ترامب يحوّل أموال البحث العسكري لدفع رواتب الجنود وسط أطول إغلاق حكومي منذ سنوات
كتب – أحمد سلامة
وسط إغلاق حكومي ممتد منذ أكثر من أسبوعين، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه سيوجّه أموالًا من ميزانية البحث والتطوير في وزارة الدفاع لدفع رواتب أفراد الجيش، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتخفيف تداعيات الجمود السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ويأتي القرار في ظل توقف صرف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، بعد أن تعطلت مفاوضات الكونغرس بشأن قانون تمويل مؤقت للحكومة الفيدرالية منذ الأول من أكتوبر الجاري، نتيجة خلافات حادة بين الحزبين حول بنود الإنفاق، خاصة ما يتعلق بتمديد الاعتمادات الضريبية المرتبطة بالتأمين الصحي.
وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال” إنّه “لن يسمح للديمقراطيين باحتجاز الجيش رهينة بسبب إغلاقهم الحكومي الخطير”، مؤكدًا أنه، بالتعاون مع وزير الدفاع بيت هيجسيث، خصّص موارد مالية لضمان استمرار دفع رواتب الجنود.
ووفقًا لتقارير صحيفة بوليتيكو، فقد تم تحويل نحو 8 مليارات دولار من حسابات مخصصة للبحث والتطوير والاختبار والتقييم داخل وزارة الدفاع لتغطية رواتب العسكريين، وهي سابقة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية.
ورحّبت النائبة الجمهورية جين كيجانز، وهي من قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية، بهذه الخطوة قائلة إنها “تجسّد الهدف من قانون ادفعوا لجنودنا”، داعية إلى إنهاء الإغلاق وعودة الحكومة للعمل.
لكن محللين حذروا من أن القرار يمنح الجمهوريين مهلة قصيرة فقط، بينما تقترب البلاد من موعد جديد حرج في نوفمبر المقبل، حين تبدأ شركات التأمين الصحي في إعلان أقساطها الجديدة، ما سيعيد الخلافات المالية إلى الواجهة.
يُذكر أن هذا الإغلاق هو الأطول منذ إغلاق عامي 2018-2019، الذي أشعلته حينها رغبة ترامب في تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك — إغلاق انتهى دون تحقيق هدفه السياسي.وفي الوقت الذي يستمر فيه الجمود في مجلس الشيوخ، يواجه رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون ضغوطًا متزايدة، بعدما وصف الإغلاق بأنه “قد يصبح الأطول في تاريخ أمريكا الحديث”، فيما يواصل الديمقراطيون رفض تمرير قرار التمويل المؤقت دون تضمين مطالبهم الاجتماعية.

