تداعيات سد النهضة| اليوم جولة مفاوضات جديدة.. والبرهان في ضيافة أبي أحمد.. وأديس أبابا ترفض الوسطاء وتبرر تأخر الاتفاق
تستأنف مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم الأحد، لبحث قضايا ملء وتشغيل السد الإثيوبي، ين وزراء شؤون المياه بالدول الثلاث.
وتأتي المفاوضات بناء “على اتفاق وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، خلال اجتماعهم الأخير عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في 27 أكتوبر الماضي.
وقال رئيس الوفد السوداني المفاوض صالح حمد، إن السودان كان قد أبدى رفضه في الاجتماع السابق، مواصلة المفاوضات بنفس المنهج الذي قاد لطريق مسدود في الجولات الماضية.
وأضاف أن السودان تقدم بمقترحات متعددة لإعطاء دور أكبر للخبراء والمراقبين في عملية التفاوض لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.
وفي سياق متصل، وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، صباح اليوم الأحد، إلى إثيوبيا في زيارة رسمية تستغرق يومين، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد.
ورافق البرهان في زيارته لإثيوبيا كل من وزير الخارجية المكلف عمر قمرالدين والفريق أول جمال عبدالمجيد مدير جهاز المخابرات العامة واللواء ركن ياسر محمد عثمان، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية.
وفي اجتماع عقداه الأسبوع الماضي في القاهرة، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان تمسّكهما بالتوصل إلى “اتفاق قانوني ملزم” حول سد النهضة الإثيوبي، وهو مطلب تعارضه أديس أبابا.
وقال السفير الإثيوبي في القاهرة ماركوس تيكلي، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” إن بلاده لا تستهدف التفاوض إلى الأبد، مؤكدا في الوقت ذاته أنه من المبكر القول بفشل المسار التفاوضي.
وأضاف تيكلي أن أديس أبابا تفضل دور الاتحاد الأفريقي كمدير لجلسات الحوار، وليس كوسيط، مضيفا: “موقفنا هنا واضح تماماً، فنحن لم نطلب الاستعانة بأي وسيط، وما نزال نتمسك بهذا الموقف حتى اليوم، ونؤمن أنه باستطاعة البلدان الثلاث مناقشة القضايا المعنية فيما بينهم وتسوية خلافاتهم، وعليه فإننا لا ننوي حاليا توجيه الدعوة لأي طرف للمشاركة كوسيط، خاصة أن الاتحاد الأفريقي يضطلع اليوم بإدارة جلسات التفاوض، وأعتقد أن هذا السبيل الأمثل للمضي قدماً”.
وحول التناقض بين تأكيده على أن إثيوبيا «تتفاوض بنية صادقة»، وإعلانها بدء ملء السد قبل التوصل لاتفاق مع مصر والسودان؛ رد قائلا: «نعم، شرعنا في ذلك، لكننا ما نزال نأمل في التوصل لاتفاق من خلال المفاوضات، لكن أحياناً وبسبب تفشي وباء فيروس (كورونا)، أو تغيير النظام الحاكم في السودان، أو بسبب بعض القضايا العالقة، لم تسر المفاوضات بالوتيرة التي كنا نأملها، وفي الصيف الماضي كان موسم الأمطار وفيراً للغاية، وكانت المرحلة الأولى من بناء السد اكتملت، وعليه لم نجد بأساً في ملء السد، وهذا ما حدث بالفعل».
وتصر أديس أبابا على ملء السد لتوليد الكهرباء، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.