تداعيات التطبيع| البرهان في أول زيارة لمصر بعد الاتفاق الإسرائيلي.. وقناة عبرية تعدد “المصالح” مع الخرطوم.. وسفيرة أمريكية: لا حاجة لمبادرة السلام العربية
يزور رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مصر قادما من الخرطوم، صباح اليوم، في زيارة رسمية إلى مصر.
وقال القنصل العام المصري في السودان، المستشار أحمد عدلي إمام، في تصريح لقناة “العربية” إن زيارة البرهان إلى مصر تأتي في إطار التشاور الأخوي بين قيادتي البلدين، حول الملفات ذات الاهتمام المشترك، فيما تنطلق اليوم جولة جديدة من المفاوضات حول سد النهضة برعاية إفريقية.
وهذه أول زيارة لرئيس المجلس السيادي السوداني إلى القاهرة منذ إعلان الخرطوم بدء خطوات التطبيع مع إسرائيل، واعتبر البرهان، أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مصلحة بلاده، مؤكدا أن هذا الإجراء دعمته 90% من القوى السياسية بالسودان.
وأشار البرهان عبر “تلفزيون السودان”، يوم أمس الاثنين، إلى أن العلاقات مع إسرائيل تخدم مصلحة السودان، والمصلحة الوطنية يجب أن تتقدم على أي مصلحة أخرى، وقال: “نريد تغيير النظرة لبلادنا عبر السعي لمصالحنا وعدم معاداة أحد”، وشدد البرهان على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يجعل المجتمع الدولي يتعامل مع السودان “كدولة سوية”.
ونشرت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تقريرا، رصد المصالح الإسرائيلية التي ستحصل عليها تل أبيب بالسلام مع السودان رغم أنه بلد فقير، ولاسيما في قضايا الأمن.
وورد في التقرير الذي نشرته “القناة 12” الإسرائيلية: “المصلحة المركزية لإسرائيل في السودان الذي يبلغ تعداد سكانه 42 مليونا ويعاني من عجز مالي يصل إلى 60%، هي الأمن، حيث يقع السودان على البحر الأحمر وعلى طريق تهريب مركزي للبشر، والسلاح والبضائع من شمال إفريقيا”.
وأشار التقرير إلى أن “موقع السودان يمكن أن يساعد إسرائيل بالتخفيف من مخاطر تموضع جهات معادية على طول طريق أساسي لإسرائيل، وعلى المدى البعيد يمكن أن يجري نشاط أمني مشترك في المنطقة”.
وأضاف: “سيكون السودان قادرا بعد الاتفاق مع إسرائيل على المساعدة بمنع تهريب الأسلحة على مسار السودان مصر غزة ومنع تموضع جهات معادية لإسرائيل على أراضيه” بالإضافة إلى “إمكانية إحباط إقامة قواعد بحرية لجهات معادية لإسرائيل مثل إيران وتركيا على شواطئ البحر الأحمر”.
ولفت التقرير، إلى أن “السودان سيسمح بمرور الرحلات الجوية إلى إسرائيل وهذا الأمر سيساهم بتخفيض فترة الرحلات إلى دول إفريقية مثل إثيوبيا وجنوب إفريقيا، وأيضا إلى أمريكا اللاتينية”.
وقال التقرير إنه “كون السودان دولة نامية فإن الأمر سيساعد الإسرائيليين أن يقوموا بتصدير أنواع مختلفة من البضائع، من بينها التكنولوجيا والخدمات”.
وأعلنت كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمس الاثنين، في جلسة استماع لمجلس الأمن بشأن وضع السلام في الشرق الأوسط أن “مبادرة السلام العربية لم تعد ضرورية”.
وقالت كرافت: “تجربة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب أدت إلى السلام، ورؤيتنا ممكنة، وقمنا بالكثير من العمل لتقديم خطة السلام وهي مليئة بالتفاصيل”.
وأضافت “لم تعد هناك حاجة للمبادرة العربية لعام 2002، صفقة القرن فتحت آفاقا جديدة أمام الفلسطينيين”.
وكانت السعودية أكدت تمسكها بمبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002. كما أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في سبتمبر الماضي عن مساندته للجهود الأمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 هي أساس “حل شامل وعادل” يضمن حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي السعودية على “تطبيع علاقاتها” مع إسرائيل، لكن رغم ضغوط إدارة ترامب عليها طوال أشهر، أكدت المملكة أنها لن تتبع الإمارات والبحرين في خرقهما “الإجماع العربي” الذي يشترط التطبيع مع إسرائيل بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.