تداعيات التطبيع| مكتب تمثيلي لمجموعة إماراتية بإسرائيل.. ومساءلة برلمانية لوزير خارجية الكويت.. وسلسلة فعاليات لفصائل المقاومة
قالت مجموعة الحبتور في دبي، اليوم الأحد، إنها ستفتح مكتبا تمثيليا لها في “إسرائيل”، مشيرة في بيان إلى أنها تستعد للكشف عن بعض أوجه التعاون في الأيام المقبلة.
وتجري مجموعة الحبتور، برئاسة رجل الأعمال الإماراتي البارز، خلف أحمد الحبتور، محادثات مع شركة الطيران الإسرائيلية “إسراير” لإطلاق رحلات تجارية مباشرة إلى الإمارات، وتغطي محفظة المجموعة المملوكة لعائلة الحبتور قطاعات الضيافة والبناء والتعليم والسيارات.
وكانت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل اتفقتا الأسبوع الماضي على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية ثنائية بينهما، قال مسؤولون فيهما إنها ستخلق فرصا اقتصادية مهمة.
وكان خلف الجبتور (71 عاما)، دعا العرب في العام 2018 في حال كانوا يرغبون في السلام أن يبرهنوا ذلك، “وأن يكفوا عن إطلاق دعوات رفض متعصبة لا تؤدي سوى إلى تأجيج الكراهية”، وقال حينها: “إسرائيل موجودة، وهذا واقع علينا أن نتعامل معه”، ويعتبر الحبتور من الشخصيات البارزة في الإمارات، ويتمتع بحضور لدى الأوساط السياسية الحاكمة في أبو ظبي.
وتقدم نائب كويتي بسؤال برلماني لوزير خارجية الكويت حول حقيقة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وجود نوع من التفاهمات أو الرغبة لدى الكويت في التطبيع مع إسرائيل.
وقال النائب محمد الدلال في سؤاله: “خرج الرئيس الأمريكي بتصريحات في الأيام الماضية أشار فيها إلى وجود تفاهمات مع دولة الكويت بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وجاءت تلك التصريحات بعد لقاء وفد كويتي مع ترامب، الذي منح أمير البلاد وساما أمريكيا عالي المستوى، ونظرا لخطورة ما أدلى به الرئيس الأمريكي، خاصة أنه يتعارض مع السياسة الرسمية الإيجابية للدولة والموقف البرلماني والشعبي الرافض للاحتلال أو التطبيع معه، لذا يرجى إفادتنا بالآتي: ما حقيقة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي مؤخرا بشأن وجود أي نوع من التفاهمات أو الرغبة لدى دولة الكويت بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهل تم التواصل مع الطرف الأمريكي الرسمي لمعرفة أسباب ذكر الرئيس الأمريكي ذلك؟ وهل تم بعد صدور تصريح ترامب نفي رسمي لتوجه دولة الكويت للتطبيع مع الكيان المحتل؟”.
وأشار الدلال إلى أن “وفدا يمثل الكويت قام باستلام وسام خاص منح لأمير البلاد في حضور عدد من مسؤولي وزارة الخارجية، فما هي الرواية الحقيقية الواردة من مسؤولي الوزارة لما دار من نقاش بشأن موضوع التطبيع مع الكيان المحتل؟ وما هو الرد الرسمي للوفد الكويتي على الطرح الأمريكي في اللقاء تحديدا؟ وهل كان الوفد مخول للحديث أو التباحث في موضوع التطبيع مع الكيان المحتل من عدمه؟”.
وسأل الدلال: “ما أسباب امتناع وزارة الخارجية الكويتية عن إصدار تصريح رسمي بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي التي من الواضح تسعى لتوريط دولة الكويت فى خطر التطبيع مع الكيان المحتل، ومتى سيصدر تصريح في هذا الشأن؟”.
واستبعدت مجلة “التايم” وعد رئيس الأمريكي، خلال مراسم التوقيع التي أجريت الأسبوع الفائت، باعتراف السعودية بإسرائيل “في الوقت الملائم”، معللة ذلك بسببين.
وتقول المجلة إن موقع الإمارات العربية المتحدة من الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني موقع هامشي جداً مقارنة بموقع المملكة، التي أطلق ملكها السابق عبد الله بن عبز العزيز المبادرة العربية للسلام في 2002.
ورغم أن شخص ولي العهد، بن سلمان، قد يضيف عنصر المفاجأة إلى أي قرار سعودي يخص إسرائيل مستقبلاً، فمحرّر “التايم” يرى أنه سيكون من الصعب جداً عليه إجراء تعديلات جذرية على الموقف الرسمي السعودي من إسرائيل في المدى القريب.
وتنقل “التايم” عن أحد مستشاري الحكومة السعودية السابقين، من دون تسميته، إن ثمة “انقطاع كبير” بين أفكار ولي العهد ومستشاريه من جهة، وباقي المملكة، فيما يتعلق بإسرائيل.
ويقول المحرر إن السعودية، انطلاقاً من موقعها الديني، كجامعة للمسلمين السنة حول العالم، معنية بدعم قيام الدولة الفسلطينية والمسجد الأقصى، رغم أن الأردن هي من يلعب دور الوصيّ عليه.
وكما الرياض وصيّة على مكّة والمدينة المنوّرة، فإنها أيضاً تريد أن تدعم الأقصى بحسب “التايم” لأن ذلك يشكل دعماً غير مباشر لها، كما أن التطبيع مع إسرائيل، بالنظر إلى موقعها الديني، سيكون بمثابة عبء عليها.
ولذا يرى الخبراء أن “نبوءة” ترامب بخصوص العلاقات بين الرياض وتلّ أبيب من الصعب أن تتحقّق، خصوصاً في ظلّ عهد الملك سلمان، كما يقول سميث ديوان، الأكاديمي من معهد دول الخليج العربية في واشنطن.
مع ذلك، تتحدث “التايم” عن “نوع من الدفء في العلاقات” بين الدولتين، فالسعودية فتحت مجالها الجوي أمام الطيران المدني المنطلق من إسرائيل، كما أن هناك هدفاً يجمعها مع تل أبيب: لجم الخصم الإيراني.
وتضيف “التايم” أن البحرين لم تكن أساساً لتطبع العلاقات مع إسرائيل من دون بركة “الجار الأكبر” الرياض، معتبرة أن تلك أوضح الإشارات إلى “التقارب المستجد”.
في سياق متصل، أعلنت فصائل المقاومة في غزة يوم الأحد عن سلسلة فعاليات وطنية رفضًا للتطبيع، تبدأ الثلاثاء المقبل 22 من الشهر الجاري، بمشاركة “أحرار الأمة ومناصري فلسطين”.
وسيكون برنامج الفعاليات في مرحلته الأولى أسبوعيا كل يوم ثلاثاء الساعة 11 صباحًا؛ بفعالية جدارية ضد التطبيع، ثم جنازة رمزية لجامعة الدول العربية ودول التطبيع، يليها ورشة عمل سياسية بعنوان “التطبيع الخياني” وتختم بمؤتمر علمائي ضد التطبيع.
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط في كلمة ممثلة عن فصائل المقاومة؛ إن مشروع المقاومة على أرض فلسطين ممتد حتى انتزاع حقوقنا كاملةً.
وأكدت فصائل المقاومة أن: “ما نراه اليوم من توجهات فردية ومصلحية من بعض الأنظمة والحكومات العربية نحو التطبيع مع الكيان لا يمثل العمق الحقيقي للأمة، ولا ضمير الشعوب الرافضة لكل أشكال الخيانة والتطبيع مع العدو”.
وشددت على أن “مسيرة الجهاد والمقاومة ستبقى مستمرة بكافة الأشكال والوسائل لمواجهة العدو الصهيوني حتى تحرير كامل ترابنا”، مضيفة أن “قوى الشر في العالم وأنظمة التطبيع لن توقف مسيرتنا وانتزاع حقوقنا”.
وجددت فصائل المقاومة رفض أشكال التطبيع كافة مع الاحتلال، والذي “يعطي العدو ذريعةً لتنفيذ جرائمه وعدوانه وسلب ونهب مقدرات الأمة”.
ودعت فصائل المقاومة “أحرار العالم للتحرك الشعبي الواسع لنبذ هذه الفئة الخائنة والمطبعة، وفضحها وإجبارها على إلغاء هذه الاتفاقيات المخزية”.
قالت حركة “حماس” الفلسطينية، إن “خروج المظاهرات الرافضة للتطبيع مع الاحتلال” في بلدان عربية، يأتي “إدراكا منهم لخطورة” هذا التطبيع.
ودعا المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، الحكومات إلى الإصغاء لصوت الشعوب، لافتا في الوقت ذاته إلى أن “المظاهرات التي خرجت في البلدان العربية تؤكد رفض الشعوب لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال”.
وأكد قاسم أن “هذه الشعوب كانت وما زالت وستبقى تعد فلسطين القضية العربية المركزية وأن الاحتلال الإسرائيلي هو عدوه المركزي”.
وطالب المكونات الحزبية والمجتمعية والأهلية في كل الدول العربية بـ”إعلاء صوتهم الرافض لتطبيع بعض الدول علاقتها مع الاحتلال الصهيوني”.