تصاعد التوتر بين واشنطن وبوغوتا بعد اتهامات متبادلة بين ترامب وبيترو وتهديدات بوقف المساعدات

درب

تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكولومبيا بعد تبادل حاد للتصريحات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكولومبي غوستافو بيترو، ما أثار مخاوف بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين التي طالما اتسمت بالتعاون في ملف مكافحة المخدرات.

الخلاف بدأ مطلع عام 2025 عندما رفض بيترو هبوط طائرات عسكرية أمريكية كانت تقل مهاجرين كولومبيين، معتبرًا أن واشنطن تتعامل معهم “كمتهمين”، قبل أن يتصاعد التوتر في سبتمبر حين أعلن ترامب إلغاء “شهادة” كولومبيا كشريك في مكافحة المخدرات، متهمًا بيترو بـ“الفشل” في الحد من إنتاج الكوكايين رغم حصول بلاده على مساعدات أمريكية سنوية تقدَّر بنحو 377 مليون دولار.

وفي أكتوبر، زادت الأزمة اشتعالًا عقب تنفيذ القوات الأمريكية عمليات عسكرية في البحر الكاريبي ضد قوارب يشتبه في تهريبها للمخدرات، ما أسفر عن مقتل مدنيين كولومبيين، من بينهم صياد. بيترو وصف الحادث بـ“الاغتيال” واعتبره “انتهاكًا للسيادة الكولومبية”، مطالبًا بتحقيق أمريكي رسمي.

ترامب رد بتصريحات وصفت بأنها “الأقسى” منذ توليه منصبه، إذ اتهم بيترو بأنه “زعيم تهريب مخدرات”، وهدد بوقف المساعدات العسكرية وفرض تعريفات جمركية جديدة على كولومبيا، متهمًا إياها بإنتاج نحو 70% من الكوكايين العالمي.

في المقابل، أدان بيترو تصريحات ترامب، واعتبرها “تشهيرًا سياسيًا”، معلنًا عزمه رفع دعاوى قضائية ضده في المحاكم الأمريكية، كما استدعت حكومته السفير الكولومبي من واشنطن احتجاجًا على ما وصفته بـ“التصعيد غير المسبوق”.

ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية تعكس خلافًا أعمق بين الجانبين، إذ يدعو بيترو — وهو يساري سابق — إلى نهج “السلام الشامل” عبر التفاوض مع الجماعات المسلحة واستبدال زراعة الكوكا بمحاصيل بديلة، بينما يصر ترامب على نهج “الضربات العسكرية” واعتبار الكارتلات “تنظيمات إرهابية”.

ويحذر محللون من أن استمرار التصعيد قد يهدد الشراكة التاريخية بين البلدين، ويفتح الباب أمام اضطرابات جديدة في منطقة أمريكا اللاتينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *