تداعيات انقلاب السودان| بايدن يطلب من الكونجرس تمديد حالة الطوارئ الخاصة بالخرطوم
وكالات
وجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الجمعة، رسالة إلى الكونجرس يطلب فيها تمديد حالة الطوارئ المتعلقة بالسودان، وهي خطوة أعلنت أول مرة في عام 1997.
وقال بايدن في رسالته إن السودان قطع خطوات واسعة في انتقاله نحو الديمقراطية منذ عام 2019، لكن “استيلاء الجيش على الحكومة واعتقال القادة المدنيين الآن يهدد تلك المكاسب الإيجابية”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الوضع في دارفور يشكل تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وختم بايدن رسالته، أنه بناء على ما جرى ذكره، فإن حالة الطوارئ ستبقى سارية المفعول إلى ما بعد الثالث من نوفمبر المقبل من هذا العام.
ويشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد حضّ الجيش السوداني على “ضبط النفس” خلال التظاهرات المرتقبة، يوم السبت، في الخرطوم، بعدما دعا مناهضو الحكم العسكري الى تظاهرة “مليونية”.
وقال جوتيريش خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين في روما: “أدعو العسكريين إلى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا”.
وتابع “يجب أن يسمح للناس بالتظاهر سلميا”.
وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية أن ثمانية متظاهرين على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 170 آخرين في مواجهات مع قوات الأمن منذ الإنقلاب الذي نفذه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الاثنين، قاطعا الطريق على عملية انتقال ديموقراطي وانتخابات حرة مقررة نهاية 2023.
ورغم تصاعد العنف في الخرطوم، يحشد أنصار الحكم المدني لتعبئة عامة ومسيرات يريدونها “مليونية” السبت في السودان ضد انقلاب العسكر بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي أطاح بالمدنيين من السلطة.
ومنذ الاثنين، تغير المشهد تماما في السودان بعد سنتين من حكم انتقالي هش. ففي العام 2019، اتفق العسكريون الذين تولوا السلطة بعد الإطاحة بالبشير إثر حركة احتجاجات شعبية عارمة غير مسبوقة، والمدينون الذين قادوا تلك الاحتجاجات، على تقاسم السلطة لمرحلة انتقالية يتم في نهايتها تسليم الحكم الى حكومة مدنية منتخبة ديموقراطيا. لكن البرهان أعلن الاثنين حل مؤسسات الحكم الانتقالي، مطيحا بشركائه المدنيين من السلطة، وأيضا بآمال التحوّل الديموقراطي.
فجر الاثنين، اعتقل جنود رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والعديد من أعضاء حكومته والأعضاء المدنيين في مجلس السيادة المسؤول عن قيادة المرحلة الانتقالية.
وأعيد حمدوك بعد أيام الى منزله، ولكنه “لا يتمتع بحرية الحركة”، بحسب مسؤولين دوليين تمكنوا من الحديث معه عبر الهاتف، لكن لم يتمكن أحد من مقابلته.
وأصبح وزراء حكومة حمدوك الذين لم يعتقلوا، الناطقين باسم المطالبين بعودة “السلطات الشرعية”، ووضع حد لحكم العسكر الذي تواصل بشكل شبه مستمر في السودان منذ استقلاله قبل 65 عاما.
ويواجه الفريق أول البرهان مقاومة على الأرض. فرغم قطع الإنترنت في البلاد، ينظّم المتظاهرون أنفسهم للنزول إلى الشوارع في الخرطوم ومدن أخرى. ورغم إعلانه حل النقابات المهنية، إلا أن هذه المؤسسات التي دعت الى “عصيان مدني”، وما زالت تحشد أعضاءها وقادرة على تنظيم “إضراب عام” حوّل العاصمة السودانية الى مدينة أشباح منذ الاثنين.
ويحاول العسكريون إسكات المعارضة عبر اعتقال شخصيات سياسية وناشطين وأشخاص بشكل عشوائي وكذلك بالسيطرة على وسائل الإعلام.
واقتحم جنود مقرّ التلفزيون الرسمي الذي أقيل رئيسه الخميس، وقد كان مدافعا شرسا عن الحكم المدني. كما اقتحموا مقرّ وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا). وتتعرّض وسائل الإعلام الخاصة كذلك الى الترهيب.
فقد استهدفت الجمعة صحيفة “الديموقراطي”، عندما جاء جنود وأرغموا حارس المبنى على الرحيل، وقالوا له “لا تعد”، وفق ما روى أحد الصحافيين في الوسيلة الإعلامية.
والخميس، تمّ وقف جميع المحطات الإذاعية التي تبث على موجة “أف أم” ومن بينها راديو “هلا”.
ونقل التلفزيون الرسمي خطبة الجمعة التي دعت إلى دعم العسكريين. وقال الخطيب الذي جلس قبالته العديد من الجنود بزيهم العسكري “لا بدّ أن يكون لنا ولاء وحبّ للقوات النظامية وألا نسي إليها”. وأضاف “إن أسأت لقواتك النظامية، فكأنك أسأت الى وطنك”.
ويؤكد البرهان أن قراراته “ليست انقلابا”، إنما هي إجراءات “لتصحيح مسار الثورة”.
في هذا الوقت، يصعّد المجتمع الدولي الضغوط على العسكريين.
وطالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بإجماع أعضائه الخميس العسكريين في السودان “بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون”، مبديا “قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن “رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان واضحة، ينبغي السماح للشعب السوداني بالتظاهر سلميا، وإعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ونضاله اللاعنفي للمضي قدما نحو أهداف الثورة السودانية”.