“تشات جي بي تي” يعمل على مشروع للتحدث إلى الموتى رقمياً
يورو نيوز
بعد وفاة صديقها “آش” في حادث سير، تكتشف مارتا المفجوعة أن هناك شركة تعمل على إنتاج روبوتات بشكل بشر، مجهّزة بصوت وعادات وماضي الشخص المتوفي، وقد بنت كلّ ذلك اعتماداً على بياناته المحفوظة. هذا من مسلسل “بلاك ميرور”، أما التجربة الحقيقية، فبدأ بها ChatGPT في “مشروع ديسمبر” منذ 2021.
هكذا تبدأ الحلقة الأولى من الجزء الثاني للمسلسل الشهير “بلاك ميرور” [2013]، التي حملت عنوان “Be Right Back” [سأعود بعد قليل]، من كتابة وإخراج أوين هاريس.
فبعد وفاة صديقها “آش” في حادث سير، تكتشف مارتا المفجوعة أن هناك شركة تعمل على إنتاج روبوتات بشكل بشر، مجهّزة بصوت وعادات وماضي الشخص المتوفي، وقد بنت كلّ ذلك اعتماداً على بياناته.
بعيداً من المسلسل، منذ إطلاقه العام الماضي أذهل ChatGPT العالم وأخافه بشكل متزامن، بسبب بمعرفته العميقة وتعاطفه المفاجئ مع المرضى النفسيين وإمكانياته الهائلة التي لا يمكن إنكارها لتغيير العالم بطرق غير متوقعة، قد تكون نحو الأفضل أو الأسوأ.
“مشروع ديسمبر”
والآن، مع استمرار العمل على برنامج جديد من الذكاء الاصطناعي اسمه “مشروع ديسمبر”، يبدو أن هناك تجاربَ في هذا الحقل التكنولوجي لإحياء الموتى رقمياً، وإعادتهم إلى الحياة على شكل Thanabots، أي روبوتات دردشة “تمّ تسليحها وتجهيزها ببيانات الإنسان المتوفي”. والـThanatology مفردة إغريقية أساساً وهي تعني علم الموت.
ويبدو أن “مشروع ديسمبر” اجتزأ منها “Thana”، نسبة إلى Thanatos، إله الموت عند الإغريق، وأضاف إليها مفردة بوت [روبوت الدردشة أو اللعب إلخ].
لقد أطلق العالم جيسن روهرر “مشروع ديسمبر” عام 2021 بعدما صنع Avatar لشخصية شهيرة من أحد المسلسلات الأمريكية.
ولكن روهرر الآن يدعو مستخدمي الإنترنت إلى تزويد مؤسسته بكل البيانات حول شخص متوف من أجل صناعة “Thanabot” جديد له، أي روبوت دردشة مبني على بيانات الإنسان المتوفي.
في وقت مبكر من يوليو 2021، وصف المؤلف والصحفي جيسون فاغون التجربة مع “مشروع ديسمبر” بأنها مذهلة في نص طويل نشره في صحيفة “سان فرانسيسكو كرانيكل”.
وعلى مدار العام الماضي، حقق الذكاء الاصطناعي تقدماً مذهلاً ومخيفاً في عدّة مجالات وأصبح قادراً إنتاج الصور، الفيديو، أو الصوت [حتى صوت جون لينون] وقبل كل شيء النص والمعلومات.
وبالتالي، يقول خبراء اليوم إن تصميم روبوتات محادثة لمتوفين أو Thanabots ستكون مقنعة أكثر وأكثر مع تقدم هذه التكنولوجيا.
“قيامة رقمية”
تخزّن شركات التواصل الاجتماعي العملاقة من فيسبوك وإكس أو غيرها مثل آبل ومايكروسوفت وغوغل اتصالاتنا الرقمية وكلّ البيانات التي ننتجها يومياً، فإنه من المحتمل أن تعمل في السنوات المقبلة على بيع Thanabot يخصنّا نحن.
وترى ليا هنريكسون، المحاضرة في الوسائط الرقمية والثقافات في جامعة كوينزلاند، أن هذه التكنولوجيا قد تسمح مستقبلاً بتوفير المزيد من الدعم المناسب لأولئك الذين فقدوا إنساناً غالياً على قلوبهم، والمساهمة في فهم ثقافي للموت”.
غير أن هنريكسون تذكر بأن هذه الروبوتات ستكون مبنية على البيانات الرقمية التي أنتجها الإنسان خلال حياته، وهي ليست بالضرورة على ذلك القدر من الأصالة، إذ أن حياة الأشخاص الرقمية قد تكون في الواقع مختلفة جداً عن حياتهم الحقيقية.