تطورات سد النهضة| أبي أحمد يبشر حمدوك بحل ودي.. ومصر تتبع”النفس الطويل”.. ومنسوب النيل بالخرطوم في أعلى مستوى منذ قرن
محمود هاشم
استقبل رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله الحمدوك، نظيره الإثيوبي أبي أحمد، في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، في وقت تستمر الخلافات بين السودان وإثيوبيا ومصر حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل.
ورأى رئيس الوزراء الإثيوبي خلال اجتماعه مع نظيره السوداني، أنه يمكن التوصل إلى حل بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) حول السد والحدود ودّيا من خلال المناقشات المستمرة بحسن نية، بحسب ما نقلت قناة “العربية” عن تفاصيل المناقاشات.
وقال حمدوك معلقا على اللقاء: “أُرحب بزيارة أخي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، نعمل ونأمل أن تقوي هذه الزيارة المصالح المشتركة وتُعمّق العلاقات بين بلدينا الشقيقين”.
وتسلم رئيس مجلس السيادة الإنتقالى في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس، أوراق اعتماد سفير
إثيوبيا بالخرطوم يبلتال أميرو.
وعقب تقديم أوراق إعتماده، ناقش السفير الإثيوبي مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأشار إلى أن زيارة أبي أحمد تعضد العلاقات الثنائية، وتعظم الأدوار المتبادلة بين البلدين والشعبين.
وعاد وزير الخارجية الإثيوبي، جيدو أندارجاتشو، للتصعيد الإعلامي، وزعم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، أن الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، “ادعاء وهيمنة ترفضهما دول المنبع”، وقال إن إثيوبيا لن تسمح لأي دولة “أن تسمح أو ترفض” استخدام مواردها الطبيعية.
وقال المتحدث باسم وزارة الري محمد السباعي، في تصريحات تليفزيونية إن مصر تتبع سياسة النفس الطويل للتفاوض سعيا لتقريب وجهات النظر وتحقيق المصلحة المشتركة للدول الثلاثة.
وأضاف أنه ما تزال هناك نقاط خلافية جوهرية سواء قانونيا أو فنيا بمفاوضات سد النهضة، حيث سيتم معرفة مدى حلها يوم الجمعة المقبل.
واستأنفت اللجان الفنية والقانونية من الدول الثلاث، أمس، أعمالها في التفاوض حول النسخة الأولية المجمعة المُعدة من مقترحات الدول الثلاثة.
وأوضحت وزارة الري أن المفاوضات تأتي في إطار محاولة التوصل لتوافق حول النقاط الخلافية وتقريب وجهات النظر، سعياً للتوصل لاتفاق متكامل لملء وتشغيل سد النهضة، وإعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب إفريقيا بوصفه الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقي يوم 28 أغسطس الجاري.
وتأتي هذه الاجتماعات كنتيجة للقمة الأفريقية المصغرة التي عُقدت يوليو الماضي، والاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والرى من الدول الثلاث، الذي عقد 16 أغسطس.
وقال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، محمد السباعي، أمس، إنه “خلال الأيام الأربع المقبلة سيتم تدارك أي ملاحظات للوصول إلى قرار نهائي”.
في سياق متصل، استقبل السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، أمس، ، سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في القاهرة وذلك لاطلاعهم على آخر المستجدات اتصالاً بمسار المفاوضات الجارية حول سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حيث أكد على حرص مصر على التفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوقها ومصالحها المائية ويراعى مصالح الدول الثلاث.
وأوضح لوزا للسفراء أن اهتمام مصر بإحاطة السفراء الأوروبيين بتطورات المفاوضات ينبع من حرصها على إطلاع المجتمع الدولي على آخر مستجدات التفاوض حول هذا الملف الحيوي، وكذلك من منطلق العلاقات الاستراتيجية التي تربط الاتحاد الأوروبي بأطراف التفاوض الثلاثة.
ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق. وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها، إذ إن نهر النيل يوفّر لها أكثر من 95 في المائة من حاجتها من مياه الري والشرب.
على جانب آخر، وأعلنت السلطات السودانية اليوم الثلاثاء أن منسوب النيل الأزرق في الخرطوم سجل أعلى مستوى له منذ أكثر من قرن من الزمان، حيث وصل إلى 32ر17 مترا.
وطبقا لوكالة الأنباء السودانية ( سونا ) اليوم ، كان أعلى ارتفاع سجل في الخرطوم منذ بدء تسجيل مناسيب النيل قبل أكثر من مئة عام حدث في اليوم الأول من سبتمبر الماضي وبلغ 26ر17 مترا .
ووفق الوكالة، سجل فيضان 1946 الشهير، والذي أحدث خسائر فادحة في البلاد، ارتفاعا بلغ 14ر17 مترا، أي أقل من مستوى اليوم بـ 18 سنتيمترا.
وأرجع مصدر في وزارة الري ارتفاع المنسوب في الخرطوم لزيادة معدل الامطار على الهضبة الإثيوبية خلال الأيام القليلة الماضية إضافة إلى ضيق مجرى النهر في المناطق الحضرية بسبب التوسع العمراني.
ودعا المصدر المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، مؤكدا أن الأجهزة الفنية المختصة تراقب الموقف على مدار الساعة من غرفة عمليات مركزية في الوزارة.