تصعيد جديد: إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله واتهامات دولية بانتهاك الهدنة
قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، موقعًا لحزب الله في جنوب لبنان، في انتهاك جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين. وزعم جيش الاحتلال، في بيان له، أن هذا القصف جاء ردًا على ما وصفه بخروقات حزب الله التي تشكل تهديدًا لإسرائيل وتنتهك التفاهمات القائمة بين الطرفين.
وأوضح البيان أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هاجمت منصة إطلاق صواريخ في منطقة مجدل زون، قال إنها شكلت تهديدًا مباشرًا. كما أفاد بتدمير قوات الاحتلال ذخائر في مناطق الخيام والصوانة وعيترون بجنوب لبنان، مشيرًا إلى أن قواته تعمل بشكل مكثف في المنطقة لمواجهة أي تهديد محتمل.
في المقابل، أعلن حزب الله يوم الإثنين الماضي عن تنفيذ عملية استهدفت موقعًا لجيش الاحتلال في منطقة كفرشوبا، ردًّا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف الأعمال العدائية. وجاء في بيان الحزب أن هذه الانتهاكات شملت إطلاق النيران على المدنيين، وتنفيذ غارات جوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين شهيد وجريح، إضافة إلى انتهاك مستمر للمجال الجوي اللبناني، بما في ذلك التحليق فوق العاصمة بيروت. وأكد الحزب أن عمليته كانت ردًّا تحذيريًّا على هذه الخروقات.
من جانب آخر، واجهت الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق الهدنة انتقادات دولية، حيث أعرب المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكستين، عن استيائه خلال حديثه مع مسؤولين إسرائيليين، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
كذلك وجهت فرنسا تحذيرات إلى إسرائيل من أن استمرار هذه الخروقات قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، حيث أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن باريس سجلت 52 انتهاكًا إسرائيليًا يوم السبت الماضي، وهو ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين لبنانيين. وتحدثت الصحيفة عن تجدد تحليق الطائرات المسيرة الإسرائيلية فوق بيروت، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة. هذا التصعيد يسلط الضوء على هشاشة وقف إطلاق النار في لبنان، ويثير مخاوف من اتساع دائرة المواجهات في ظل استمرار الانتهاكات وتبادل الهجمات بين الطرفين.