تطورات سد النهضة| رفع التقرير الموحد للاتحاد الإفريقي.. وسفير أديس أبابا الجديد يطمئن المصريين.. وأمريكا توقف 130 مليون دولار مساعدات لإثيوبيا
يعقد ممثلو مصر وإثيوبيا والسودان، اليوم الجمعة، جلسة جديدة من محادثات سد النهضة ، تشمل رفع تقرير إلى رئيس جنوب إفريقيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، يضم نسخة موحدة لملاحظات الدول الثلاث، بشأن اتفاق نهائي، ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد.
وفي ندوة حوارية لشباب من المصريين بالخارج، أمس الأول، أكد وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي على أهمية وجود اتفاق يؤدي إلى التكامل الإقليمي بين الدول الثلاث، بما يؤدي إلى تحقيق رفاهية شعوبها.
وقالت وزيرة الدولة للهجرة نبيلة مكرم إن المصريين بالخارج يلعبون دورا بارزا في مختلف مراحل مفاوضات مصر في سد النهضة، وكان لهم عددا من المواقف المشرفة والداعمة لحق مصر في الحفاظ على نصيبها من مياة نهر النيل، بدأت بتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية أمام البيت الأبيض الأمريكي نددوا فيها بما سيخلفه بناء سد النهضة من أضرار على مصر، كذلك مشاركتهم في عدد من الحملات الإلكترونية التي تحمل نفس الموقف، وكان أبرزها حملة “النيل حياتنا” التي أطلقتها وزارة الهجرة، لتأكيد حقوق مصر التاريخية والشرعية في مياه النيل، وتضمنت هذه الحملة إخراج فيلم تسجيلي عن حق مصر في مياة النيل وجرى إخراجه بـ7 لغات هي: “الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية والصينية”، إضافة إلى اللغة العربية، بهدف إيصال صوت مصر للمجتمعات الخارجية.
وأعلنت سفارة إثيوبيا بالقاهرة أن سفيرها الجديد ماركوس تيكلي ريكي قدم أمس الخميس، صورة من أوراق اعتماده إلى الخارجية المصرية، حيث أكد أن محادثات سد النهضة تسير بشكل جيد.
وقالت السفارة إن السفير ماركوس نقل أثناء اللقاء رسالة تحية وتقدير للشعب المصري، معربا عن تمنيات الحكومة والشعب الاثيوبي للحكومة والشعب المصري، دوام الاستقرار والازدهار.
وأوضح أن مهام عمله في مصر تتركز على تعزيز العلاقات بين الشعبين، وذلك من خلال التعاون في المجالات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن تحسين العلاقات الساعدة بين البلدين على مر التاريخ، وأكد أن المحادثات التي تجرى بين إثيوبيا ومصر والسودان حول سد النهضة في حالة جيدة.
ووافق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على خطة لوقف المساعدات التي تقدمها بلاده إلى إثيوبيا، في الوقت الذي تحاول به إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط في نزاع مع مصر والسودان بشأن الملف الشائك.
ووفقا لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، يتعلق القرار الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع بـ130 مليون دولار من المساعدات الخارجية الأمريكية لإثيوبيا، فيما كشف مسؤولون أن تفاصيل خفض المساعدات لم يتم تحديدها بعد.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين وأعضاء في الكونغرس، قولهم إن الدعم الأمريكي الذي سيتوقف سيشمل مساعدات أمنية ومعونات لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر وتطوير التعليم والتدريب العسكري، فيما لن تشمل أعمال الإغاثة الإنسانية والمساعدات الغذائية والصحية.
وتهدف الخطوة الأمريكية وفقا للمصدر إلى الضغط على أديس أبابا، لمعالجة الأزمة الناشبة مع مصر والسودان بخصوص سد النهضة، علما أن الولايات المتحدة دخلت قبل أشهر على خط الوساطة بين الدول الثلاث.
وكانت إثيوبيا أعلنت بشكل أحادي ومفاجئ في شهر يوليو الماضي، أنها أنهت المرحلة الأولى من ملء خزان السد بالمياه، في خطوة أثارت تحفظات كبيرة من جانب القاهرة والخرطوم، وقال مسؤول أمريكي لـ”فورين بوليسي” بخصوص المفاوضات: “لا يزال هناك تقدم، وما زلنا نرى طريقا قابلا للتطبيق للمضي قدما”.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد زار الخرطوم الثلاثاء لمناقشة قضية السد مع الجانب السوداني، وكان بومبيو في المدينة ذاتها وفي اليوم نفسه للقاء رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لكن الاثنين لم يلتقيا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صدر بعد زيارة بومبيو للعاصمة السودانية: “اتفق بومبيو وحمدوك على أن تحقيق اتفاق مفيد بين السودان وإثيوبيا ومصر بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي أمر حاسم للاستقرار الإقليمي”.
وبعد زيارة أبي، أصدرت الحكومتان الإثيوبية والسودانية بيانا مشتركا جاء فيه أن الجانبين “سيبذلان كل جهد ممكن للتوصل إلى نتيجة ناجحة للمفاوضات الثلاثية الحالية.
في سياق آخر، غمرت مياه الفيضان مناطق عديدة من مدن العاصمة السودانية الثلاثة – الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحري. ووصلت المياه إلى أنفاق ومباني بمنطقة المؤسسات الحكومية في وسط الخرجوم.
وغطت المياه أجزاء كبيرة من أحياء سكنية في الخرطوم وأم درمان، واضطر السكان إلى تكسير حوائط المنازل لوقف انهمار المياه إلى داخل الأحياء.
وسجل نهر النيل، يوم الخميس، أعلى مستوى منسوب منذ أكثر من 100 عام حيث بلغ 17.43 متر مقارنة ب 17.26 مترا عند فيضان العام 1946 الشهير والذي كان الأكبر في تاريخ السودان الحديث.
وأعلن الدفاع المدني ومنظمات طوعية حالة الاستنفار القصوى في مواجهة الوضع الخطير الذي تعيشه البلاد، وفي ظل تدهور البنى التحتية اللازمة لتصريف المياه.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحفي إن الوضع خطير للغاية، ويحتاج تكاتف الجهدين الشعبي والحكومي، وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة المزيد من الارتفاع فى مناسيب النيل فى جميع القطاعات خاصة قطاعات الخرطوم وشماله.
وناشد الوزير المواطنين على ضفاف النيل وفروعه المساهمة فى حماية مناطقهم فى شكل نفير أو تضامن لحماية الفرقان والقرى بجانب اخذ الحيطة والحذر من ارتفاع مناسيب النيل .
وقال عباس إن علاقة سد النهضة بالارتفاع الحالي لمنسوب النيل في الخرطوم علاقة عكسية، وفيما توقع أن يسهم السد في انحسار موجة الفيضانات مستقبلا، أشار إلى أن التغير المناخي الذي تشهده المنطقة يشكل جزءا من أسباب الارتفاع الكبير في مناسيب النيل خلال السنوات الأخيرة.
وأرجع عبد الرحمن الزين صغيرون مدير إدارة مياه النيل رئيس لجنة الفيضان الارتفاع الكبير في منسوب النيل الأزرق إلى غزارة الأمطار فى الهضبة الإثيوبية، مشيرا إلى أن النيل الأزرق ارتفع فى الأيام الثلاثة الماضية بمعدلات تفاوتت بين 17 و 20 سنتيمترا وهي معدلات مرتفعة للغاية.