تداعيات التطبيع| الكنيست يصادق على الاتفاق بأغلبية ساحقة.. ومستشار حكومة الإمارات: تأخر كثيرا.. ومطاعم بدبي متوافقة مع الشريعة اليهودية
صادق البرلمان الإسرائيلي “الكنيست”، مساء الخميس، على اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة الموقع في 15 سبتمبر الماضي.
وخلال الجلسة، صوت 84 نائبا بالموافقة على الاتفاق في مقابل 13 صوتا رافضا، في أعقاب أكثر من ثماني ساعات من النقاشات. وتحدث أكثر من مئة نائب، من أصل عدد أعضاء المجلس البالغ 120 نائبا، وينتمي النواب الـ13 الذين عارضوا الاتفاق إلى القائمة العربية المشتركة.
ووقعت سلطات الاحتلال رسميا في 15 سبتمبر، في واشنطن برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقي تطبيع مع الإمارات والبحرين، ما جعل هاتين الدولتين الخليجيتين أول طرف عربي يقدم على هذه الخطوة بعد الأردن في 1994 ومصر في 1979.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أثناء النقاشات إن “هذا الاتفاق التاريخي هو ثمرة جهود حثيثة”، معربا عن أمله في توقيع دول إقليمية أخرى اتفاقات مشابهة، وكشف أن اتصالات جرت حديثا وللمرة الأولى مع دولة أخرى في المنطقة لم يسمها.
وأكد مستشار حكومة الامارات لمكافحة الإرهاب علي النعيمي، أن اتفاقيتي التطبيع بين إسرائيل وكل من بلاده والبحرين تُمكن الدول الثلاث من التصدي “للجهات المتطرفة” في المنطقة، بحسب قوله.
وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة “جيروزاليم بوست”، شدد النعيمي على أن “الإرهاب ليس له دين وليست له حدود، ولذلك يُعتبر تهديدا للعالم بأكمله”.
وقال النعيمي إن اتفاق التطبيع مع إسرائيل “تأخر كثيرا”، مشيرا إلى أنه آن الأوان “للاعتراف بمكانة اليهودية والمسيحية في تاريخ المنطقة”.
وشدد على أن الإمارات تواجه الإرهاب في الداخل والخارج بشكل مباشر وعبر ما سماه بـ”القوة الناعمة” التي تأخذ شكل المساعدات الخارجية وبرامج التعليم، مشددا على أن هذا المسار “يعد ضروريا لمنع الراديكالية ولضرب التطرف”.
وفي السياق، أطلقت شركة الطيران الإماراتية “الاتحاد” موقعا باللغة العبرية على شبكة الإنترنت، تمهيدا لقيامها قريبا بتسيير رحلات منتظمة إلى المطارات الإسرائيلية ومنها.
وتستعد عدة مطاعم في الإمارات لتقديم الطعام المتوافق مع الشريعة اليهودية، بعد شهر من افتتاح مطعم “أرماني كاف” المخصص لتقديم الطعام الـ”كوشير” قرب برج خليفة في وسط دبي، عقب توقيع اتفاق تطبيع العلاقات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في مطعم “أرماني” الفخم في وسط دبي، يُقدم الطعام وفق الشريعة اليهودية “كوشير” ويشعل حاخام مواقد الطهي لبدء العمل، فيما تستعد مطاعم أخرى في الإمارات للخطوة ذاتها بعد توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولة الخليجية وإسرائيل.
وقرر الفندق القريب من برج خليفة أعلى مباني العالم، الشهر الماضي افتتاح مطعم “أرماني كاف” المخصص لتقديم الطعام المتوافق مع الشريعة اليهودية.
ويقدم المطعم الذي يستوعب 40 زبونا، أطباقا متنوعة طُوعت لجعلها موافقة للشريعة اليهودية من بينها الدجاج بالكاري. ويقول الطاهي الفرنسي فابيان فايول: “دربنا موظفينا لأشهر وعلمناهم ما يمكنهم استخدامه وما لا ينبغي استخدامه”.
ويؤكد الطاهي إن “الفكرة من وراء هذا المطعم هي تقديم تجربة خمس نجوم لكل من يريد تجربة الطعام الكوشير”، موضحا أن “التحدي الأبرز سيكون الحصول على المكونات”.
فقد تبدو المهمة صعبة بعض الشيء بسبب الشروط الكثيرة وضرورة استيراد المواد الغذائية الموائمة كاللحوم والأجبان ومشتقات الألبان. وأشار الطاهي إلى أن المطعم يسعى لاستيراد اللحوم من الولايات المتحدة.
وبحسب الشريعة اليهودية، ينبغي ذبح الحيوانات بطريقة معينة ويحظر أكل لحم الخنزير كما يجب الفصل بين منتجات اللحوم والألبان في الطبخ. كذلك، يمنع تناول بعض الأطعمة البحرية مثل المحار.