تداعيات التطبيع| وفد إسرائيلي بالبحرين.. وتخفيف سعودي لـ”الإشارات السلبية” عن اليهود بالمساجد والمدارس.. ورصد جوي لـF-35 حال بيعها للإمارات
توجه وفد إسرائيلي رفيع المستوى صباح اليوم الأربعاء إلى البحرين لإجراء محادثات حول صياغة اتفاقية التطبيع بين البلدين، في أول رحلة جوية مباشرة عبر الأجواء السعودية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه “لأول مرة استخدمت طائرة تابعة لشركة يسرائير المجال الجوي السعودي في رحلة الى البحرين، وأقلت الطائرة شخصيات رسمية إسرائيلية في طريقها إلى المنامة لإجراء محادثات هدفها إقامة مقر للشركة في العاصمة البحرينية.
وأعلنت السعودية رسميا فتح المجال الجوي للطائرات الإسرائيلية، المتجهة للبحرين والإمارات، بعد توقيع البلدين، اتفاق تطبيع مع تل أبيب الأسبوع الماضي.
وتدفع المملكة العربية السعودية، عبر بوابة التقرب من اليهودية نحو نوع آخر من التطبيع مع إسرائيل في ظل تمسكها بتأجيل إقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني.
وقالت المملكة في وقت سابق إنها لن تتبع حليفتيها البحرين والإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل من دون حل للقضية الفلسطينية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز التقارب السري معها، بحسب “فرانس 24”.
وموافقة السعودية على إبرام اتفاق مماثل، سيكون بمثابة أكبر الانجازات الدبلوماسية لإسرائيل، لكن المملكة تدرك أن مواطنيها المتعاطفين مع القضية الفلسطينية قد لا يكونوا مستعدين لعلاقات شاملة بعد.
ومع ذلك، فإنّها تدفع نحو تغيير التصورات العامة عن اليهود في مجتمع كان يتلقى في الماضي إشارات سلبية في هذا الصدد من وسائل الإعلام والقنوات الرسمية وعبر إدخال تعديلات على الكتب المدرسية وإعادة التعريف بالتاريخ، ما قد يمهد الطريق للتطبيع في وقت لاحق.
وقال مسؤولون في السعودية إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة “التطرف” في التعليم.
وذكرت المحللة السعودية نجاح العتيبي أن “الحكومة السعودية قررت أيضا منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد”، وتابعت “الخطاب المعادي لليهود كان شائعا في صلاة الجمعة من قبل الأئمة”.
وفي تغيير مفاجئ، أثار رجل دين في مدينة مكة المكرمة سجالا على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر عندما تحدث عن العلاقات الودية للنبي محمد مع اليهود.
والخطبة ألقاها عبد الرحمن السديس إمام المسجد الحرام في مكة، وهو كان قد أثار الجدل في الماضي بسبب آراء اعتُبرت “معادية للسامية”.
ونال محمد العيسى رجل الدين السعودي الذي يتولى رئاسة “رابطة العالم الإسلامي”، إشادة إسرائيلية في كانون الثاني/يناير الماضي بعدما زار بولندا لحضور احتفال بذكرى تحرير معسكر أوشفيتز.
كما سعت المملكة إلى تواصل جريء مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات إحداها في فبراير/شباط عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتمثل التغطية مقاربة جديدة لوسائل الإعلام الخاضعة للرقابة في المملكة. وكانت وسائل الإعلام السعودية وصفت الدولة العبرية في السابق بأنها “العدو الصهيوني”، لكنها أشادت إلى حد كبير مؤخرا بالاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات والبحرين.
لكن وجهة النظر الشعبية قد لا تكون على استعداد للسير في هذا الطريق بعد. وأشار استطلاع نادر للرأي العام السعودي نشره الشهر الماضي “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إلى أن الغالبية العظمى من المواطنين السعوديين لا يؤيدون اتفاق تطبيع.
وفي سياق آخر، توقع سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل ديفيد فريدمان ألا تتسلم دولة الإمارات أول طائرة مقاتلة أمريكية من نوع F-35 إلا بعد نحو 7 سنوات.
وفي مؤتمر “جيروزاليم بوست”، أضاف فريدمان، أن الخبراء في واشنطن والقدس يدرسون حاليا السبل الكفيلة بضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وهناك اقتراح بتمكين سلاح الجو الإسرائيلي من رصد الطائرات التي ستباع للإمارات.
وأفادت تقارير أمس، بأن الولايات المتحدة والإمارات تسعيان للتوصل إلى اتفاق حتى الثاني من ديسمبر المقبل الذي يصادف عيد استقلال الدولة الخليجية.
في سياق آخر، قدمت سفيرة إسرائيل لدى مصر أميرة أورون بعد ظهر اليوم أوراق اعتمادها الى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مراسم أقيمت في القصر الرئاسي بالقاهرة، تم خلالها عزف النشيد الوطني الإسرائيلي مع دخول السفيرة القاعة، وحسب هيئة البث الإسرائيلي، شكرت أورون الرئيس السيسي على جهوده لدفع السلام في الشرق الأوسط قدما.