تداعيات القرار الكويتي بوقف الطيران مع مصر| إرباك الحجوزات.. وقهرة مواطن بعد حرمانه من رؤية أسرته.. وصفاء الهاشم: الحمد لله
محمود هاشم
أثار إعلان هيئة الطيران المدني الكويتية، اليوم السبت، حظر الطيران التجاري إلى 31 وجهة، من بينها مصر، جدلا واسعا، حيث تسبب في إرباك الحجوزات المسبقة للرحلات بين البلدين التي كان من المقرر استئنافها اليوم، وشكا ركاب من إنزالهم من طائراتهم رغم اجتيازهم الاختبارات الصحية، في الوقت الذي ردت السلطات المصرية بإلغاء رحلاتها للكويت.
“أي قهر أكثر من هذا يمكننا تحمله؟”، هذا ما كتبه المواطن المصري محمد خليفة، عبر حسابه على “فيسبوك”، بعد إنزاله من طائرة مصر للطيران التي كانت في طريقها إلى الكويت، اليوم، قبل دقائق من إقلاعها.
وأضاف خليفة: “ما شفت في حياتي كلها قهر قدر ما شفت اليوم، أنا بالطيارة ومسافر لزوجتي وابنتي بعد غياب 5 شهور، وحاجز تذكرة وعامل تحليل الـPCR وقاعد في الطيارة وزوجتي وبنتي منتظريني هناك، ثم يصدر قرار من نصف ساعة بمنع جنسيات من الدخول منها الجنسية المصرية، ونزلنا من الطيارة ونحن بمطار القاهرة ننتظر الحقائب”.
وذكرت هيئة الطيران المدني عبر حسابها على “تويتر” الدول التي طالها الحظر، وشملت: “مصر، لبنان، العراق، سوريا، الهند، إيران، الصين، البرازيل، كولومبيا، أرمينيا، بنجلاديش، الفلبين، إسبانيا، سنغافورة، البوسنة والهرسك، سيرلانكا، نيبال، المكسيك، إندونيسيا، تشيلي، باكستان، هونج كونج، إيطاليا، مقدونيا الشمالية، مولدوفا، بنما، بيرو، صربيا، مونتنيجرو، جمهورية الدومنيكان، كوسوفو”.
وقالت النائبة في مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشم، إن وزير الخارجية أحمد الناصر أبلغها برسالة وزير الصحة باسل الصباح، مفادها صدور من “الصحة العامة” بمنع دخول الكويت من دول جديدة من ضمنها مصر، علما بأن هناك وقف لإصدار الإقامات الجديدة وكروت الزيارة وإصدار الفيزا لجميع الدول، مرفقة تغريدتها بوسم “تمام”.
قبل أن تعيد نشر صورة من تغريدتها عبر حسابها على موقع “إنستاجرام”، معلقة: “الحمد لله”، حيث أشار إليها كثيرون بأنها وراء القرار باستبعاد المصريين تحديدا.
وقبل ساعات من تغريدتها، سبقتها بتغريدة أخرى تسأل فيها: “بأي منطق تفتح لعودة الوافدين بمعدل ٥٠٠٠ لدولة واحدة فقط، ماهو التبرير المنطقى لذلك”، مضيفة: “قد أتفهم لو كان قرار فتح الرحلات للأطباء والمهندسين ومن تحتاجهم وزارة الصحة أو أي وزارة خدمية أخرى، لكن فتح عشوائي للكل يرجع؟! وبدون اشتراط تأمين صحي كذلك”.
وبعد دقائق من صدور القرار، أعلنت شركة مصر للطيران إلغاء جميع رحلاتها المجدولة المتجهة إلى الكويت اعتبارا من اليوم ولحين إشعار آخر.
وأهابت “مصر للطيران” بعملائها ضرورة مراجعة حجوزاتهم على رحلات الكويت، من خلال الاتصال بمركز الخدمة التليفونية على رقم ١٧١٧ أو ٠٩٠٠٧٠٠٠٠ أو زيارة مكاتبها ووكلائها السياحيين.
وكان من المقرر أن تستأنف شركة مصر للطيران، اليوم السبت، رحلاتها المباشرة بين القاهرة والكويت بمعدل 15 رحلة أسبوعيا، في ضوء الخطة التي وضعتها لعودة رحلاتها الدولية بصورة تدريجي، إلى العديد من الدول حول العالم، بعد فترة توقف استمرت أكثر من 3 أشهر بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وبالفعل كان من المخطط تسيير رحلتين يوميًا إلى الكويت، و3 رحلات يوم الثلاثاء من كل أسبوع، حيث طالبت الشركة المسافرين على رحلاتها بالتأكد من إجراء اختبار PCR بنتيجة سلبية، صادر من أحد المعامل المعتمدة خلال 96 ساعة قبل السفر للسماح بصعودهم إلى الطائرة، مع اتخاذ التدابير الصحية الأخرى التى تشترطها السلطات الكويتية.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الكويتية السماح للمواطنين والمقيمين في البلاد بالسفر من الكويت وإليها، باستثناء 7 دول يمنع دخول القادمين منها وهي: “بنجلاديش، الفلبين، الهند، سريلانكا، باكستان، نيبال، إيران”.
وكانت مصادر حكومية كويتية ذكرت لصحيفة “القبس”، أن منع مواطني الدول السبع من الدخول قرار صحي لا سياسي، مضيفة أن أغلب القادمين من هذه الدول هم من العمالة المنزلية، بالإضافة إلى الذين يدخلون البلاد أول مرة ويحتاجون إلى عزل صحي قبل عملهم في منازل المواطنين، فضلا عن الأوضاع الصحية الراهنة في تلك البلدان.
وأوضحت المصادر أن قرار المنع قابل للتغيير والتعديل، وأن أغلب الدول لديها قائمة بمنع دخول مواطني بعض الدول لحين دراسة المؤشرات الصحية العالمية والمحلية.
ومؤخرا، شهدت العلاقات بين البلدين توترا واضحا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد وقائع اعتداءات على مصريين في الكويت، وتضييق على البعض الآخر، فضلا عن إجراءات ترحيل العمالة الوافدة.
وتم تداول مقاطع فيديو عن وجود مناوشات بين قوات الشرطة الكويتية وعدد من العالقين المصريين، وإطلاقها الغاز المسيل على عدد منهم في مخيمات الإيواء، لمطالبتهم بسرعة إعادتهم إلى أرض الوطن.
وفي منتصف يونيو، تلقت غرفة عمليات وزارة الداخلية الكويتية، بلاغا باعتداء شخص يرتدي الزي الوطني، على طبيب مصري داخل مستوصف الصليبية الشمالي، حيث تبين أن الطبيب لا يقوى على السير، وأنه يعاني من آلام مبرحة، لتتم إحالته بسيارة إسعاف الى مستشفى الجهراء، وبإجراء الأشعة تبين وجود كسر في الساق.
أما أحدث هذه الوقائع، تعرض مواطن مصري يعمل كاشير في جمعية صباح الأحمد، للصفع على وجهه 3 مرات من مواطن كويتي، تم القبض عليه ويجري التحقيق معه في الواقعة.