تطوير القاهرة التاريخية| السيسي يكلف ببدء التنفيذ.. والهيئة الهندسية تتولى الأعمال.. و3 اختيارات لتعويض الشاغلين
مدبولي: تعويض الشاغلين المستحقين عينيا بوحدات بديلة أو ماليا أو منحهم تكلفة إيجار سكن بديل لحين الانتهاء من أعمال التطوير
التطوير يضم المنطقة حول مسجد الحسين وخان الحسين للحرف وشارع الأزهر ودرب اللبانة وباب زويلة ومنطقة مسجد الحاكم بأمر الله
أعلنت الحكومة خطواتها التمهيدية لبدء الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير القاهرة التاريخية، مشيرا إلى أنه تم عرض عدد من المخططات المقترحة لعملية التطوير على الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كلّف بالبدء في تنفيذ المشروع على الفور، حيث ستتولى الهيئة الهندسية التنفيذ بالتنسيق مع استشاريي المشروع.
وكلّف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، محافظ القاهرة خالد عبدالعال، بحسب بيان أمس، بحصر حدود المناطق التي تشملها عملية التطوير، والملكيات الموجودة والمنشآت واستخداماتها، مع تعويض الشاغلين المستحقين عينيا بوحدة بديلة أو ماليا أو من خلال منحهم تكلفة إيجار سكن بديل لحين الانتهاء من أعمال التطوير، وبعدها يمكن عودتهم، مثلما حدث في حالة تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، أو في منطقة تل العقارب التي تحولت إلى روضة السيدة.
مدبولى، أكد في تصريح سابق، في 15 ديسمبر الحالي، أن أهداف التطوير للبيئة العمرانية للمدينة القديمة تتمثل في الارتقاء بالفراغات المفتوحة، وأعمال الرصف والإنارة، وإعداد اللافتات، مع توفير خدمات سياحية وثقافية ومجتمعية، والارتقاء بالواجهات وإحياء والحفاظ على النسيج الأثري للقاهرة التاريخية، وتحسين الحالة البيئية من خلال إٕدارة المخلفات الصلبة، وإعادة التأهيل العمراني للمباني التراثية وإعادة الاستخدام الملائم لها مع تحسين الإمكانات السياحية.
وتتمثل الأهداف الاجتماعية والاقتصادية لتطوير القاهرة التاريخية في الحفاظ علي الحيوية الاجتماعية الاقتصادية للنسيج العمراني من خلال الارتقاء بالأنشطة القائمة، خاصة الأسواق والحرف اليدوية التقليدية كعمود فقري للمنطقة، وتشجيع دور السكان المتواجدين بالمنطقة ورفع الوعي العام في عمليات إحياء المناطق التاريخية، ودعم توفير الاستثمارات والوظائف والتشغيل في الانشطة السياحية والحرفية والثقافية.
وفي ديسمبر 2019، أعلن وزير الإسكان عاصم الجزار، عن مشروع كبير لتطوير القاهرة التاريخية، لإعادة إحياء وتوظيف الأراضي المتداعية داخل المنطقة لتتوجه بشكل أساسي إلى إنشاء أنشطة واستخدامات بديلة، تؤكد على دور القاهرة كمركز ثقافي حضاري سياحي.
ولفت الوزير إلى أن المخطط العام للفكرة التصميمية لمشروع التطوير يتضمن إقامة منطقة الثقافة والفن، تتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلاً عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز علي جذب نوعية المطاعم التي تقدم المطبخ المصري التقليدي، هذا إلى المطابخ الأخرى العربية والعالمية.
أما مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروعات اللواء خالد مبارك، استعرض أمس، الإجراءات التي تم اتخاذها تمهيدا للبدء في مشروع تطوير القاهرة التاريخية، موضحا أن استراتيجية التطوير تتركز في تطوير المدينة القديمة بحيث تمد سكانها وزوارها بتجربة تاريخية متميزة تعتمد على ثرائها التاريخي.
وأضاف أن أعمال التطوير تتضمن الحفاظ على المباني الأثرية وذات القيمة، وإعطاء الأولوية لترميم المباني التاريخية وإحياء النسيج العمراني التاريخي للمنطقة، وتشجيع استخدام شوارع المنطقة التاريخية كممرات مشاة وإعادة تنظيم حركة المركبات وتوفير مناطق انتظار للسيارات، وإحياء الشخصية الاجتماعية والثقافية والحضارية للمنطقة من خلال تراثها الملموس.
ولفت إلى أن المشروع يشمل تطوير محاور الحركة والوصول، من خلال خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافي للقاهرة التاريخية بحواضرها لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة، وإعادة تنظيم حركة سير المركبات على النطاق الأوسع من المدينة التاريخية مع تحسين شبكة الطرق وتوفير مناطق انتظار للسيارات مع الحرص على عدم تقطيع روابط المدينة القديمة بمحاور مرورية.
كما عرض مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروعات أهم المناطق المقترحة التي ستشملها عملية التطوير والتي تضم إعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين، ومنطقة خان الحسين للحرف اليدوية، وإنشاء جراج ميكانيكي وتطوير المنطقة بشارع الأزهر، ومنطقة درب اللبانة، ومنطقة باب زويلة، ومنطقة مسجد الحاكم بأمر الله، حيث أعد مخططات التطوير كل من الاستشاريين: المهندس محمد الخطيب، والدكتور صلاح ذكي، والدكتورة ناييري هامبيجيان.
كما استعرض اللواء خالد مبارك الوضع الراهن للمنطقة المحيطة بمسجد وساحة الحسين، وأمثلة للمباني التراثية المراد رفع كفاءتها وترميمها، وكذلك الوضع الحالي لخان الحسين للحرف اليدوية، الذي من المقرر أن يشمل أنشطة حرفية، وتجارية سكنية، وسياحية، وترفيهية، كما سيتم إعادة تأهيل المباني السكنية لرفع كفاءتها.
كما عرض مقترح إنشاء الجراج الميكانيكي، وكذلك أشار إلى المخطط العام التفصيلي لتأهيل وإحياء منطقة درب اللبانة، والذي سيشمل إعادة ترميم واجهات المباني، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية، والثقافية، إلى جانب إنشاء فندق، وسوق تجاري، وموقف للسيارات، كما عرض مقترح التأهيل المعماري لمنطقة باب زويلة على مساحة 64 ألف م2، حيث أشار إلى الوضع الراهن للمنطقة واستعمالات الأراضي بها، واشتمل مقترح التطوير على عدة مشروعات منها: إقامة مركز حرف يدوية، وفندق وكالة نفيسة البيضاء، وإنشاء مركز ثقافي بتكية الكلاشني، و مركز فنون تشكيلية، وجراج متعدد الطوابق.
وتناول مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروعات مقترح التأهيل المعماري لمنطقة مسجد الحاكم، على مساحة 52 ألف م2، والذي يشمل إقامة فنادق تراثية إحياء لوكالات قديمة مندثرة، وإنشاء جراج متعدد الطوابق، وساحة رئيسية، وساحة أنشطة سور القاهرة، ومطاعم وأنشطة سياحية وتجارية.
وفي 21 أغسطس، أعلن الجزار أنه يجري إعداد مشروع دعم إدارة وتطوير المناطق المفتوحة بمدينة القاهرة، لتطوير منظومة الفراغات العامة والمناطق المفتوحة بمدينة القاهرة، وتحسين مستوى جودة الحياة للمواطنين، وإتاحة مناطق حضارية تتيح لهم التنزه وممارسة الأنشطة المختلفة، موضحاً أن إعداد هذا المشروع يأتى فى إطار جهود وزارة الإسكان لتطوير القاهرة التاريخية، بما يسمح بعودتها لأداء دورها التاريخى والثقافى والسياحى والأثرى، لتتكامل مع مركز ريادة المال والأعمال “العاصمة الإدارية الجديدة” الجارى تنفيذه حالياً ليشكلا معاً “العاصمة الجديدة” للدولة المصرية الحديثة.
وفي 10 نوفمبر، وأوضح الدكتور محمد الخطيب، استشاري التطوير، أن خطة تطوير القاهرة التاريخية، تستهدفُ تعزيز الربط بين المناطق التاريخية، من خلال نظم نقل عام متنوعة صديقة البيئة، ومسارات تدعم حركة المشاة والدراجات، وتُقلل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة، فضلاً عن التعامل مع الإطار التاريخي الأشمل للقاهرة التاريخية، وإعادة التواصل بين حقب القاهرة المتعاقبة زمنياً ومكانياً وربط الملامح التاريخية والثقافية والطبيعية التي عاشتها المدينة قديما وحديثا، من خلال نسق معماري وعمراني يربط بينها ويشكل مقصدا تراثيا ثقافيا سياحيا جاذبا.
وأشار الخطيب إلى أن التطوير يهدف إلى استغلال الميزة النسبية للقاهرة التاريخية كموقع تراث عالمي، في إحياء واستعادة دور القاهرة كمدينة حية للتراث والثقافة والترويح، من خلال خلق مقصد سياحي تاريخي استثنائي وإعادة التواصل بين مراحل نمو القاهرة التاريخية، وإيجاد أنشطة ترتبط بالتاريخ والفن والثقافة والحرف والنمو التجاري والسياحة والترفيه.
وأكد أن الحفاظ علي المباني الاثرية وذات القيمة سيكون من خلال التوظيف الملائم واعادة استخدامها، كما يستهدف الترميم الحفاظ علي النسيج العمراني التاريخي للمنطقة والتطوير العمراني الشامل لها بما يشمل الارتقاء بالبنية التحتية، مع تطوير الواجهات داخل القاهرة التاريخية بما يلائم طابعها التاريخي الاستثنائي، وتشجيع استخدام شوارع المنطقة التاريخية كممرات مشاه وتوفير مناطق انتظار سيارات.
وتم استعراض أبرز المباني التاريخية بالمواقع المستهدفة، والتصورات المستقبلية لتطوير هذه المناطق، ومنها إحياء الحرف اليدوية مثل نسيج الخيامية، واقامة مركز ثقافي للزوار، وفندق سياحي، كما تم استعراض التصور المقترح لتطوير منطقة مسجد الحاكم، والتي تتمتع بمزايا من أبرزها كون أغلب المباني الاثرية بها في حالة جيدة وتم ترميم أغلبها كمسجد الحاكم وبوابتي النصر والفتوح، كما يتركز بها عدد كبير من الوكالات الاثرية المعروفة كوكالة قايتباي، ووكالة كحلا، ووكالة اودة باشا ، ووكالة بازرعة.