تطورات أزمة سد النهضة.. مصر تعلن فشل المفاوضات والسودان تهاجم إثيوبيا.. وأديس أبابا: الملء الثاني للسد في موعده (تفاصيل)
الخارجية: موقف إثيوبيا يكشف عن غياب الإرادة السياسية للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف
السيسي: بعض الأطراف تصر على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس
كتب- عبدالرحمن بدر
في تطور جديد بأزمة سد النهضة الإثيوبي أعلنت مصر فشل فشل جولة المفاوضات التي جرت في كينشاسا بين مصر والسودان وإثيوبيا حول أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، إن المندوب الإثيوبي رفض كل المقترحات التي تقدمت بها القاهرة والخرطوم، والمتمثلة في:
رفض مقترح للسودان بتأييد مصري بتشكيل رباعية دولية تقودها الكونجو الديمقراطية للتوسط بين الدول الثلاثة رفض مقترحات تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات رفضت إثيوبيا مقترحاً مصرياً بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونجولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن هذا الموقف يكشف مجددًا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً ولا ينطلي عليه.
وأكد السفير أحمد حافظ أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.
واختتم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية أكد خلال الاجتماعات التي عقدت في كينشاسا عن تقدير مصر للجهد الذي بذله الرئيس فيليكس تشيسكيدي في هذا المسار وعن استعداد مصر لمعاونته ودعمه في مساعيه الرامية لإيجاد حل لقضية سد النهضة بالشكل الذي يراعي مصالح الدول الثلاث ويعزز من الاستقرار في المنطقة.
من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية، ودون تقدير للتحدي العالمي المشترك الذي يمثله تغير المناخ وتداعياته.
جاء ذلك في كلمة للسيسي، الثلاثاء، خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس في الاجتماع رفيع المستوى الذي نظمه بنك التنمية الإفريقي بالتعاون مع المركز العالمي للتكيف تحت عنوان “حوار القادة حول التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ في إفريقيا” بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة.
بدوره قال فريق التفاوض السوداني حول سد النهضة الإثيوبي، عقب انتهاء المفاوضات التي احتضنتها كنشاسا على ثلاثة أيام، إن “تعنت إثيوبيا في يفتح كافة الخيارات لحماية أمن ومواطن السودان وفقا للقانون الدولي”.
وتابع الوفد السوداني في بيان، الثلاثاء: “رفضت إثيوبيا بإصرار كل الخيارات البديلة والحلول الوسطى التي تقدم بها السودان لمنح دور للشركاء الدوليين ممثلين في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة في تسهيل التفاوض والتوسط بين الأطراف الثلاث”.
وأضاف البيان: “أصرت إثيوبيا على مواصلة التفاوض بنفس النهج القديم الذي تم تجريبه منذ يونيو 2020 دون جدوى وألا يتابع المفاوضات سوى مراقبين يكتفون بالاستماع ولا يحق لهم التقدم بأي فكرة، أو مقترح لمساعدة المتفاوضين”.
وذكر البيان: “طرح السودان مقترح الوساطة الرباعية بعد ثلاثة أشهر من توقف المفاوضات لتعزيز منهجية التفاوض التي لم تحرز أي نجاح خلال دورة الاتحاد الافريقي السابقة”.
وأكد السودان، وفقا للبيان، خلال الاجتماع على خطورة الإجراءات الأحادية الجانب، خاصة بعد تجربة الملء الأول في يوليو الماضي التي الحقت أضرارا فادحة بالسودان تمثلت في شح مياه الري والشرب حتى في العاصمة الخرطوم عندما احتجزت إثيوبيا 3.5 مليار متر مكعب من المياه خلال أسبوع واحد فقط دون إخطار السودان مسبقا، في حين أنه من المتوقع تخزين 13.5 مليار هذا العام حسب الخطط المعلنة من الجانب الاثيوبي، وشدد السودان على ان هذا مهدد حقيقي لا يمكن قبوله.
واختتم البيان السوداني: “هذا التعنت الإثيوبي يحتم على السودان التفكير في كل الخيارات الممكنة لحماية أمنه ومواطنيه بما يكلفه له القانون الدولي”.
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إنه لا يمكن لأديس ابابا “الموافقة على أي اتفاق بشأن سد النهضة يحرم إثيوبيا من حقوقها المشروعة في استغلال مياه نهر النيل”.
وفي بيان صحفي لوزارة الخارجية الاثيوبية، أعلنت إثيوبيا عزمها المضي في الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، متهمة مصر والسودان بتقويض المفاوضات.
وأشارت الخارجية الإثيوبية في بيانها إلى أنها تتوقع استئناف المباحثات الثلاثية حول سد النهضة خلال الأسبوع الثالث من أبريل الجاري بناءً على دعوة رئيس الاتحاد الأفريقي.
وأكدت على موقف أديس أبابا الداعم لعملية تفاوضية ثلاثية بشأن سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي تحفظ مصالح إثيوبيا ومصر والسودان.