تداعيات التطبيع| تفشي كورونا يؤجل زيارة أول وفد إسرائيلي لأبو ظبي.. والجامعة العربية تتبنى بنود المشروع الفلسطيني.. وخلاف على إدانة الإمارات
أكد وزير إسرائيلي أن أول زيارة لوفد رسمي إماراتي إلى دولة الاحتلال قد تؤجل بسبب ارتفاع وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
ورجح وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، يزهار شاي (الذي كان بين كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا أبوظبي في 31 أغسطس الماضي)، في حديث إلى إذاعة “102 إف إم” اليوم الجمعة، أن الزيارة الإماراتية التي كانت مقررة أصلا في 22 سبتمبر “إما ستؤجل أو ستتطلب شروطا خاصة”.
وأعرب الوزير عن أمله في أن يثمن الجانب الإماراتي اهتمام السلطات الإسرائيلية بصحة المواطنين وسيبدي التفهم إذا ما اضطرت تل أبيب إلى إرجاء الزيارة.
ولم تؤكد الإمارات حتى الآن وجود خطة لتنفيذ هذه الزيارة.
ومن المقرر أن تقام في واشنطن في 15 سبتمبر مراسم رسمية لتوقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات.
ويأتي ذلك في وقت بلغت فيه وتيرة تفشي كورونا في إسرائيل مستوى غير مسبوق وتخطت عتبة الأربعة آلاف إصابة يوميا، ما دفع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعادة فرض إغلاق شامل في عموم البلاد.
وتتصدر إسرائيل حاليا قائمة الدول الأكثر تضررا بكورونا على مستوى العالم من حيث عدد الإصابات بالنسبة لعدد السكان، بـ146542 إصابة مؤكدة منها 1077 حالة وفاة.
و كشفت السلطات الصحية في الإمارات عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تسجيل أعلى معدل إصابات يومي بفيروس كورونا أمس الخميس خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
وجاء في إحاطة إعلامية استثنائية نظمتها السلطات الإماراتية المعنية، أمس الخميس، أن “أسباب الزيادة في الإصابات تعود إلى التساهل في الإجراءات الوقائية، مثل التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات، وإلى عدم التزام بعض مراكز التسوق والمحال التجارية بالإجراءات الاحترازية، التي تتضمن تطبيق السعة الاستيعابية، إضافة إلى تهاون مؤسسات تعليمية خاصة، وعدم تطبيقها إجراءات العزل، على الرغم من الضوابط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم”.
وأكدت المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي في الإمارات، الدكتورة فريدة الحوسني، تسجيل 930 إصابة جديدة بمرض كوفيد -19، خلال الـ24 ساعة الماضية، وهو أعلى رقم يومي منذ أربعة أشهر. وبذلك يصل إجمالي الإصابات المسجلة في الدولة إلى 76 ألفا و911 إصابة.
وتابعت أن 10% من الإصابات اكتشفت من خلال الفحص المسبق للطواقم الإدارية والتعليمية في المدارس وأولياء الأمور والطلبة، الذين اختاروا الرجوع للمدارس، مشددة على أن “الزيادة تتطلب وقفة مع أنفسنا، واستحضار كل ما قمنا به من إنجازات خلال الفترة الماضية بفضل تعاوننا والتزامنا”.
وشددت الحوسني على تشديد الرقابة والتفتيش، ومحاسبة المخالفين للإجراءات الوقائية، وتطبيق الغرامات الملزمة بناء على قرار النائب العام، مشيرة إلى أن المطلوب من الجميع كمجتمع التكاتف بشكل أكبر، والتعاون بشكل أكثر لتحقيق الالتزام التام.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن الجامعة العربية تبنت جميع بنود المشروع الفلسطيني، بما فيها رفض صفقة القرن واعتماد خطة الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن الدولي.
وجاءت تصريحات عريقات بعد فشل جامعة الدول العربية الأربعاء في التوصل إلى توافق بشأن مشروع قرار فلسطيني يقضي برفض اتفاق التطبيع المبرم بين الإمارات وإسرائيل.
وفي مقابلة إذاعية اليوم الجمعة، قال عريقات إنه خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب، “كان هناك خلاف على إدانة ما قامت به الإمارات من تطبيع مع الاحتلال، ولكن رفض بعض الدول العربية لهذا البند لا يعنى أن جميع الدول العربية قد وافقت على ما تقوم به دولة الإمارات”.
وأضاف: “سوف نعرف ذلك تمام المعرفة عندما نشاهد من سيحضر التوقيع على معاهدة السلام الإماراتية – الإسرائيلية في البيت الأبيض بعد أيام”.
وأكد عريقات أن “ما قامت به الإمارات ليس شيئا بسيطا وهو خروج واضح عن المبادرة العربية، تطبيع الإمارات ضربة قوية، ولا نستطيع إنكار أن (كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره جاريد) كوشنير استطاع تحقيق اختراق وهو محق بأن ذلك تغيير في الشرق الأوسط”.
وتابع: “كوشنير يعي تماما أن صفقة القرن والاحتلال والاستيطان إلى زوال، والذي يجب إبرام السلام معه هو الشعب الفلسطيني، على أساس إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية ، وحل قضايا الوضع النهائي كافة استنادا للقانون الدولي والشرعية الدولية، ولن يكون هناك أمن وسلام واستقرار في المنطقة، ما استمر الاحتلال الإسرائيلي”.