تصاعد التوتر بين لبنان وإسرائيل: انتهاكات متبادلة وارتفاع حصيلة الضحايا رغم الهدنة

كتب – أحمد سلامة

تصاعدت حدة التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع استمرار الانتهاكات المتبادلة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي بين إسرائيل وحزب الله. وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن إسرائيل خرقت الهدنة أكثر من 54 مرة منذ سريان الاتفاق، معتبراً أن هذه الانتهاكات تشمل تجريف المنازل في القرى الحدودية اللبنانية، والغارات الجوية التي استهدفت مناطق عدة في الجنوب اللبناني وأوقعت قتلى وجرحى، وأحدثها في “حوش السيد علي” في الهرمل وجديدة مرجعيون.

ودعا بري اللجنة الفنية المكلفة بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار إلى مباشرة عملها بشكل عاجل وإلزام إسرائيل بوقف خروقاتها والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها جنوب لبنان.

في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن تسع ضحايا على الأقل سقطوا في غارتين إسرائيليتين استهدفتا بلدتي حاريص وطلوسة جنوبي لبنان. وأوضحت أن الحصيلة شملت خمسة قتلى وجرحين في حاريص، وأربعة قتلى وجريحا في طلوسة، ما يجعل هذه الغارات الأكثر دموية منذ بدء الهدنة. وأكدت مصادر محلية أن الطيران الإسرائيلي قصف مناطق عدة، بينها جباع، حومين، نهر الليطاني، مرتفعات الريحان، وجبل صافي.

إسرائيل بدورها أعلنت أنها استهدفت مواقع وصفتها بـ”الإرهابية” في لبنان، وذلك رداً على إطلاق حزب الله قذيفتي هاون باتجاه موقع إسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بانتهاك الهدنة “بشكل خطير”، متوعداً برد قوي.

رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أكد أن الجيش على استعداد لتطبيق “خطط وأهداف جاهزة” في أي لحظة، مشيراً إلى أن القيادة الشمالية العسكرية أجرت تقييماً للوضع وجولة في المناطق الحدودية.

من جهتها، أصدرت المقاومة الإسلامية بياناً أعلنت فيه أن استهداف موقع “رويسات العلم” التابع لجيش الاحتلال في تلال كفرشوبا المحتلة جاء رداً دفاعياً تحذيرياً على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للهدنة. وأضاف البيان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مدنيين وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، مع استمرار الطلعات الجوية فوق الأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، مما يشكل خرقاً صارخاً للسيادة اللبنانية.يأتي هذا التصعيد وسط دعوات دولية لتهدئة الوضع وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، فيما تستمر الجهود المحلية والدولية لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة أشمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *