تداعيات التطبيع| رحلات إماراتية يومية لتل أبيب.. وقمة ثلاثية بين بومبيو ونتنياهو ووزير بحريني.. وضغوط على العراق بـ”أزمة الرواتب”
أعلنت شركة طيران أبوظبي “الاتحاد للطيران” يوم الاثنين، أنها ستبدأ رحلات يومية إلى تل أبيب في مارس القادم، بعد أن أقامت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل علاقات رسمية هذا العام.
وقالت شركة الطيران المملوكة للدولة في بيان، إن الرحلة ستبدأ في 28 مارس وسيتم تحديد توقيتها للتواصل مع خدمات “الاتحاد للطيران” من وإلى الصين وتايلاند والهند وأستراليا، يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تواجه فيه صناعة الطيران أسوأ أزمة لها على الإطلاق بسبب جائحة فيروس كورونا.
وخفضت “الاتحاد للطيران” الوظائف ومضت قدما في خططها للتقلص إلى شركة طيران متوسطة الحجم تركز على نقل الركاب من وإلى أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ولا تسمح أبو ظبي لغير المقيمين بدخول الإمارة في مطارها، ولم تقل متى سيتم رفع القيود المتعلقة بفيروس كورونا، وتسمح دبي المجاورة للزوار الأجانب بالدخول.
وفي هذا السياق ستطلق “فلاي دبي” المملوكة للدولة رحلات مباشرة إلى تل أبيب هذا الشهر، في حين قالت شركة تشغيل مطار دبي إن شركات الطيران الإسرائيلية “إل عال” و”إسراير” و”أركيا” ستبدأ خدماتها تل أبيب – دبي في ديسمبر القادم.
وشغلت “الاتحاد للطيران” و”فلاي دبي” وشركة “إل عال” الإسرائيلية خدمات تأجير بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة.
ونقل موقع “أكسيوس (Axios)” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، سيشارك في قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، في القدس المحتلة الأربعاء المقبل.
وأوضح الموقع أن المجتمعين سيناقشون خطة لفتح سفارات وتبادل السفراء، إضافة إلى توقيع إسرائيل والبحرين اتفاقية طيران مدني تسمح برحلات جوية بين تل أبيب والمنامة.
ولفت إلى أن زيارة الزياني ستكون أول زيارة رسمية وعلنية لوزير بحريني لإسرائيل، كاشفا أن وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ووزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، زايد بن راشد الزياني، سيحضران القمة أيضا.
وتعد هذه أول زيارة علنية ورسمية لوزراء من البحرين إلى إسرائيل، وتأتي بعد أيام من مصادقة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي على اتفاق التطبيع مع البحرين.
ووصفت الصحافة الإسرائيلية القمة بأنها استكمال لاحتفال التوقيع على الإعلان المشترك لإقامة علاقات تطبيع بين إسرائيل والبحرين في العاصمة المنامة قبل عدة أسابيع.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد على اتفاقية التطبيع مع البحرين، وأعرب مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع عن دعمه للإعلان المشترك الذي ينص على إقامة علاقات “دبلوماسية وسلمية وودية” مع الدولة الخليجية، بعد أن صادق عليه الكنيست الثلاثاء الماضي بالأغلبية الساحقة، مع معارضة النواب عن القائمة المشتركة.
وفي العراق، عقد عدد من ممثلي القوى السياسية ممثلة بحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الراحل جلال طالباني، الجبهة العراقية برئاسة أسامة النجيفي، دولة القانون برئاسة نوري المالكي، تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، اجتماعاً سرياً في أربيل بحضور عدد من الشخصيات السياسية والمستشارين في إقليم كردستان لبحث تداعيات الأزمة المالية.
وبحسب تقارير إخبارية، ناقش الاجتماع أيضاً تغيير رئيس مجلس النواب والانتخابات المبكرة، إلا أن الاجتماع تطرق إلى مناقشة فتح السفارة الإسرائيلية وتطبيع الإمارات واستعداد بعض الدول العربية للتطبيق كالسعودية والأردن، ورؤية العراق إلى توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.
وحسب التقارير، عقد عدداً من المسؤولين في دولة الإمارات عقدوا اجتماعاً مغلقاً مع المسؤولين الكُرد وآخر مع السنة، حول إمكانية التطبيع وفتح قنصلية إسرائيلية في أربيل، إلا أن المسؤولين رفضوا ذلك دون موافقة الحكومة الاتحادية ببغداد، على الرغم من تأييدهم للتطبيع وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل”.
وأوضح عضو لجنة الاقتصاد بالبرلمان العراقي محمود الزجراوي، أن الأزمة المالية بالبلاد مفتعلة كوسيلة من وسائل الضغط الخارجي للتطبيع مع إسرائيل.
وقال الزجراوي أن حكومة مصطفى الكاظمي قدمت طلباً إلى مجلس النواب للحصول على موافقته من أجل اقتراض 41 تريليون دينار من المصارف الحكومية لغرض تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين”.
وأضاف “لا أستبعد أن تكون الأزمة المالية بالعراق من تأخر صرف رواتب الموظفين واللجوء إلى الاقتراض وسيلة من وسائل الضغط الخارجي وتمهيد الطريق إلى إسرائيل لتوقيع اتفاقية السلام مع بغداد وإجبارها على التطبيع، فالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية والخليج تحاول تقديم يد المساعدة للعراق لإخراجه من أزمته المالية عبر التطبيع”.
وأكد تقرير لموقع إنسايد أرابيا الأمريكي، أن العراق يواجه ضغوطاً من المسؤولين في الولايات المتحدة للتطبيع باعتبارها حليفاً رئيسياً بالمنطقة، وبحسب التقرير الذي نشر على الموقع في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن “تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل سيشمل قريباً المزيد من الدول في الشرق الأوسط، وستكون قمة تلك العلاقات إعلان السعودية التطبيع مع الكيان، لكن الجائزة الجيوسياسة الأكبر في المنطقة هي تحقيق الاختراق الدبلوماسي لأول مرة بين بغداد وتل أبيب”.
ولفت إلى أن “ما تمر به المنطقة من أزمات مفتعلة ستدفع الحكومات العربية المتهاوية إلى رؤية أن التطبيع مع الكيان الصهيوني كدواء علاج المشاكل الاقتصادية الطويلة الأمد، وبالتالي كأداة لقمع الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الاعتراف الإقليمي الأوسع بإسرائيل يفتح لها إمكانيات استراتيجية طويلة المدى”.
ووفقا للتقرير، يحتاج العراق إلى استثمارات وأموال لتعويض الانخفاض الحاد في عائدات النفط وتسكين الاضطرابات الاجتماعية التي يمر بها وبالتالي يمكن رشوته ليتبع خطى البحرين والإمارات، مما سيؤثر على مستقبل العلاقات الإيرانية العراقية ودفعها باتجاه واشنطن، والتي ستوجه مثل هذه العملية”.