج عن المواد العلفية لإنقاذ صناعة الدواجن وبمواد كافية حتى لا تكون هناك سوق سوداء وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وقال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن ما تم تداوله بشأن إعدام الكتاكيت على منصات التواصل الاجتماعي، كارثة بمعنى الكلمة.
وعن حجم أزمة نقص مستلزمات تربية الدواجن، أوضح أن هناك عجزا وصل لـ 50%، مشيراً إلى أنه رغم الإفراج عن 15% إلا أن ذلك لم يساهم في حل الأزمة.
وتابع: “عدم توفير مستلزمات الإنتاج أدى إلى عدم وجود الأعلاف وعدم تشغيل المصانع، الأزمة الحالية أكبر من أزمة أنفلونزا الطيور”.
ومن جانبه، وصف السيد القصير، وزير الزراعة، مشاهد إعدام الكتاكيت المنتشرة بأنها حالة فردية، لكنه لم ينف وجود أزمة بالفعل.
وقال القصير في تصريحات تلفزيونية، إن إعدام الكتاكيت ظهر في فيديو واحد وغير متكرر ولا يعرف مصدره، وأضاف: “أهل الشر كتير”.
وأكد وزير الزراعة أن تصريحاته لا تعني عدم وجود أزمة، لكنها موجودة بالفعل، داعيا للأخذ بعين الاعتبار الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأشار إلى أن الأزمة العالمية الحالية، أدت إلى تقليل عمليات الشحن والتوريد للذرة وفول الصويا وأسعار الشحن والتأمين وغير ذلك.
وقال الوزير إن الظروف التي يعاني منها العالم حاليا قللت عمليات الشحن للذرة وفول الصويا التي تستورد منها مصر كميات كبيرة تصل إلى نحو 7 مليون طن ذرة وثلث الكمية صويا.
وأشار إلى أن الحكومة بدأت إحداث إفراجات في الذرة والصويا وصلت إلى 50 مليون دولار في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري.
وفي السياق نفسه تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بشأن أزمة إعدام ملايين الكتاكيت بسبب نقص الأعلاف في الأسواق، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي المصري من اللحوم البيضاء.
وقال محسب في طلبه، إنه انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الفيديوهات، لبث مباشر يظهر فيها إعدام ملايين الكتاكيت دون رحمة أو شفقة، بسبب نقص الأعلاف بالأسواق، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج؛ مما دفع بعض مربي الدواجن إلى التخلص من الكتاكيت، في مشهد شديد القسوة.
وتابع أن هذه الجريمة تهدد مستقبل الثروة الداجنة في مصر، بالإضافة إلى العبث بالأمن الغذائي المصري، الذي عملت الدولة على مدار السنوات الماضية على حمايته في مواجهة الأحداث العالمية المتتالية.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الأزمة تكمن في نقص الأعلاف في السوق وهو ما دفع بعض المربين لإعدام الكتاكيت، مشيرا إلى أن نقص عدد الكتاكيت سيتسبب في تراجع انتاج الدواجن في المستقبل القريب، ومن ثم ارتفاع أسعارها، وزيادة استنزاف العملة الصعبة لاستيراد اللحوم البيضاء لتلبية احتياجات الطلب المتزايد على الدواجن والبيض.
وطالب محسب، الحكومة بالتحرك الفوري لحل الأزمة، وسرعة استيراد مستلزمات الأعلاف وتشديد الرقابة على التجار الذين يستغلون الموقف ويرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث وصل سعر الأعلاف إلى 16 ألف جنيه للطن بدلا من من 7400 جنيه، بسبب ارتفاع مستلزمات التصنيع، وتوفير العملة الصعبة اللازمة لحل أزمة الأعلاف المتكدسة في الموانئ بسبب نقص الدولار.
وأضاف أن سعر طن فول الصويا وصل إلى 17 ألف جنيه مقارنة بنحو 9 ألاف جنيه قبل الازمة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الذرة الصفراء من 5 ألاف جنيه إلى 9 آلاف جنيه، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف صارم وحازم ضد من أقبلوا على ارتكاب هذه الجريمة بإعدام ملايين من الكتاكيت، والترويج لهذا الفعل الذي يهدد مستقبلنا الغذائي.
واختتم محسب: “ربما تكون هذه الأزمة بداية للتفكير في زراعة مدخلات إنتاج الأعلاف محليا للتغلب على أزمة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، أو توفير بدائل تصلح لغذاء الدواجن”.
دوره قال النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن ملف أزمة صناعة الدواجن واستيراد الأعلاف على مكتب رئيس الجمهورية، وسيكون هناك حل جذري خلال الساعات المقبلة بعدما تفاقمت الأزمة، متابعًا: “غدًا سنعلن خبر سار بشأن الأزمة”.
وأضاف الحصري، أن اللجنة عقدت اجتماعًا لمتابعة الأزمة وحلها، وجرى الحديث مع وزير الزراعة ورئيس مجلس الوزراء.