تداعيات كورونا| قيود أوروبية جديدة لاحتواء الوباء.. ومدير “الصحة العالمية” يعزل نفسه.. ومصر تستعد للموجة الثانية
شددت ألمانيا الاثنين القيود الرامية للحد من تفشي كورونا المستجد في أوروبا والتي تثير غضب سكان في أنحاء القارة، بينما تزداد حدة أزمة الوباء في الولايات المتحدة.
وأصاب الوباء أكثر من 46 مليون شخص في أنحاء العالم وتسبب بما يقرب من 1,2 مليون وفاة، بينما يثير التفشي الخطير في أوروبا والولايات المتحدة المزيد من القلق حيال وضع الاقتصاد العالمي المتدهور أساسا.
وفي مسعى للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات في ألمانيا، أمرت المستشارة أنجيلا ميركل بفرض سلسلة تدابير إغلاق اعتبارا من الاثنين وحتى نهاية الشهر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وبينما لن يجبر سكان ألمانيا على التزام منازلهم، إلا أنه سيكون على الحانات والمقاهي والمطاعم والمسارح ودور الأوبرا وصالات السينما إغلاق أبوابها.
وأما إنجلترا فتستعد لتدابير عزل منزلي جديدة على خطى النمسا وفرنسا وإيرلندا، وأعرب كثيرون عن قلقهم حيال الكلفة الاقتصادية للإغلاق الذي يستمر أربعة أسابيع ويدخل حيّز التنفيذ الخميس.
كما من المقرر أن يبدأ تشديد قواعد الإغلاق الاثنين في بلجيكا، التي تسجّل عالميا أكبر عدد من الإصابات بكورونا نسبة لعدد سكانها، وفرضت البرتغال كذلك إغلاقا جزئيا يبدأ تطبيقه الأربعاء.
وفي فرنسا، قال رئيس الوزراء جان كاستيكس إنه سيمنع متاجر التسوق من بيع منتجات “غير أساسية” اعتبارا من الثلاثاء لحماية أصحاب المتاجر الصغيرة الذين أجبروا على إغلاق أبواب محلاتهم.
وفرضت إسبانيا بدورها حظر تجول ليليا بينما طبّقت جميع مناطقها تقريبا إغلاقا للحدود الإقليمية لمنع التنقل لمسافات بعيدة، ويتوقع أيضا أن تعلن الحكومة الإيطالية عن قيود جديدة اليوم، في وقت يطالب وزير الصحة بإغلاق على مستوى البلاد.
وبدا التهديد الذي يشكله الفيروس أكثر وضوحا، أمس، الأحد مع إعلان مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه وضع نفسه في الحجر الصحي جرّاء مخالطته شخصا أظهرَ نتيجةً إيجابيّة لفحص كوفيد-19.
وكتب على تويتر “أنا بخير ولم تظهر (عليّ) أيّ أعراض. لكن سأعزل نفسي خلال الأيّام المقبلة، تماشياً مع بروتوكولات منظّمة الصحّة العالميّة، وسأعمل من المنزل”.
وأثار التشديد المتواصل للقواعد والقيود المرتبطة بالفيروس حفيظة الأشخاص الذين أنهكهم العزل الصحي وكلفته الاقتصادية الباهظة، وأدى هذه الغضب إلى احتجاجات في مناطق عديدة حول العالم، خصوصا أوروبا، حيث وقعت مواجهات مع قوات الأمن في بعض الأحيان.
وجرت مواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن في عدة مدن إسبانية لليلة الثانية على التوالي السبت، بحسب الشرطة، تخللتها عمليات تخريب ونهب في بعض المناطق، كذلك وقعت أعمال عنف في عدة مدن إيطالية، كما في العاصمة التشيكية براغ مؤخرا.
ولم تقتصر الاضطرابات الناجمة عن قيود احتواء الفيروس على أوروبا، فاندلعت أعمال شغب السبت في عدة سجون أرجنتينية حيث طالب السجناء باستئناف الزيارات خلال الوباء.
وفي الأثناء، يتدهور الوضع الصحي كذلك في الولايات المتحدة التي تستعد للانتخابات الرئاسية الثلاثاء، وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا جرّاء الفيروس في العالم مع حصيلة تصل إلى 9,2 ملايين إصابة وأكثر من 230 ألف وفاة، وشكل الوباء محور النقاش خلال الحملة الانتخابية. وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات مجددا، حذّر الخبراء من مزيد من التداعيات المدمرة للوباء.
وقال مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية وعضو الخلية الحكومية لمكافحة فيروس كورونا المستجد أنطوني فاوتشي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “واشنطن بوست” إن الولايات المتحدة مقبلة على “ألم كبير”.
وانتقد فاوتشي، وهو عضو خلية مكافحة فيروس كورونا، استراتيجية إدارة دونالد ترامب لإدارة أزمة الوباء في الولايات المتحدة ما دفع البيت الأبيض إلى الرد عليه واتهامه بالسعي إلى إضعاف الرئيس المرشح لولاية ثانية.
واعتبر فاوتشي المستشار الأبرز للرئيس حول الوباء، أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون “في وضع أسوأ” لمواجهة تسارع انتشار حالات كورونا.
وأشار إلى أن دونالد ترامب لم يعد يأخذ بنصائحه وبات يفضل الآن طبيب الأشعة العصبية سكوت أتلاس المؤيد لإعادة فتح واسعة للمجتمع الأمريكي بدلا من تعزيز إجراءات الوقاية، وتابع: “فجأة، لم يعودوا يرغبون في الاستماع إلى رسالتنا لأنها لا تتوافق مع ما يريدون فعله” مشيرا إلى أنه لم يتحدث مع الرئيس منذ عدة أسابيع.
وتحدث فاوتشي عن فارق كبير بين مقاربة البيت الأبيض لمواجهة الوباء وتلك التي يعتمدها المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي “يأخذ الوباء على محمل الجد من وجهة نظر الصحة العامة”.
واعتبر عضو فريق الإعلام في البيت الأبيض جود دير أن تصريحات فاوتشي “غير مقبولة”، وقال إن فاوتشي “يخرق الأعراف عبر اختياره قبل أيام من الانتخابات أن يلعب السياسة”.
وفي منتصف أكتوبر، وخلال مؤتمر عبر الهاتف وصف الرئيس ترامب فاوتشي بأنه “كارثة” مضيفا “الناس يقولون: اتركونا وشأننا. لقد تعبوا. تعبوا من الإصغاء لفاوتشي وكل هؤلاء الأغبياء”.
أما في المكسيك، فأُلغيت الاحتفالات وأغلقت المقابر الأحد بمناسبة “عيد الموتى” الذي يضع خلاله الناس عادة الزهور والشموع والجماجم الملوّنة في منازلهم وفي الشوارع وعلى قبور أقاربهم، واستذكر كثيرون الأشخاص الذين توفوا في منازلهم جرّاء الوباء بينما حضّت السلطات الناس على تجنّب التجمّعات.
وفي مصر، يرأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة كورنا، بعد ما يزيد عن شهر لآخر اجتماع لها، لمتابعة مستجدات الموقف فى ظل ارتفاع عدد الإصابات خلال الأسبوع الحالي.
وقالت وزيرة الصحة هالة زايد، في تصريحات للإعلامى عمرو أديب، ببرنامج “الحكاية”، مساء أمس، إن مصر جاهزة للموجة الثانية من الوباء، حيث تم رفع حجم الاستعدادات في المستشفيات، وضخ مزيد من “تنكات الأكسجين” والأدوية وتدريب القوى البشرية، مع تشديد الإجراءات داخل الدواوين الحكومية والمرافق العامة، مطالبة بعدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وأضافت: “هناك زيادة متوقعة وعاملين حسابنا، ونعلم أين هي وفي أي محافظات أو فئات المجتمع المصابة”، لافتة إلى أن أكثر المحافظات المعرضة لخطر زيادة أعداد المصابين هي: القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية والبحيرة.