تصاعد أزمة انتخابات المهندسين قبل أيام من انعقادها.. وشكاوى من توجيهات بتصويت جماعي و”قوائم دوارة” لقيادات وزارات ومؤسسات حكومية (مستندات)
المهندس نادر شمس المرشح المستقل لـ”درب”: قيادات في “التعليم” و”الكهرباء” و”المقاولون العرب” وجهوا بحشد مهندسي شركاتهم في أتوبيسات الدولة للتصويت لقوائمهم
شمس: النقيب وقيادات شركات حكومية حشدوا للتصويت في انتخابات 2018.. وبعد نجاحهم لم يحضروا سوى جلستين طوال 4 سنوات
المجلس السابق علَّق ملفات أبناء المهنة خلال فترة عمله.. وعطل تمكين 7 مرشحين مستقلين من مقاعدهم رغم فوزهم وحصولهم على أحكام قضائية
كتب- عبد الرحمن بدر
تصاعدت حدة الصراع في انتخابات نقابة المهندسين لعام 2022، المقررة بداية من 25 فبراير الحالي، واستبقتها شكاوى موجهة لجهات عليا في الدولة من ممارسات توجيه وحشد للتصويت الجماعي باستغلال موارد الدولة للتصويت لصالح مرشحين، منهم مسؤولون في مناصب عليا، ما يؤثر بدوره على حظوظ المرشحين المستقلين.
وانتقد المهندس نادر شمس، المرشح المستقل على عضوية مقعد الكهرباء في النقابة الفرعية للمهندسين بالقاهرة، في تصريحات لـ”درب”، ما وصفه بالترشح الانتخابي المزدوج لقيادات بالصف الأول وأصحاب سلطة مختصة بعدد من الوزارات والشركات التابعة، منها: رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركات التابعة لها، ورؤساء شركات المياه والصرف الصحي والقيادات بها؛ مثل رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية وغيرها، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، وعدد من قيادات وزارة الإسكان، وغيرهم.
وأضاف أن عددا من القيادات المشار إليها، بالإضافة إلى آخرين، يصدرون تعليمات للمهندسين العاملين في مؤسساتهم التابعة للدولة، وعلى رأسها شركات الكهرباء والأبنية التعليمية والمقاولون العرب، للتصويت لصالح مرشحين بعينهم، عبر حشدهم في أتوبيسات جماعية، وتوزيع “قوائم دوارة” عليهم لاختيار الأسماء الموجودة بها، وفي الوقت نفسهم يوجهون مسؤولي شؤون العاملين بالتواجد بكشوف حضور وانصراف للتأكد من حضور الموظفين وتصويتهم لصالح مرشحين بعينهم.
وأوضح شمس أن “هذه الممارسات تعد حشدا للتصويت الجماعي في الانتخابات، واستغلالا لموارد الدولة في أغراض شخصية، ما يؤثر على تكافؤ الفرص مع المرشحين المستقلين، وبالتالي يضعف حظوظهم في المنافسة، لعدم امتلاكهم إمكانيات الدولة التي يستغلها رؤساء مجالس إدارات وقيادات الشركات الحكومية بالمخالفة للقانون”.
وتابع: “قدمنا شكاوى من حوالي 50 مهندسا، لمؤسسة الرئاسة ورئاسة مجلس الوزراء والنائب العام والرقابة الإدارية واللجنة المشرفة على الانتخابات، وأكثر من جهة للتدخل لمنع هذه الممارسات غير القانونية، خاصة أن هذه الوقائع تكررت في أوقات سابقة وعلى رأسها انتخابات النقابة في عام 2018، التي ترشح فيها المهندس هاني ضاحي على منصب النقيب العام، وتم الحشد له بسيارات تابعة لشركات الكهرباء بتعليمات من رئيس الشركة القابضة للكهرباء جابر دسوقي، وأخرى من هيئة الأبنية التعليمية لمساندة رئيس الهيئة، فضلا عن أخرى من شركة المقاولون العرب، وشركات بترول وإسكان”.
وواصل المرشح المستقل: “هذه الممارسات ترتب عليها حينها نجاح هؤلاء المرشحين، في حين أن نقيب المهندسين لم يزر النقابات الفرعية الـ25 طوال 4 أعوام إلا في مرات قليلة مؤخرا لدعم ترشحه في الانتخابات القادمة، كما لم يحضر عدد من الأعضاء ذوو المراكز المزدوجة بعد نجاحهم سوى جلسات محدودة، ومنهم لم يحضر سوى جلستين من 46 جلسة خلال الدورة السابقة بأكملها، نظرا لانشغالهم بوظائفهم العامة”.
وأكد: “الأمر أثر على العمل النقابى بالسلب، حيث تم تعليق النظر في العديد من الملفات الخاصة بأبناء المهنة، وعلى رأسها ملفات المعاشات والرعاية الصحية والنوادي والإسكان، الأداء النقابي أصبح محلك سر طوال هذه الفترة”.
وأشار شمس إلى أن “مجلس النقابة عطل تمكين 7 مرشحين مستقلين في مجلس النقابة الفرعية بالقاهرة، ومن بينهم المهندس أسامة زكي، والمهندس محمد شعبان، والمهندس شادي الصفتي، في الحصول على مقاعدهم وممارسة مهامهم، حتى نهاية الدورة النقابية، رغم فوزهم وحصولهم على أحكام قضائية واجبة التنفيذ بذلك”.
واستكمل: “نقابة المهندسين أصبحت خاوية على عروشها بإدارة وقرارات منفردة لا تمت بصلة للعمل النقابة، لعدم وجود أغلبية أعضاء مجلس النقابة ذوى المراكز المزدوجة، لذا نلتمس تحقيق العدالة والمساواة وللصالح العام طبقا للدستور وقانون الخدمة المدنية والقوانين المنظمة للعمل وكذلك مدونة سلوك وأخلاقيات الوظيفة العامة والقانون رقم 106 لسنة 2013 بشأن تضارب المصالح الذى ينص على عدم مزاولة أي أعمال أو القيام بأي نشاط من شأنه أن يؤدى إلى نشوب تضارب حقيقي أو ظاهري أو محتمل، وعدم استخدام الوظيفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة للحصول على مكاسب مادية أو أي شيء ذي قيمة لمصلحة شخصية خاصة به أو بعائلته، وخاصة أن هؤلاء الزملاء يمتلكون سلطة مختصة داخل جهات عملهم”.
يذكر أن اللجنة العليا لانتخابات المهندسين، برئاسة المهندس هاني محمد محمود، وزير الاتصالات الأسبق، ومستشار رئيس الوزراء، أعلنت، في بيان الثلاثاء الماضي، كشوف المرشحين النهائية لانتخابات نقابة المهندسين 2022، لجميع المراكز النقابية.
وبلغ عدد اللجان الانتخابية الفرعية بالمحافظات ٣١٧ لجنة فرعية، تتم تغطيتها بإشراف قضائي كامل، تضاف إليها ٢٥ لجنة عامة قضائية على شكل لجنة عامة واحدة لكل نقابة فرعية، بجانب اللجنة القضائية المركزية المشاركة مع اللجنة العليا لانتخابات النقابة.
وشهدت القائمة وجود عدد من قيادات الوزارات والهيئات والشركات التابعة، منهم نائب وزير الاتصالات، نائب وزير الإسكان، رئيس هيئة الأبنية التعليمية، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، رئيس الهيئة العامة لتعاونيات الإسكان وغيرهم.