ترامب وهاريس في مناظرة ملتهبة: من الأكثر دعمًا للاحتلال؟”
في مناظرة حامية بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، تبادل الطرفان الاتهامات بحدة حول عدة قضايا، لا سيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط وإسرائيل، إلى جانب ملفات مثل أوكرانيا وروسيا، والهجرة، والاقتصاد الأمريكي.
هاريس دافعت بقوة عن موقفها الداعم لإسرائيل بقولها: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن المهم هو كيف تتصرف”. شددت على أن الحرب يجب أن تنتهي فوراً، لكنها لم تخفِ قلقها من طريقة تعامل بعض الأطراف مع النزاع. من جهته، هاجم ترامب هاريس بشدة، زاعماً أنها “تكره إسرائيل” وأنها إذا أصبحت رئيسة، فإن إسرائيل قد تختفي خلال عامين. وقال بثقة: “النزاع لم يكن ليبدأ أبداً لو كنت رئيساً”.
عندما تحدثت هاريس عن قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، أثنت على خطوة بايدن: “لقد فعل ما وعد به أربعة رؤساء”. بينما تجاهل ترامب هذا الملف بشكل كبير، مفضلاً الهجوم الشخصي على هاريس.
في قضية الحرب بين أوكرانيا وروسيا، أعلن ترامب أنه إذا تم انتخابه، سينهي الصراع “قبل أن يتولى الرئاسة”. وأضاف أن بايدن لا يعرف كيف يتعامل مع بوتين وزيلينسكي، وأنه الوحيد الذي يحترمه كلا الطرفين. أما هاريس، فأشادت بدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا واعتبرته جزءًا من المصالح الاستراتيجية، مؤكدة أن حلفاء الناتو مرتاحون لعدم عودة ترامب للسلطة، مشيرة إلى أن بوتين “كان سيحتل كييف لو كان ترامب رئيساً”.
ترامب هاجم الديمقراطيين، قائلاً إنهم “دمروا الاقتصاد” وأن هاريس لا تملك خطة لمكافحة التضخم. كما أشار إلى أن الصين استفادت من السياسات الاقتصادية الأمريكية السيئة خلال فترة رئاسة بايدن وهاريس. في المقابل، دافعت هاريس عن سياسات الإدارة الديمقراطية، مؤكدة أن ترامب ترك البلاد في أسوأ حالة اقتصادية منذ “الكساد الكبير”، وأن خططه الاقتصادية تهدف فقط لخدمة الأغنياء من خلال إعفاءات ضريبية.
عاد ترامب إلى حديثه المثير للجدل حول الهجرة، متهماً المهاجرين في أوهايو بأكل الحيوانات الأليفة للسكان. هذه الادعاءات أثارت موجة من الانتقادات والنفي من قبل المسؤولين المحليين، لكن ترامب استمر في استغلالها لرفع مستوى التوتر حول قضية الهجرة.
اختتمت هاريس المناظرة بتأكيدها أن الديمقراطية الأمريكية بعد رئاسة ترامب كانت في أسوأ حالاتها، وأنه إذا فاز مجدداً، فإن ذلك سيقود البلاد إلى مزيد من الانقسام. في حين اتهمها ترامب بأنها ماركسية وأنها ستغير كل شيء إذا وصلت للرئاسة.
نشرت مجلة “Responsible Statecraft” الأمريكية تحليلاً قالت فيه إن الشعب الأمريكي ينبغي له “أن يشعر بالخوف” بعد المناظرة الرئاسية، لأن المرشحان “يضعان الولايات المتحدة في المرتبة الأخيرة” في قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا. وأكدت المجلة أن ترامب وهاريس لم يثبتا فقط أنهما لا يمتلكان رؤى متماسكة للسياسة الخارجية، بل يشعران “براحة أكبر في التمثيل الإيمائي كما يفعلان بالفعل”، مستخدمين لغة كاريكاتورية محيرة عن بعضهما البعض، ولعبوا بسرعة كبيرة مع التاريخ والحقائق والأرقام بحيث أصبح النقاش غير متماسك على الإطلاق بشأن ما يجب القيام به في أوكرانيا وغزة.